رماحٌ هنا وسيوفٌ هُناك .. أَسهُمُ تُطلق وجنودٌ تتَدَرب ..
لا هوية لأي احد هنا .. الجميع هنا بلا هوية .. لا يهم كم عمره .. من عائلته .. كيف هي حياته او طبقته الاجتماعية او شكله ..
الجميع هنا .. بالزي نفسه .. بالعباءة الرمادية ذاتها .. بالقناع الاسود ذاته مخفين وجوههم فيه ..
كُل ما نَعرفهُ عن الجنودِ هنا .. انهم محترفون .. مخلصون .. وذكور ..
هذا كان قرار الملكة .. ملكة مملكة العاصمة اليزابيث .. والتي دام حكمها لثمان سنوات إلى الآن .. وعلى الرغم من كونِها انثى لا تستطيع ان تحكم كحال باقي الملوك إلا انها كانت في اعلى درجات الكفائة على غير توقعات الجميع في تلك الحقبة .. كان قرارها هو ان لا تهتم لشكل او عمر المحاربين او اي شيءٍ سطحي آخر قد يُحَرفِ مصداقية اختيارها للحارس الملكي .. الشيءُ الوحيد الذي يهم هو ان يكون ذكرًا .. فحسب القانون المسنونِ منذ قرون .. وظيفة الحارس الملكي تقتصر على الفرسان الذكور .
اصوات كلام الحاضرين كانت صاخبة حتى تصدرها صوت البوق دلالةً على بدأ المنافسة .. انحنى الجميع احترامًا لدى دخول الملكة وجلوسها في موقعها لتكون شاهدةً على المنافسة ..
تعاقبت المباريات الواحدة بعد الاخرى .. حتى بقي آخر مباراتين .. احدهما بالسيوف والاخرى بالاسهم .. وما تبقى هو عشر محاربين ..
اغلبهم تميزوا ببنية جسدية ضخمة عدا احدهم والذي كان عاديًا او ضعيفًا جسديًا ان صح التعبير .. لكن ما ميز هذا الاخير هو مرونته الجسدية العالية .. هذا كان السبب الذي جعله ملفتًا للأنظار .. وآخر ببنية جسدية عادية تقريبًا لكنه كانَ شجاعًا كل الشجاعة وهو كان الأكثر مقربة لان يكون الحارس الملكي ..
مباراةُ السيوف كانتَ الأكثر تطلعًا للمشاهدين .. والأكثر تنافسًا بين المحاربين وفيها اظهروا كل ما يملكونهُ من قوة ..
كانت مباراة المحارب رقم 3 والمحارب رقم 20 رائعةً ..
كانَ كلاهما واقفاً بانتصاب واعتدال بينما السيف في يديهما ..بدأت المبارات واشتدت منذ بدايتها .. المحارب 20 يقاوم بقوة .. ولكن بثوانٍ قليلة كانت رجليه قد جرحا ليواجه صعوبة في التحرك .. تاليًا اتجه المحارب 3 خلفه موهمًا اياه لكنه هاجمهُ من الامام ليجرح يديه مسقطًا السيف ارضًا .. وأخيرًا وجد المحارب 20 السيف على مقربةٍ من عنقه يكادُ يجرحه .. وهنا انتهت المبارات لصالح ضعيف البنية المحارب 3 .
