اسكربت 7

30 4 0
                                    

- أصبلك الماية يا ولدي؟
- مش عاوز أتعبك يا بنتي.
صبيت الماية واديته الشَربة - تعبك راحة يا ولدي، يلا اشربها ومدد قوام على السرير علشان تلحق تنام وتصحى تصلي الفجر فايق.
شربها وبعد كدا قال - طب مش هتحكيلي الحكاية؟
- حكاية كل ليلة؟
- حكاية كل ليلة. 

غطيته وقعدت جنبه، لمست شعره وبدأت أحكي بصوت يناسب حكايته مع أمي:
- كان ياما كان، في زمن غير الزمن.. كان عايش شاب وحيد، مهموم، ماشي في طريق ملوش نهاية، باصص للسما وبيدعي بدون كلام، عيونه دارت لحد ما قابلت عيونها، بنت رقيقة بعيون تشبة النجاة، شافها وشافته ودار بينهم حديث بدون كلام، وبعد ابتسامة سلام ولمحة وئام، اتكرر اللقا وبدأ الكلام وبدون قوانين وبكل حب سلام وقع الشاب العادي في صاحبة الشباك، وأنهي الراوي حكايته وترك ليهم حرية الحياة فانتهت حكايتنا يا مَولاي.

وكالعادة سرق النوم الأب العظيم قبل ما الحكاية تخلص، بإرادته الحرة أو غصب عنه نام لأجل يحلم بيها من تاني.
الموت سرقها منه بدري عن أحلامهم، سرق حرية الابتسامة والضمة ولمسة الأيد، فأصبح الأب عايش وحيد بنص ابتسامة ونص قلب مع بنتين حاملين لطيف حبيبته

- ولدي نام؟
لمست ضهري - وشبع نوم كمان، انا تعبت أوي الليلادي، تصبحي على خير يا وئام.
- مش باين له خير يا رحمة.
انتبهت - لية كدا؟ أية الي حصل؟ ووشك مخطوف لية ؟

قلبي انتفض وانا بسمع منها الحكاية، جريح على الطريق المهجور السعادي! يا مصايب أهل بيتك يا حاج فارس.

- شفتيه وأنتِ بتجيبي الخيط؟
- أيوة، شفته بيتخانق مع مجموعة حُراس، مش حراس مملكتنا، استخبيت ورا شجرة، وانا مرعوبة، لحد ما السيف جرح الشاب، فهربوا الحراس، وانا جريت على البيت أقولك.
- والعمل... والعمل؟
- مش عارفة.. أنا.. أنا خايفة أوي.

عضيت على إيدي بقلق، وفي لحظة حسمت قراري، حطيت الشال على فستاني، ومسكت قنديل الجاز من ايد والايد التانية كان في ايدها وخرجنا من البيت ندور على الجريح.

- يامصيبتي دا سايح في دمه.
رفعت شعري وحاولت أقومه - ششش، ودا وقت ندب حظ، تعالي اسنديه معايا لحد البيت.
سندنا سوا - أنا خايفة أوي.
- مفيش مفر من المكتوب يا بنت فارس.

وصلنا البيت، نيمنا في أوضتي، وجبت أدوات التطهير والخياطة، قعدت جنبه وهو غايب ومش دريان بالدنيا وبدأت أكشف الجرح وأطهره.
- أنا خايفة عليكي من الي بتعمليه دا يا رحمة.
لفيت الشاش حوالين وسطه - اسيبه يموت يعني وانا بإيدي اساعده؟
- مش قصدي، بس لو حد في المملكة عرف، أنتِ عارفة القوانين.
اتنهدت - عارفة، ولكن..
انتبهت أنه بيتحرك، حطيت ايدي على راسه لقيتها سخنة وبدأ بيخطرف.
- وئام بسرعة هاتي ماية ساقعة ومنديل قماش.

عملتله كمادات وفضلت قاعدة جنبه، ووئام تعبت فنامت.
حطيت ايدي على خدي وسرحت في تفاصيله، شاب وسيم بملابس قيمة، ملامحه غير مألوفة، لازم غريب.

نوفيلا حكايتناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن