٣ | إنتماء مُريب.

15.1K 661 715
                                    

وما كان يوماً مشؤوماً، بل كان كُتلة من الضبابية تُغطي فساحة شمس مُشرقة، وما يأتي بعد الضّباب الاّ النور.

--

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

--

حينَما اقترب منها أكثر، أدركت مِيا بشاعة نواياه.

نوايا البشر تظهر كالحبر على وجوههم، وإذا ما نجحوا في إخفائها، تفضحهم ألسنتهم.

إبتلعت ريقَها، وأرعبتها النّظرة السوداء الدّاكنة في عينيه الخبيثتين، واغمق اللون فيهما. ظلّت تتراجع إلى الخلف تُحرك خضراوتاها أرجاء المُحيط الأبيض المُختلط باللون الرّصاصي، وما وجدت منفذاً، هي محبوسة كالقط مع الفأر في هذا المَكان القذر الذي يشبهُه.

" ميا، ميا .. ميا. "

ردّد بإعجاب خافت يتجه نحوها بخطوات بطيئة مُستفزة، فكاد يُغمى عليها لتلوي معدتِها واضطرابها، بدا مُقرفاً بل واستحق كُل لمنة وكل تدرجات الأزرق والاحمر على بشرته الفاتحة، ما عادت تشعُر بأي تعاطف ناحيته، من الواضح أنه تعرض للضرب لانه شخص قذر. ما هو بصدد القيام به الآن يضع النقاط على الحروف.

" اتعرفين أن لكِ بشرة رقيقة ناعمة ؟ أكاد أجزم بانها انعم بشرة المسها في حياتي ! قطنية وطرية ! "

ما الذي يقوله بحق خالق الارض ؟ تكاد تتقيأ !

اهتزّ صدرُها والتوى ثغرها باللون الشاحِب وبدت وكانها قد تستفرغ في اية لحظة، فاحتدم الغل في عينَي دانيال، وبرزت عروق جبينه ما ان ادرك ماهية شعورها اتجاهه.

" عاهرة !! "

صاح كاللّهيب، وصرخت برُعب وتراجعت إلى الخلف حتّى أوقفها الجِدار وكبّل تحرُكاتها، فما عاد لها أي ملجأ ثانٍ سوى الدعاء قلبياً.

" خائفة ؟ "

قال بنبرة لعُوبة، فقضمت شفتيها وكادت تبكي.

رائحة الرّبيعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن