في لحظة ما .. تجد نفسك في منتصف مسؤولياتٍ لا تعرف الكثير عنها .. بالكاد تتمسك بأفكارك حتى لا تتبعثر .. تتشبث بتركيزك لألا يزول .. أفكارٌ كثيرة في وقت واحد توترك .. تسير في الإتجاه الخاطئ .. حتى تستوعب بعد ثانية وتصلح وجهتك .. توشك على وضع الحلوى في القمامة بدل الكيس الخارجي لها .. تستيقض مذعورًا في الخامسة فجرًا .. تظن أنها التاسعة صباحًا .. وأنت بالكاد نمت! تنزل أهمية النوم حتى يصبح في مؤخرة إهتماماتك .. يصبح تفكيرك قبل النوم بكيف ستوزع الوقت لتنفذ أكبر قدر من الأعمال غدًا .. بدل القصص الخيالية اللطيفة التي لن تحدث على الواقع قط!
تعي ما أنت عليه .. وما يجب عليك القيام به .. تودُ لو تنقسم لأجزاء حتى يتولى كل جزءٍ منك عملًا ما .. يصبح الوقت سريعًا كالبرق عكس أيام القلق والتوتر التي مررت بها سابقًا .. لاوقت لديك للتفكير كثيرًا .. تتلاشى أفكارك الفلسفية كلما عمل جسدك أكثر ..
تتناسى أنك تحت ضغط حتى .. تتناسى أنك متعب .. وتتسائل .. هل تناولتُ الغداء؟ .. لحظة .. متى آخر مرة أكلت بها؟
تزول طقوس الأكل الخاصة بك حتى تصبح مجرد وجبة تأكلها في خمس دقائق بينما أنت واقفٌ وتفكر فيما ستفعله بعد تناول الطعام ..
هذا ما مرت به فلورنسا في الإسبوع الماضي .. هي بمفردها تحاول ان تتحمل مسؤولية أن تكون ملكة .. بينما تايلر في خضم المواجهة .. المملكة كانت في حالة من الذعر والتخبط ..
كان عليها أن تهدأ الشعب أولًا .. وأن تشدد الحماية .. أصبح يومها مكتظًا بالعمل ..
هي تحب أن يكون كل شيء مثاليًا .. لذلك تنتقل من مقاطعة إلى أُخرى تُشرف على جميع الأعمال الكبرى والمتوسطة .. تم إخلاء القرى القريبة من الحدود الجنوبية للحفاظ على سلامة الشعب .. وقد أرسلت رسالة إلى تايلر تعلمه بخطواتها .. كانت الرسائل بينهم جدية .. كلاهما لم يمتلك وقتًا ليعبر عن إشتياقه وقلقه ..
هي خائفة عليه من الحرب .. وهو قلقٌ عليها .. يعلم بأن الطعام والراحة لايكون دائمًا من أولوياتها .. يقلق من أن يكون للعدو حركة مرتدة يؤذي بها الملكة القوية التي سيطرت على هلع الشعب .. لكن كلاهما يضع ثقته في الآخر .. ويقوم بما يجب عليه القيام به .. وبما هو ليس مضطرًا لفعله حقًا .. لكن فقط للإحتياط .
