لملَمَ شِتاتهُ ودَخل ..
كانت الُغرفةُ مُعتمة ..-ليليا ؟
-أجل ..
نبست ليتجه نحو الستائر يفتحها ..-أريد أن أكلمكِ ..
أردف بهدوءٍ مُقتربًا مِنها ..-لا أُريدُ الحديث ..
-أتعلمين ماذا قالت لي والدتكِ قبل أن تموت ؟
أزالت الغِطاء عن راسها تُناظِرهُ ..
إقترب يربت على خصلات شعرها ..
كان صوته مهزوز يجتهد لتكوين جُمَل بينما هِي إكتفت بحبسِ ما في نفسها من شعقاتٍ جارحة وأخفت دَمَ رُوحِها بدموعٍ مُتناثرة ..-أخبرتني والدتكِ بِصدق وقالت "تاي .. يمكِنُكَ أن تبكي قَدرما تشاءُ حينَ فَقدي ..وكذلكَ الحالُ لليليا .. فالحُزنُ شيءٌ لا تَتَحكمُ بِهِ لدى إرادَتِك .. لكن لا تُخفي .. ولا تُخادِع نَفسك .. فإن حاوَلتَ التَجاهُلَ او التَهَرُبَ أو التكذيب .. سينتهي بِكَ الأمرُ بِمرافقَتِكَ الحُزنَ طوالَ حياتِكَ .. "
قالت لي : "أبكِ .. أبكِ بقدرِ حُزنِك .. أخرِجت شهقاتِ إختِناقِ روحِكَ .. لا تَحبِس دُموعًا تَزيدُ إِختِناقَك .. تَكَلمْ وأشكِ هَمَكَ لِذاتِكَ وهَوِن عَلى نَفسِكَ .. "
أجهش بالبُكاءِ يتحدث بتقطع بينما دُموعُ إبنتهِ إزدادت وشهقاتها تعالت ..-قالت لي إنهُ بعد فترةٍ .. ستسمَحُ لمشاعِرِ الحُزنِ بالرَحيل .. قالت:"لا أُحبِذُ أن أَكونَ ذِكرى حَزينةً لَكُم .. لِذلكَ لا تَتَذكروا لَحَظاتِنا السَعيدة وتبكوا عَليها .. بل العِكس .. أبتسموا .. ستجتازونَ الأَمرَ في يومٍ ما إذا إتبعتم هذا .." لقد ودعتني بعدها .. وأتعرفين .. ما كانت .. آخر جملة تقولها؟
-..ما..ذا ؟
-"فالتعيشوا حياتَكُم بِسعادة .. وأسأَلُكَ بِكُلِ شيءٍ عَزيز عَلى قَلبِك .. لا تُجبِر ليليا على الزواجِ بشخصٍ لم ترغب به .. ولا تمنعها من شخصٍ هامت فيهِ وهامَ فيها .. مثلما هِمتَ أنا بِكَ ومِثلما هِمتَ أنتَ بي ."
أنت تقرأ
سهم ورَقصَة
Historical Fictionهُنالك شَبهٌ بين القِتال والرقص .. كلاهما يتطلبُ مَشاعِراً جَياشَة وَروحاً شُجاعَة .. كِلاهُما يُسَّرِع نَبضَك .. كِلاهُما عالَم آخر .. كِلاهُما مُتعَة مُحَرَمة .. الحَركاتْ فيهِما مُتشابِهة .. تَكُونُ ماهِراً فيهما إذا سَيطَرتَ عَلى جَسَدِك بشكل كا...