الجزء الثاني والعشرون:الغِشُ في الحرب

1.6K 193 34
                                    


رأيتُ فيهِ شيئًا مِنَ القَمر وبريقًا مِن النُجوم

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

رأيتُ فيهِ شيئًا مِنَ القَمر وبريقًا مِن النُجوم ..

●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○

مازال صوت الوعد مع عائلتها يتردد على مسامعها ..
هي في حالة من التناقض الذاتي ..
كيف ستحمي المملكة ؟
كيف ستخبر الملك أن يرسل الدعم لهم؟
لِمَ لا يرد على رسائلها أصلًا؟
كل دقيقة مهمة في هذا الوقت ..
أي جانب ستختار ..
تثق أن الملكة إليزابيث ستوافق فورًا على إعادتها لتصبح مرافقة ملكية لهم ..
لكنها لاتثق إن كانت ستستطيع حماية كريستيليا ..
أتستسلم فقط ؟

هل تنهي هذا التناقض بإستسلامها؟
على حافة الجنون قد وصلت..
وأعلى دراجات التناقضِ قد صعدت ..
وعن كل ما إمتلكت تنازلت ..
وعن أعز الأشخاصِ في حياتها تخلت ..

هي تفكر بنفسها الآن بأكثر الطرق سوءًا ..
وأسوأ ما قد يحصل ..
ما بال هذا الصباح بهِ بؤسٌ عظيم ..
حتى الغيومُ بدت كئيبة ..
بدى وكأن الطير يغرد معزوفة الموت في أُذنها ..
وصلت للمرحلة التي فقدت فيها السيطرة ..

خرجت بخطى شاردة بينما تخلل أصابعها في شعرها متجاهلةً نظرات الجميع .
أوقفها صوتٌ هادئ وكأنه شعر ما بها ..
صاحبُ هذا الصوت أجاد قِرائتها وكأنها كتاب ..

-صباح الخير فلورنسا..

-أوه .. الملكة الأم .. صباح الخير .

-ما رأيكِ أن نتحدث قليلًا في الحديقة؟

-أممم .. في الحقيقة ..
كانت على وشك الإعتراض معتذرة لكن الملكة الأم اوقفتها ..

-لن آخذ وقتًا طويلًا ..
قالت تمسك يدها تربت عليها .

-ح..حسنًا ..

سارا معًا بإتجاه الخارج .. كان الجو باردًا لكن هذا ما إعتادوا عليه في كريستيليا ..
أجلستها الملكة الأم بجانبها على إحدى الكراسي في الحديقة لتبتسم لها ..

-تبدين ضائِعة يا إبنتي .. أراهن بأن لديكِ الكثير لفعله .. على الرغم من أنني لا أفهم في السياسة كثيرًا .. فأنا وعلى عكسكِ لم أتدخل فيها قط .. كان زوجي هو من تولى هذه الأمور .. أنا كنت أم وزوجة فقط .. لم أعتبر نفسي بمنصب ملكة .. لكن أنتِ بمستوى مختلف .. أنتِ ملكة رائِعة .. أستمر بسماع كلامٍ جميلٍ عنكِ من قِبل الجميع .. وكذلك الجميع أصبح يثق بكِ .. لكن أتعلمين أنتِ تضعين نفسكِ في موقفٍ الآن تتجاهلين فيه الأولويات .. لابد أنكِ قد أنشغلتي في آخر فترة وبات لديكِ الكثير للتفكير به .. لكن ركزي على ما هو الأهم الآن .. الأولويات تأتي أولًا .. ثم بعدها فكري بالثانويات .. وإهتمي بنفسكِ فأنا بالكادِ أراكِ تعتنين بنفسك .. لاتضغطي على ذاتكِ كثيرًأ..

سهم ورَقصَةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن