__
رمى بِها رفاييل بعنف داخل السيارة، وصعد الى جانبها مُغلقاً الباب وراءه بقُوّة خلّفت ضجة.
اعتدَلت في جلستها وأخفضت تنورَتها الفوضوية بعصبية، نظرت اليه عبر اهدابِها الشّقراء بانزعاج شديد لسلوكه العنيف معها. ما كان رفاييل ناعماً او عاطفياً قط معها، لكن على الاقل كان يعاملها بلطف ولباقة.
'' هل فقدت عقلك؟ هل لهذا السّبب اتصلت بي لتعنيفي ومعاملتي كقمامة رخيصة؟ '' تذّمرت تمسد على موضع الألم بغرض أن تُثير شفقته وتهُز مشاعره نحوها. فوجّه رماديتاه اللّتان مستهما دكنة العُتمة.
'' حقاً ؟ بربكِ سِرينِتي ! اتحاولين اخراجي عن طوري ؟ لانكِ تُفلحين. اتعرفين ما هو معنى اسمكِ ؟ دون شك انتِ تعرفين ! ولكنكِ لا تتماشين مع اسمكِ على الاطلاق ! '' كُل كلمة قالها خرجت من ثغره بصرامة شديدة، مع ذلك، ابتسمت الشّقراء بتلاعُب وراحت تضع اطراف اصابعها النّحيفة على المساحة التي لا يُغطيها وشاحُه الاسود. اي على صدرِه.
'' هل افتقدتني يا رفاييل ؟ وما استطعت قولها بصراحة لي لهذا اتيت الي مُدعياً الغضب والعصبية وفي الواقع انت دعوتَني لانك تُريدني، تصرفك لطيف للغاية. '' فغرت فاهَها بعاطفية مُقتربة منه، بُغية تقليص المسافة بينهما فتنقض على شفتيه. ولاحظ رفاييل نيتها اتجاهه البادية على عينيها المُنسدلتين، فأمال وجهَه عنها الى اليسار يتفادى شفتيها برفض جلِي.
وهُنا جُر كبرياء سِرنيتي الى قاع الحضيض.
فتلوّن خدّاها بالأحمر الدّاكن، بِإحراج شديد وحُزن قطّع فؤادها.
'' لمَ تفعل ذلك بي ؟ كلما حاولت تقليص المسافة اللعينة بيننا، تبعدني وتعاملني بوحشية اكثر مما كانوا يعاملون به العبيد ! لا أفهمك ! تارةً تكون معي لطيفاً وتارةً اخرى تعاملني وكأنني غريبة عنك ! '' حاولت سرينتي ملامسة قلبه، لكنّه صدّها بما قاله.
أنت تقرأ
رائحة الرّبيع
Romance» وُضِعْت بين نارَين مُلتهِبتين اثنتين، بينهُما. « » هو يُخبرُني انّه قدري الحتمي، لا مجال للهُروب من مخالبه المتغطرسة ولو افنيت كل حياتي وانا احاول تشويه مشاعري اتجاهه وإنكارها. وفي المُقابل، الآخر يُخبرني أنّه سيكون ظهري وذرعي الحامي مهما طال الدّ...