مُـختلِـف

146 35 37
                                    

" كَاِخِتلاف الليلُ وَ النهارُ كان هُوَ عَن الباقية ، فِي عالمٍ قاسٍ لاَ يهتمَ بِقُلوب البَشرِ جاء هُوَ مُلين قَسوتهِ بِلين قَلبهِ "

مَعالِم الصَدمة وَ الدَهشة احتلتَ مَلامِحهُ ، أما هي فبقيت مَكانهَا مُنزلة نظرهَا الي الأرض تُحاول أن تَستوعب ما حدث لِلتو

نظر إلي تِلكَ التِي تبتسم بُنصرٍ بِجانب هانا وَ اصَدِقاءهَا بِجانبهَا يَهتفون لهَا عَلي ما فعلتهُ

كم يَود الان أن يقتلع عَيناهَا مِن مكانهما وَ لَكِن هُوَ لاَ يُحب أن يَمدُ يدهِ عَلي إمرأة لِلاسف كونهُ يحترمهن

نظرهِ تحول الي التِي استقامت بِعُنف فجأة تأخُذ اشياءهَا راكضة مِن هذا المَكان كما سبب تعالي ضٓحكاتهن عَلي مظهرهَا

الغضب ينهش دَواخلهُ وَ هُوَ غيرُ قادر عَلي فِعل شئ إلا أن يلحق بِهَا الان

لِذا هُوَ استقام راكضًا خلفهَا تحت نظراتهن المُندهشة وَ الحاقدة

ماذا توقعتُن ؟ ان يترُك تِلكَ ذاتَ القلبُ النَقِي وَ يأتي الي حُثالة مِثلكُن ؟ انتن عَارٌ عَلي النِساء وَ عَلي البشر

أخذ يركُض باحثًا بِعيناهِ عَنهَا ، عَلي الرغم مِن انهُ استقام سَرِيعًا خلفهَا الا انهُ لاَ يستطيع أن يجدهَا

وَ لَكِنهُ لم يفقد الأمل وَ ظل يركُض فِي نفس الاتجاه لعلهُ يجدهَا وَ حتي إذا لم يجدهَا هُنا سَيُغير وِجهتهُ مِن اجل البحثِ عَنهَا

لن يذهب الي المَنزلِ اليَوم الا عِندما يعلم أين هي ، ضيق عيناهَ عِندما لمح جسدًا يستند عَلي حائدٍ فِي النِهاية الرِواق يُحاول أن يَعلم لِمَن هذا الجسد

ركض سَرِيعًا عِندما أدرك انهَا هي وَ بِداخلهِ سَعَادة كَبِيرة فقط لِانهُ وجدهَا

توقف بِجانبهَا وَ التردُد هُنا يُسيطر عَليهِ لاَ يَعلم هل يضعُ يدهَ عَلى كَتفِهَا لِيجعل تستدير لهُ ام فقط يُناديهَا

مهلاً لحظة هي لاَ تبكي ، فقط تُصدر بعد الشقهات وَ كأنهَا تُهدأ مِن نَفسِهَا

خلع مِعطفهُ بِسُرعة لِيضعهُ فَوق رأسهَا مُخفيًا وَجههَا بِهِ ، رفعتَ عَيناهَا التِي تكسُوهَا الحُمرة وَ الدُموع تنظُر لهُ وَ سُرعان ما أخفت وَجِههَا

لاَ تُريد أن يرأهَا وَ هي بِهذا الشكلِ وَ لاَ تعلم انهُ يراهَا جَمِيلة حتي وَ هي هكذا

" ابكِ لاَ تكبتِ بُكاءكِ هذا سَيُؤذكِ "

أردف بِاحن نَبرة لَديهِ مُحكمًا وضع مِعطفهُ عَليهَا غيرُ مُبالي بِان يتسخ بِسبب الحِساء الذِي مازال عَليهَا

" لن يَراكِ أحدًا وَ انا لن انظُر لكِ فقط ابكِ حتي تستطيع أن تُخرجِ هذا الحُزنُ مِن قَلبكِ "

وَ كأن ما قالهُ كان إشارة لهَا تبدأ فِي البِكاء ، هُوَ فقط يستمع إلي بُكاءهَا دُون النظر لهَا كما وَعدهَا لن يُخلف وعدهُ أبدًا

بُكاءهَا زاد مِن الغضبِ القابع فِي قَلبِهِ تجاه مَن تنمروا عَليهَا ، يكره وَ بِشِدة مَن كان السبب فِي هذا

ماذا يَفعل لِمُواستهَا وَ هي تَبكي بِهذا الشَكلِ الهيستري ، قلبهِ يحترق بِشِدة لِرُؤيتهَا هكذا حقًا

بِحِرص اِقترب مِنهَا يَضع يَدهِ عَلى كَتفِهَا بعد تَردُد يُربت عَليهِ

" توقفِ رجاءً أنتِ تُؤلمين قَلبِي "

قال بِنَبرة حنُونة يَترجاهَا أن تتوقف عَن البُكاء ليسَ كأنهُ اخبرهَا أن تَبكي مُنذُ دقائق

هي تَوقفتَ عَن البُكاء ليسَ لِانهُ اخبرهَا أن تَفعل بل ما اوقفهَا هي " تُولمين قَلبِي "

هي نظرتَ لهُ وَ أخيرًا بعد أن حرمتُهُ مِن عَيناهَا حتي تَبكِ

" تعالِ هيا لِنذهب "

أردف يُزيه يَدهِ مِن عَلي كَتفِهَا التِي أدركتَ لِلتو انهُ كان يَضع يَدهِ عَليهَا

" الي اين ؟ "

اردفتَ بِاستنكار تسألهُ ، هي ليستَ مُعترضة أن أذهب معهُ فَاين يَذهب هُوَ كانتَ الطُمأنينة بِنسبة لهَا

" الي مَنزلكِ ، سَاُوصلكِ الي هُناك "

" وَ لَكِن مازال يُوجد حِصص "

اردفتَ عِندما استوعبتَ أنهُ سَيفوت الحِصص لِاجلهَا هذا ليسَ أبدًا ما تُريدهُ

" لاَ يهُم ، المُهم انتِ الان "

بِهُدوء قال ثُم هم يسير حتي يخرُج مِن المدرسة ، لحقتهُ هي بعد أن افاقتَ مِن شُرودهَا بِسبب هذِه الكَلِمة

هُوَ مُختلف عَن الجَميع ليسَ كما تصورتَ أبدًا ، الجَميع آذاهَا وَ جرحهَا وَ هُوَ كان شِفاءً لِلجِراحهَا

........

Part four ✔️


اَجَملِ ما رَأتَ عَينايّ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن