-فيه لسه حد بره يا شاهندا.
=اه يا دكتورة فيه واحد بس.
-ولد ولا بنت.
=ولد.
-طب دخليه و ورابى الباب وخليكى قاعدة جنب الاوضة.
=حاضر."الباب خبط"
-أتفضل.
=أقعد فين.
-فى المكان الى تحب تحكى وانت قاعد فيه.
=ممكن فى البلكونة!
-أشمعنى البلكونة!.
=مبعرفش أتكلم غير فى الهواء.
-بس الجو برد.
=والله انا دافع بره ٨٠٠ جنية عشان تعملى الى يريحنى وتسمعينى فى اى وضع بقاا انا ارتاح لى مش الى حضرتك ترتاحى لى.
-على فكرة هما بيبقوا اختيارين بس ياتقعد على الكرسى اودامى يا تقعد على الشيزلونج انما اول مرة اسمع عن حوار انك تدخل تحكى فى البلكونة دا.
عينه دمعت وحاول يخفيها واتكلم بعصبية=يعنى اروح اخد فلوسى وأمشى.
حاولت اخفف عنه الحزن إلى فى عينه وهزرت معاه- انت باصصلنا فى الفلوس ولا اى ياعم، عموماً احنا عندنا شوية هواء فى البلكونة انما اى اورجانيك تعالى معايا.
"دخلنا وقعدنا وهو دور وشه نحية السور وبدأ يدمع جامد وعينه أحمرت فى ثانية"
-أتكلم
=كلامى كتير!.
-هسمعك.
=أنا إنسان مشوفتش فرحة من يوم ما اتولدت، جيت على الدنيا لقيت ابويا متوفى وأمى بتسعى على اد ما تقدر عشان ابقى انسان سَوى..ومنكرش إنها عملت كل حاجة تقدر عليها عشان مبقاش محتاج حاجه ابداً، بس كانت دايماً شايلة حزن كبير اوى فى قلبها بسبب انها مش قادرة على مصاريفى لوحدها ويوم لما راحت ل عمى تقوله انها محتاجة فلوس طردها طردةْ الكلاب من القصر بتاعه ومرداش يديها حاجه خالص؛ ف ماتت بحصرتها على نفسها وعليا وسابتنى لوحدى.الجيران خدونى عشان اعيش معاهم لأن كان سنى وقتها ٦ سنين بس، وكانوا بيعاملونى أسوء معاملة وشغلونى فى ورشة نجارة عشان أصرف على نفسى و كتّر خيرهم خلونى اكمل تعليمى لحد تالتة اعدادى وبعدها قالولى احنا مش هنفضل نصرف عليك طول العُمر وانت كبرت كفاية، حابب تكمل تعليمك أصرف على نفسك وانت ليك إننا هنديك الاوضة إلى فى بير السِلم تحت بس منسمعلكش حِس ومتجيش تطلب مننا حاجه.
كان كل مرتبى بحوشه عشان أكمل تعليمى، وفيه أيام كانت بتعدى عليا ومكُنتش باكل فيها لُقمة، فى الوقت دا الدور الاول إلى فى العمارة اتباع لواحدة سِت كبيرة فى السِن كانت طيبة اوى ولما عِرفت بحكايتى اعتبرتنى ابنها بالظبط وكانت بتجيبلى أكل وتساعدنى اصرف على نفسى وألبس كويس، يمكن دى أكتر فترة انا ارتحت فيها..المفروض طفل فى سنى كان كل همه يلعب ويتنطط ويروح بلايستيشن ويفرح ب سِنُة انما انا مكنتش طفل، انا لبست تُوب الراجل بدرى.
وصلت ل تالتة ثانوى والسِت دى كانت بتدعمنى اوى وبتشجعنى انى ازاكر عشان أبقى انسان ناجح ووقفت جمبى لحد لما جبت ٩٧%، يومها كانت فرحتى متتوصفش وهى كانت فرحتها بيا باينة فى عينها وقالتلى انها هتروح تجيب حلاويات عشان نفرح، قولتلها هروح انا قالتلى لا اصلى حابة افاجئك وانت اعمل نفسك متفاجأ وبعدها باستنى من راسى ومشيت ومرجعتش تانى.
عملت حادثة فى الطريق واتوفت.