اسكربت 21

14 1 0
                                    

- مُمكن نبقىٰ أصحاب؟
بصيت لُه:
- ماما قالتلي متصاحبيش ولاد.
بَص بعيد، وبعدين أتكلم:
- أنا مَليش صُحاب خالص، بشوفك قاعدة لوحدك دايمًا، وأنا كمان لوحدي، ليه منبقاش صحاب!
بَصيت لُه، وبعدين طلعت ساندوتش وقسمت الخيارة:
- خُد أنتَ حتة وساندوتش، وأنا حتة وساندوتش، أتفقنا؟
ابتسَـم بفرحة:
- يعني بقينا أصحاب!
ابتسَـمت:
- بقينا أصحاب.
ومن اليوم ده وأنا وأدهم أصحاب، رايحين المدرسة سوا، راجعين من المدرسة معَ بعض، في الأعدادية والثانوية كان بيوصلني لمدرستي ويروح هوَ مدرسته، وفي الجامعة! ماشي دخلنا نفس الكلية، أو أنا اللي دخلت وراه الحقيقة عشان مسبهوش لوحده.
- مريم! مش هتيجي معايا عشان نشتري الكُتب؟
بصيت لُه جامد:
- هوَ أنتَ أكتَع يا أدهم عشان أجي معاك!
مَدلي ساندوتش شاورما، لا ومش بس كده ده سوري، ابتسَـمت وقومتله:
- يلا بينا نشوف الكُتب دي بتقول أيه، ده أنا نفسي أنقي كُتب من زمان.
ضحِك ونزل علىٰ العربية، وأنا نزلت وراه، الحقيقة إن أدهم بيقاسمني كل شيء، أكل، شُرب، خروج، لعب، مُذاكرة، مَريم يعني أدهم، وأدهم يعني مريم ومنين ما يغيب واحد فينا بيتسأل عن فين التاني، حافظة لبسه وأكله وشربه، حافظة حتىٰ لعبته المُفضلة، مامته تبقىٰ مامتي، ومامتي تبقىٰ مامته والحقيقة أكتر كمان، عمو الحقيقة كان مكان بابا، الإنسان مش متوقِع هيعيش حياته منغير أدهم أزاي.
- أيس كريم ولا بيبسي؟
شاورت بِأيدي:
- الأتنين.
ضحِك وراح أشترىٰ أيس كريم بِالشوكولاتة، وحط عليه صوص شوكولاتة، وجاب لِنفسه بِالفراولة، مبنحبش العك، شوكولاتة يعني شوكولاتة، وفراولة يبقىٰ فراولة، بنحب الهدوء والترتيب، بنحب المُفاجأت الهدية والهدايا البسيطة، وردة، ورقة، كتاب!
- بُص بقىٰ يا أدهم، حاليًا في كُتب كتير نقصاني شوف عايز أيه منهم والكُتب اللي هتشتريها أنتَ كمان عشان نشوف مين فينا هياخد أنهي، وشوفلي الكُتب المشتركة بيننا عشان نقسمهم ونبدلهم بين بعض.
بَص في الكُتب وبعدين بَصلي:
- هنجيب مملكة البلاغة أنتِ تبدأي كل كتاب وتبعتيهولي، وهنجيب الأجزاء الجديدة من الكُتب اللي نقصانا.
بَبُص بالصدفة في الكُتب لقيت أرض زيكولا وأماريتا، قرأتهم عشرين مرة أونلاين آه، بس ولو ولو نجيبهم برضوا:
- هجيب أرض زيكولا وأماريتا، أنتَ تاخد أرض زيكولا وأنا أماريتا وبعدين هنبدل، بس أنا اللي هاخد الأتنين عندي.
بَصلي جامد، فابتسمت:
- عشان خاطري.
ضحِك بهدوء:
- ياستي نحرقلك العالم لأجل تكونِ مبسوطة، يلا نجيبهم.
ده بيحصل دايمًا، بنتشارك كل شيء، الكُتب، والقراءة، والقهوة، والكابتشينو أبو بُندق القمر بتاعي ده، القلم المُفضل ليا هوَ أول قلم هدية ليا منه وأحنا صغيرين، والكتاب الأول في رفي هوَ أول كتاب هداه ليا، البلورة بتاعت الولد والبنت اللي بتدور هيَ اللي دايمًا ملازمة أوضتي، ومفاتيحي مبتتشلش مِن ماديليته.
- مريم أيه رأيك نروح نقعد شوية علىٰ البحر قبل ما نرَوح!
ابتسَـمت:
- حلوة قعدة البحر لما تكون معاك، معَ البيبسي بقىٰ، وكتر ألف خيرك يا ولا يا أدهوم يا ولا.
ضحِك جامد:
- إنسانة براس خرتيت، عايزة تخلصي فلوسي بأي شكل.
وقِفت وحطيت أيدي في جنبي:
- خُسارة فيا يا أدهم!
بَصلي جامد:
- الخِمار قصير ليه المرة دي يا قمر!
بصيت للخِمار بأسف:
- ماما جايبهولي ومعرفتش أطوله أوي عشان هيكون شفاف لو طوِل عن كده.
ابتسَـملي:
- هنعدي علىٰ المحل وأحنا طالعين نجيب واحد أطول وميكونش شفاف، بس ده يتشال، أتفقنا!
ابتسَـمت بهدوء:
- ماشي.
ضحِك بشغف:
- ها، يلا بينا علىٰ البحر عشان نلحق الغروب؟
ضحِكت:
- يلا بينا.
مُقاسمة الحاجات اللي بتحبها معَ الشخص المُفضل ليك، شيء لطيف ومُميز، بالأخص لما تكونوا شبه بعض تمامًا، بنحب دايمًا نوثَق لحظاتنا بصورة، صورة هادية، رايقة، ولطيفة.
- أدهم الساعة 8، ماما هتزعق يلا بينا.
قام وقف ومسك الشُنط:
- ماشي يلا عشان ألحق أوصلك وأروح، لما تخلصي الكُتب هاتيهم بقىٰ.
- ماشي أتفقنا.
خلصنا وروحني البيت، طلعت غيَّرت وغسلت وشي وصليت، جيت أرن عليه عشان أطمِن وصل ولا لسه لقيته مشغول، رنيت تاني كان لسه مشغول.. أول مرة أرن عليه وهو بيكلم حد وميقفلش معاه! كلمت رحمة بعصبية:
- رحمة أنا بكلم أدهم مبيردش، ياترىٰ عنده أيه أهم مني؟ فيه أيه أصلًا أهم مني، هوَ مش انا صاحبته!
جالي صوتها بهدوء:
- مريم أكيد مشغول معَ حد، عادي يعني.
عادي يعني! هو أيه اللي عادي يعني؛ الناس دي عبيطة ولا أيه؟
- بقولك رنيت مرتين!
أتنهِدت:
- مريم، مش شايفة إنكم كبرتوا علىٰ اللي بيحصل ده، وقربكم من بعض أصلًا غلط، تقدرِ تعرفيني بتاع أيه تفضلي معاه لـبليل وكمان تخرجي معاه دايمًا لوحدك ويجيلك البيت وتروحيله! هوَ مين يا مريم عشان تعملي كده؟ أخوكي ولا أبوكي، ولا لَقدر الله جوزك!
- هو صـ..
قاطعني صوتها بعصبية:
- مش صاحبك، مفيش حاجة أسمها صاحبي أصلًا، أدهم أجنبي عنك يا مريم، حرام اللي بيحصل ده، وهسيبك من فكرة حرام عشان أنتِ مش صغيرة، أنتِ وأدهم مش صُحاب أنتِ بتحبي أدهم يا مريم، وألا تبرري غيرتك عليه بِأيه! سؤالك الدايم عن رايح فين وجاي منين ونازل معَ مين! فوقي يا مريم.
قفلت بعد ما خلصت كلام وسابتني لِدماغي، أنا مش زعلانة منها، رحمة حذرتني كتير من علاقتي بأدهم، حرام.. عارفة إنه حرام، بس أنا متعلقة بيه، أدهم أول صاحب ليا، أول حد أتعامل معاه وأتعلَق بيه، كان معايا في كُل وأي حاجة، أدهم جزء لا يتجزأ مني، بس بحبه؟ لا لا مش معقول.
قاطع أفكاري صوت رنة تليفوني بِأسمه «رفيقي الأقرَب»، مسكت التليفون بسرعة وكنت هرد، بس أفتكرت إن عدىٰ ساعة إلا ربع، وأفتكرت كلام رحمة، الابتسامة راحت من علىٰ وشي وقفلت التليفون خالص ونمت، جايز نمت عشان أمنع نفسي من أني أفتَح التليفون وأرد عليه!
***
- أدهم مستنيكِ تحت عشان عندكم محاضرة مهمة النهارده يا مريم، انزليله.
أتنهِدت:
- قوليله أني مش رايحة النهارده يا ماما عشان مصدعة شوية.
بَصتلي بقلق:
- مالك يا بنتي!
حاوِلت ابتسِـم علشان متقلقش:
- مفيش حاجة يا حبيبتي، بس مصدعة وجسمي تقيل شوية.
- خلاص خشي نامي وأنا هكلمه أعرفه.
ابتسَـمتلها ودخلت الأوضة، دقيقتين وسمعت جرس الباب، عرفت إنه أدهم، عملت نفسي نايمة عشان اما ماما تناديني، وبالفعل قالتله إني نايمة، سمعت صوته من ورا الباب:
- عارِف إنك مش نايمة، بس مش فاهم حصل أيه! ألبسي عشان نروح المحاضرة، وأوعدك مش هنتكلم طول الطريق.
حاولت أعمل مش سامعة بس معرفتش، كمِل بضعف:
- علشان خاطري يا مريم، علشان خاطري.
قومت من علىٰ السرير ونورت نور الأوضة عشان يعرف أني صحيت، لبست بسرعة وخرجتله، أخدت حاجتي ونزلت منغير ما أبصله، ركب العربية وفتح الباب عشان أركب جنبه فركبت ورا، قفل الباب بهدوء، وبَص لورا:
- زعلتك في أيه!
مرَدتش فكمِل:
- أنا بس عايز أفهم، يعني لو فهمت جايز أدافـ..!
وقفت بصوتي:
- مش عايزة أتكلم يا أدهم، ممكن؟
بَصلي لثواني، وبعدين شاوِر براسه:
- مُمكن.
دوَر العربية ومشي بينا لحد ما وصلنا الجامعة، نزلت من العربية ودخلت وهوَ دخل ورايا، شوية وقابلت رحمة، قربت مني:
- قافلة موبايلك ليه؟ قلقتيني عليكِ!
بصيت لها بهدوء:
- مفيش حاجة، كنت نايمة يا رحمة.
بَصِت لأدهم بهدوء ورجعت بصتلي:
- متخانقين؟
- لا، مفيش حاجة.
مشيت وسيبتها، دخلت المحاضرة وكان الدكتور لسه مبدأش، أدهم قعد قدامي بالظبط شوية وبنت جت قعدت جنبه، ماشب أتضايقت عشان كانت غريبة بس عادي يعني.. أيه ده هيَ بتقرب كده ليه! الله دي بتبتسمله؛ والقمر بيردلها الابتسامة!
- أزيك يا أدهم عامل أيه؟
ابتسَـم:
- بخير يا هبة، وأنتِ كويسة!
- بقيت كويسة أما شوفتك.
هيَ مالها برَدت كده ليه بجد! أزاي بخير أما شافته مش فاهمة؟ ماهيَ لو هتموت هتموت وتريحنا، ولو كويسة فكويسة، مالها بشوفته بقىٰ!
- هاا، عملت أبه بعد ما قفلت معايا أمبارح؟
- حاولت أنام واللهِ بس كنت مصدع.
يا قمر! هيَ المسلوعة دي بقىٰ اللي مردش عليا عشانها؟ وأكيد ساعة إلا تلت ولا إلا ربع مش بيتكلموا في فؤاد الصُداع وعلاجه! مالها قنواتي الدمعية بتتدخل ليه دلوقتِ هيَ كمان؟
- اااهه، عشان كده مكنتش فاضي ترد عليا يا سي أدهم!
كان لازم أتسحِب من لساني يعني؟ كان لازم!
بَصلي ورفع حاجبه:
- مشوفتش أنك بترني أصلًا يا مريم، وبعدين بتتكلمِ كده ليه؟
السلوعة بصِتلي:
- متعصبة من حاجة ولا ايه!
الإنسان حاوِل يداري دموعه، وكسفته وزعله وقام خالص، قعدت وراهم بِبانشين، الدكتور كان دخل وبدأ يشرح، قَومني في نص المحاضرة:
- مريم! سرحانة في أيه المحاضرة مهمة!
حاولت أكون هادية:
- تعبانة شوية يا دكتور، أسفة.
الدكتور كان كبير، كان بيحبني جامد الحقيقة ولطيف دايمًا معانا وهوَ أكتر دكتور بنحبه وكلنا بننجح في مادته ولحُسن الحظ أدانا في تانية ورابعة، رد بهدوء:
- طيب أقعدي وحاولي تركزي، ولو مش هتقدري أخرجي وروحي.
ابتسَـمت:
- لا هركز يا دكتور.
قعدت بالفِعل، شوية ولقيتها بتمدله ورقة، أكيد مش قاصدة أسمعهم وميهمونيش يعني!
- خلي دي معاك عشان دي أكتر ورقة بحبها.
يا صلاة النبي! ده فيه حد بيشاركه حاجات غيري!
خلصنا المُحاضرة وخرجت وأنا بحاوِل أجري عشان أوصل لبرا وأقابل رحمة وأعيط، مش مهم زعقتلي او هتزعقلي، بس عايزة ألحق نفسي.
- مريم!
حاولت أعمل نفسي مش واخدة بالي وكملت مشي، صوته علي:
- مرييمم! بنادي علىٰ فكرة!
وقفت ولفيت لُه:
- أفندم! فيه حاجة؟
بَص بعصبية أول مرة أشوفه عليها:
- لما أكلمك ردِ عليا، ولما أنادي عليكِ متسيبنيش وتمشي، مش فاهم مالك بجد، تختفي بمزاجك وتقفلي التليفون بمزاجك وتبعدي بمزاجك، فيها أيه لو مقفلتش معاها وكلمتك، أجرمت!
أتعَصبت فَرديت عليه:
- آه أجرمت، أجرمت لأني أقرب حد ليك ومش من حق أي حد يشاركك الحاجات اللي بتحبها غيري، ومش من حقها تاخدك مني، ومش من حقك تيجي تزعقلي دلوقتِ يا أدهم، فاهم!
رَد عليا بغضب، بلهجة مُختلفة، مش أدهم لا:
- مريم، أحنا أصحاب، مش من حقك تقوليلي أكلم مين ومكلمش مين، فاهمة!
كأنُه رمىٰ عليا مية ساقعة.. لا متلجة، فوَقني من اللي كنت فيه، أحنا فعلًا صحاب، أو جايز حتىٰ مينفعش نكون صُحاب، صوتي هِدي أو جايز ضعِف، بصيت لُه ببرود وابتسَـمت بسُخرية:
- صح، عندك حق يا أدهم، أنا مين؟ أنا مريم.. جايز حتىٰ صداقتنا متنفعش، رحمة كان عندها حق، كل الحق لرحمة.
جيت ألف لقيت الجامعة كلها واقفة بتتفرج علينا، بَصيت للكُل بهدوء وتلاشيت وجود الكل، مشيت بهدوء لحد ما وصلت لرحمة، أترميت في حُضنها وعيطت، عيطت كأني معيطتش بقالي سنين، قاطعني كل ده صوتها:
- حبيتيه يا مريم! مش قولتلك بلاش تهدِري مشاعرك في الغلط، وحتىٰ كنتِ بتغضبي ربنا بيه.
كمِلت بصوت هادي وهيَ بتطبطب علىٰ ضهري:
- هشش، خلاص يا حبيبي خلاص، هوَ اللي غلطان، يلا بينا نروح.
***
صحيت تاني يوم لقيتني علىٰ السرير ورحمة جنبي، وخداني في حُضنها ولابسة البيچامة بتاعتي، أنا وماما قاعدين لوحدنا، بابا متوفي ومعنديش أخوات ولاد، ولا حتىٰ بنات، فعمو بيوافق إن رحمة تبات معايا، فرق بيننا عمارتين بالظبط، ابتسَـمت وصحيتها:
- رحوم، أصحي يا حبيبي.
قامِت بقلق وخضة:
- أنتِ كويسة! طمنيني عليكِ؛ حاسة بحاجة!
ابتسَـمت:
- لا مخافيش مفيش حاجة، حصل أيه أمبارح؟
حضنتني، وبعدين خرجتني من حضنها وبَصتلي:
- جيتِ قعدتِ تعيطِ لحد ما وقعتِ، الدكتور جيه وأدهم جيه، قالنا إنك مش هتفوقي غير الصبح وإن ضغطك وطيّ وعلشان كده أغمىٰ عليكِ، وأداكِ أبرة، لما كله مشي، غيرنالك أنا وطنط، وغيرت ونمت جنبك، أدهم مكنش عايز يمشي.. بسـ..!
بصيت لَها بأستغراب:
- بس أيه!
أتنَـهِدت:
- أتخانقت أنا وهوَ، وطنط عرفت إن اللي حصل بسببه وزعقتله وقالتله ميجيش هنا تاني.
غمضت عيني بزَعل:
- مكنش ينفع ماما تعرف، علاقتها بأدهم مختلفة عني.
بَصت بندم:
- أهو اللي حصل يا مريم بقىٰ، هو بيرن عليكِ من الصبح.
أتنهدت بتعب، جيت أقوم لقيت الدنيا بتلف بيا فقعدت، سمعت صوت زعيق برا، ومن الصوت عرفت إنها ماما وأدهم، رحمة قومتني ولبسنا إسدالات وخرجنا.
- هو أنا مش قولتلك أبعد عن بنتي ومتجيش تاني! أنتَ أيه يا جدع مبتفهمش!
عيونه كانوا حُمر، كان بيعيط، أيوه أنا عارفة أدهم كان بيعيط عيونه بيعملوا كده، مشوفتهوش بيعيط كتير، مرة وطنط في العملية ومرة ساعة ما عرف ان مجموعه قليل، ودلوقتِ، أدهم دموعه غالية أوي، أوي عليه.. معقول ينزلهم عشاني!
- هطمن عليها بس صدقيني.
ماما جت تزعق، خرجت ووقفتها، قلبي زعلان منه، وغلط اللي بيحصل، وحرام للعلم، ولازم أبعد، بس.. بس هو بيعيط!
- ماما خلاص! أدهم ملهوش علاقة باللي أنا فيه، رحمة كانت متعصبة مش أكتر.
بَصلي بخضة، وقرب عليا:
- مريم، أنا أسف، واللهِ أسف ومش هعملها تاني، أصلًا مش هكلم حد غيرك، ومش هزعقلك قدام حد، ومش هعمل أي حاجة.
كنت هضعف، أنا ضعيفة قدام أدهم، أنا أصلًا إنسانة وبضعَف، بس حاولت أقَوي نفسي:
- أدهم، كلامنا حرام، وعيب، وميصحش وزي ما أنتَ قُلت مفيش بيننا حاجة!
بَصلي بزعل:
- جاية تفتكرِ ده دلوقتِ! أنتِ أعز أصحابي.
بَصيت لُه:
- أحنا مش صغيرين، وأنتَ بقيت واعي وقادر، أفرض حبيت وجيت تتجوز! ما وجودي في حياتك هيبقىٰ عائق وأنا كمان مفيش حد هيرضىٰ يتجوزني وأنتَ في حياتي، وأنا نفسي مرضاش لنفسي بده ومرضاش للشخص اللي هيكون معايا، أنتَ أجنبي عني، وربنا هيحاسبنا عن كل ده يا أدهم، أحنا لازم نبعد حتىٰ لو كُنا أقرب ناس لبعض.
- يبقىٰ نتجوِز!
نَطقها بسرعة، بدون تخطيط، منغير سابِق إنذار لِـقلبي وعقلي مش مستوعبها!
- أيوه نتجوِز، وقتها مفيش حد هيرفض وجودنا سوا، ومش هيكون حرام، ومش عيب، وقدام الكُل.
بَص لماما ورحمة:
- طنط قلبها طيب وهتسامحني، ورحمة بتحبك وبتعتبرني أخوها وهتحبلنا الخير، وأنتِ..!
ماما ابتسَـمت وحتىٰ رحمة، هوَ كمان ابتسَـم وكمِل:
- أنتِ بتحبيني، وأنا بحبك، ليه نَبعد عن بعض! متقوليش لا، غيرتِ عليا لما بنت قربت مني، والحقيقة أني برضوا بغير، كفاية مكابرة، وكفاية تضيِّع وقت في الحرام والغلط، نبقىٰ أصحاب في الحلال!
ابتسَـمت بهدوء:
- موافقة.
«بارك اللهُ لكُما وبارك عليكُما، وجمع بينكُما في خيرٍ إن شاء الله.»
حَضني ولَف بيا، كنت حاسة إني فراشة وطايرة بين أيديه، شيء لطيف إنه شريكك في كُل شيء يبقىٰ شريك حياتك!
- هنتشارك البلكونة، ونتقاسِم الكتاب، وفنجان القهوة، هنتفرج علىٰ الغروب ونتابِع الشروق يوم الأجازة، هنغني سوا، ونتقاسِم ألحان الست.
- هنصحىٰ ساعة الفجر وتصلي بيا، هنحِب الليل والصُبح ونتدَبر آيات الله في تأمُل مخلوقاته، هنحِب بعض دايمًا ونتقاسِم مشاعرنا، هنفضَل معَ بعض!
- بحبك يا أولىٰ رفيقاتي، وأولىٰ حبيباتي، ووالدتي الثانية!
حضنته وتوهت، توهت في التفاصيل، تفاصيلنا اللي فاتت، واللي عايشينها، وتفاصيلنا الحلوة اللي جاية.

"كُل الطُرق لِلهرَب مِنك تُؤدي إليك، فَـ.. لِأين سأهرُب!"

رومانسية منسية مه mayan

نوفيلا حكايتناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن