- أنا غسلت إيدي؟
- أيوة يا رحمة تلت مرات، كُلي بقي.
بصيت لإيدي بقلق ووقفت - هغسلها وارجع.كان أول يوم كلية بعد أجازة طويلة نسيت فيها شكل الدنيا، فضلت باصة لإيدي وانا ماشية في طريقي للحمام، خايفة احطها علي وشي، حاسة إنها بتترعش وعليها تراب و ...
- حاسبي.
حد خبط فيا، فكوباية القهوة وقعت علي ايدي غرقتها، بصتلها بصدمة وصوابعي اترعشت.
- أنا أسف جدًا، إيدك حصلها حاجة؟
القهوة كانت باردة. بس إيديا اتغرقت، إيديا كلها بقايا قهوة، لونها اتغير و ريحتها.
رفعت وشي بعصبية - أنت.. أنت ازاي عملت كدا !ومن غير ما استني رده جريت على الحمام الي كنت وصلت عنده. مسكت منديل وفتحت الحنفية، حطيت ايديا تحت الماية مدة طويلة، طلعتها، نشفتها، وغسلتها تاني، وتالت، ورابع، لحد ما وصلت للغسلة العشرة. فمسكت منديل نضيف وقفلت الحنفية.
- أنتِ متعصبة لية دلوقتي؟
بصيت في ساعتي - كنت المفروض أخلص أكل ونتكلم من عشر دقايق و ٢٥ ثانية، ولكن بسبب موقف القهوة اتأخرت.
اتنهدت - احنا مش ورانا حاجة يا رحمة.
مسكت شنطتي ووقفت - أنا ورايا حاجات كتير، نتكلم بكرا.مشيت في نفس طريق دخولي، نفس عدد السلالم، نفس الجهة اليمين، نفس الباب. عديت الشارع وطلعت أركب المترو. الباب كان مفتوح فطلعت برجلي اليمين الاول، لو طلعت بالشمال هقع، وقعت قبل كدا علي وشي فبقيت دايمًا أطلع باليمين. العربية كانت مشتركة. فوقفت في ركن على جنب. من غير ما ألمس أى حاجة غير عمود حديد رشيت عليه مطهر، وعلى ايدي مطهر، ومسكت فيه.
- أنا مكنش قصدي أدلق القهوة عليكي.
صوت هادي و خجول همس جنبي، لفيت راسي فاكتشفت أنه نفس الشاب صاحب كوباية القهوة.
- حضرتك إنسان مستهتر.
- مستهتر !
- أيوة مستهتر، بسببك إيدى اتوسخت واضطريت... اااه.
معرفش أية الي حصل بس العربية اتهزت فجأة، قطعت كلامي العصبي، ووقفتي الثابتة وبدون أي حذر لقيتني وقعت بين درعاته.
- أنتِ كمان اهو وقعتي بين ايديا وكنت هقع على الأرض بسببك، كدا احنا خالصين.
جسمي اتنفض بخوف، بعدت عنه في ثواني في نفس الوقت الي باب المترو اتفتح فيه فجريت ومهتمتش لأي حاجة ورايا.- أنتِ رجعتي يا رحمة؟
مردتش على تيتة، دخلت الحمام، واخدت شاور سخن، كنت بحك جلدي بخوف، ازاي جسمي لمس كل دا، أزاى لمسته؟ خلصت وقعدت في الاوضة أفكر في مليون حاجة ورا بعض، أنا عاوزة أذاكر، عاوزة أمسح التربيزة دي، عاوزة أغير ملاية اوضة تيتة، وعاوزة اسقى الزرع والأهم اني عاوزة أدي لتيتة الدوا.- بالشفا.
شربت الماية وبصتلي.
- مالك يا حبيبتي، كل دقيقة بتتنفضي لية؟
بصيت للساعة الي على الحيطة، كانت مايلة شوية، حطيت كرسي ووقفت اعدلها - لا أبدًا، يمكن عندي برد.
- أنتِ روحتي للدكتور بتاعك يا رحمة؟
سيبت الساعة ونزلت بهدوء - اه يا تيتة روحت.