اسكربت

18 1 0
                                    

- معُدتش أشوفك ماشي معَ بنات تاني.
بَصِلي ورفَع حاجبُه فكمِلت:
- أيه! عندك أعتراض ولا أيه؟
أتنهِد:
- مريم مِش أنا أبن عمِّك؟
حركت راسي بِآه، فكمِل:
- وأكبر منك بكتير!
- خمس سنين كتير يا أبيه!
- لو مِش كتير مش هتقولي أبيه.
حطيت أيدي في جنبي:
- يعني مُصِّر تُقف معَ بنات خالتك الملزقين المِسلوعين يا أبيه!
ضحِك وهو خارِج:
- نامي يا مريم عشان مدرستك.

أيوه فيها إيه لما أتكلِم معاه كِده وأنا عندي ١٢ سنة لا أفقه شيء! أديني كبِّرت أهو، وهوَ كبِر.. وبعدين؟ ولا قبلين، لسه بيُقف معَ بنات خالتو وشايفنا طفلة، أعتقِد مِش شايف إني بقيت حلوفة كبيرة عندي ١٩ سنة وداخلة تانية جامعة.
- مريووممم.
- رحمة أنتِ مُصِّرة تفزعيني!
ضحكت وهيَ بتقعُد:
- أبيه أدهم..
وقِفت بخضة:
- مالُه! هيسافر.. هيخطُب.. هيخلىٰ بيا ويتجوِز صح؟ صح؟ قولي.
شدِّت أيدي:
- نجِح، نجِح بِأمتياز وبقىٰ دكتور رسمي فَهمي نظمي.
ابتسَـمت وقعدت:
- أجمل دكتور مَرّ علىٰ عيوني واللهِ.
ابتسَـمت:
- مستغرباكِ بجد، عندك نفس تحبيه! وياريتك بتتعاملي معاه حتىٰ.
بصيت لَها بِهدوء:
- بحبه آه يا رحمة وما فيه غيره ساكِن قلبي صدقيني، بَس ده ربنا برضوا! أغضِب ربنا عشان حُبي ومشاعري وقلبي؟ ده أنا تعِبت علىٰ ما وصِلت لدرجة البُعد دي والمُجاهدة اللي بجاهِدها، أنا عايزة ربنا يباركلي في حُبي، مش عايزة أدهم يبقىٰ مَصدر ذنوب ليا.
- شُكرًا لِأني كُل ما أجي أميِّل كلامك بيُقف في طريقي ويقتحِمه ويخليني أحِس علىٰ دمي.
رفَعت حاجبي:
- هو أنتِ عندك دم تحسي عليه أصلًا!

رحمة هيَ صحبتي وأختي وسَندي في الدُنيا، آه قريبتي وبنت عمي وكُل حاجة بس ده ميمنَعش إن علاقتنا خارِج إطار القرايب، أحنا بِالفعل أقرب أتنين لِبعض.

- مش هتيجي معايا تباركِ لِأبن عمك يا مريم!
ابتسَـمت لِماما بهدوء:
- باركيلُه عني يا ماما ووصليله سلامي.
- تعالي معايا طيب.
فكَرت شوية وبعدين دخلت جِبت هدية كُنت جيباهالُه، أديتها لِماما:
- هاجي بِشرط أنك تديلُه دي مِنغير ما تقولي إنها مني.
بَصِتلي شوية وبعدين هزِّت راسها، دخلت لِبست فُستان رقيق كده زيي علىٰ خِماري القمر وروحت معَ ماما لِعمو.
- سوسو يا سوسو!
حضنتني:
- أهلًا بِالبكاشة اللي مبتخطيش عتبِة بيتنا أهلًا.
ضحِكت وأنا بسلم علىٰ رحمة:
- مانا بكسِل يا مرات عمو واللهِ، أبقوا أبعتولي تاكسي ياخدني من البيت.
ضربتني علىٰ كِتفي:
- أنا معرفش بِصراحة هندسة أيه دي اللي دخلاها بِكسلك ده.
ضحِكت وبصيت لَها بِفخر كده:
- عشان تحلفوا إنكم عندكم دكتور ومُهندسة في العيلة.
ردِّت رحمة:
- ياختي بلا نيلة، عندنا في العيلة مِش عُنصريين وفخورين دايمًا بينا كُلنا.

هيَ دي حقيقة أنا دايمًا فخورة بيها، عندنا بِنشجع علىٰ الدراسة آه بس مِش بننتظر كُلية، أحنا بنحلم وبنتمنىٰ بَس فيه تساوي في التعَب معَ أختلاف ترتيب العقول والذكاء والتركيز وكُل دي أختلافات، غير النصيب اللي ربنا كاتبهولنا.. دعم العيلة في القضية المُجتمعية للكُليات هو أعظم شيء.

- مُبارك يا دُك.
ابتسَـملي بِهدوء:
- الله يبارِك فيكِ يا مريومة، عُقبال ما تتخرجي ونفرَح بيكِ وبنجاحك.
ماما ضحكت:
- أدعيلها أحسن دي مفَرهدة مِن أول المِشوار.
- مريم مِن صُغرها فرهودة يا طنط.
ضحكت وأنا بحُط كوباية الشاي:
- كفيانا تهزيق بقىٰ، قومي يا رحوم نقعُد شوية في البلكونة القمر بتاعتكم.
- مِش قادرة.
قُمت دخلت المَطبخ:
- خلاص هعمل كوباية قهوة وأدخُل أنا.. بيتي كده كده.
- عيب تستأذني يا مريوم.
ضحكوا وأنا كُنت بتمزِج بِعمل كوباية القهوة بتاعتي كعادتي، حياة بسيطة أيّ حد يتمناها، جايز مِن ألطف الحاجات هيَ البساطة، النعنَاع، القهوة، الشاي.. حاجات هادية ورايقة.
- وعصير المانجا!
بصيت لُه بِخضة:
- أعوذُ بِالله مِن الشيطان الرچيم! فزعتني يا أبيه.
ضحِك وهو بيحُط الصِنية:
- طول عُمرك خوافة، وبعدين أنا مِش أبيه.. أنا أدهم، كبرتِ كفاية عشان تقوليلي يا أدهم.
صَبيت القهوة وأنا خارجة:
- تؤتؤ، عيب.. أنتَ كبير وأنا لِسه صُغيرة يا أبيه.
الله! هوَ عرِف أخيرًا إني مش طفلة صغيرة وإني كبيرة! خير خير يا أبيه.

- مريم أدهم مِتقدملك.
بصيت لَها بِصدمة:
- أدهم مين يا ماما!
رفعت حاجبها:
- وهوَ أحنا نعرَف أدهم غيره!
بصيت لِرحمة فرفعت كِتفها بِعدم فهم.
- قوليله إني لسه قُدامي تلات سنين كُلية.
- هتكمليهم في بيتي.
هوَ دايمًا كده خاضضني، حسبي الله.
- مِش موافقة.
وقِف قُدامي:
- يعني مِش عيب دعوة سِنينك لما تتحقق ترفُضيها.
فتَحت عيني علىٰ وِسعها لقيته قلَب صفحة تاني في النوت بتاعتي:
- ومِش عيب ترفُضي المُهزَق اللي قلبك مدَّقِش غير ليه!
بلَعت ريقي وحاولت أتظاهَر بِالأعتيادية، فضحِك بِخُبث وكمِل:
- ما بدَل ما تيجي تتقدميلي عشان أنا حلوف لا أُبالي جايلك أهو..
حط أيده علىٰ كِتف رحمة ورفَع حاجبه:
- هتوافقي عليا ولا أكمِّل!
أتكلِمت بِعصبية:
- أنتَ بتساومني يا أبيه!
زعَق فيَّا:
- أبـ.. أيه!
ولأني مِش بخاف بتاتًا وِقفت حلو:
- أدهم، يا أدهم.. أيه مِش بتسمع كمان!
- آه بساومِك يا مريم، هتقبلي ولا!
بلعت ريقي:
- لا.
كمِّل:
- يومًا ما سأقتحِمُ منزِلهُ كمَّا أقتحَم قلبي الصَغير، ساخطِف قـ..
قاطِعته بِسرعة:
- بَس خلاص أسكُت.. موافقة يا أدهم، موافقة ومِش مسمحاك.

- مبروك.
بَصِلي بِخُبث:
- مبروك أيه!
وِقفت بِثقة وحطيت أيدي في وِسطي بعد ما كتبنا الكِتاب:
- مبروك عليك أنا، أيه عندك مانِع!
ضحِك وخطَفني لِحُضنه:
- لا هوَ الحقيقة مبروك علىٰ قلبي قلبك يا مريمة.
خلاص يا شباب هوَ خطفني لِقلبه مِش لحُضنه خالص.
- يومًا ما سأقتحِمُ منزِلهُ كمَّا أقتحَم قلبي الصَغير، ساخطِف قطعةً مِن قلبِه وأهرُب ليأتي هوَ ويدُّق بابي، فأُهلِك قلبي مِن فرطِ الأنتِظار.
- بحبك.

"كُل الطُرق لِلهرَب مِنك تُؤدي إليك، فَـ.. لِأين سأهرُب!"

نوفيلا حكايتناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن