٨

3K 62 3
                                    

طبعاً انا ما فكرت امشي معاها اساساً من مكاني ما اتحركت لحدي ما هي جات ساكته ساي و قعدت جنبي قلت ليها غريبه ما سمعت ليك حس جوه ولا لقيتيها ظريفه و الونسه عجبتك!
قالت لي حيييا انا يا مها بت الناس دي بريئه و شافعه ساي اقسم بالله حننتني لمن قالت لي اهلها عرسوا ليها بالغصب و ذاتا ما عارفه عريسها منو بس نادوها و حننوها ، اتخيلي بس عقدوا عليها و لبسوها التوب و جابوها! و هي نفسها ما عارفه عرست منو و الناس الحوليها ديل كلهم منو! قالت لي إلا عمتك هي الورتها العريس تاني يوم من العرس ، غيتو البت دي ذنبها في رقبة أهلها و أبوك لـ يوم الدين شكلهم متفقين من بدري ، سكته مسافه و ما اكذب والله قلبي وجعني لمن ابرار قالت كدا ، قلت ليها ايوه متفقين من بدري و مظبطين أمورهم و الدليل انو عمتي عارفه و مشت معاهم و اليوم داك لمن شفتهم من صباح الرحمن بجهزوا في نفسهم كانوا ماشين يعقدوا و يجيبوها ، عتبانه على أبوها هه بس دي عادة أغلب ناس القرى جنّهم يعرسوا البت لراجل أكبر منها بـ قرن عديل و يظلموها و يدمروا طفولتها ، قالت لي نفسي اعرف شنو البخلي أب يسلم بتو لـ راجل قدرو في العمر أو اكبر منو! يعنى فوق ما هي طفله يجي يعرسها لـ زول في العمر دا؟ أقلاها كان يعرسها لـ شاب صغير في العمر! قلت ليها ما عارفه يمكن بسبب الجهل و يمكن بسبب الطمع و يمكن بسبب العادات و التقاليد! قالت لي دي ياتو عادات و تقاليد بتقول ليك عرس لبتك راجل قدرك؟ نقطة انو  يعرسوا للبت و هي صغيره دي خلاص عرفناها عادات و تقاليد  بس يعرسوا ليها راجل أكبر منها بمراحل كتيره في حين انو بلدهم مليانه شباب دي شينه عديل و ما لاقيه ليها أي عذر ، يعني أبوها قدامو خيارات كتيره و شباب كتار ليه اختار يعرس بتو لـ راجل قدرو ؟! بعدين تعالي هنا أهلك ديل مش قالوا ما عندهم زول بعرس من برا القبيله؟ هسي البت دا ما منكم!؟ قلت ليها خلاص يا أبرار ما عارفه انا يمكن في مصلحه بينو و بين أبوي ....
المهم أبرار اتونست معاي مسافه كدا بعدها قالت ماشه بعد دا ، طبعاً هي ساكنه في بحري بس ما بتقصر دايماً بتجيني مع اني ما قاعده امشي ليها كتير بسبب أهلي و تحقيقاتهم بس هي عاذراني و عارفه طبيعة أهلي ، المهم مشيت معاها لحدي الباب عشان اقدمها لمن وصلنا جنب الباب طلعت لي قروش و مسكتني ليهم و انا حلفت كان اشيلهم بقت هي تحلف و انا أحلف لمن انا اصريت شديد انو ما اشيلهم منها قالت لي خلاص اعتبريهم دين و رجعيهم لي في أي وقت ، بعد تحانيس وافقت ، قالت لي يلا مع السلامه قبل ما تتحرك كدا عمر جا و كان خاشي البيت و نحنا واقفين ليهو في الباب ، انا دخلت لـ جوه عشان افتح ليهو الشارع بس ابرار اتهبلت و اتجمدت في مكانها عارفااااها انا مكسره فيهو ، والله ابرار دي من زمان خاته عمر أخوي دا في بالها و عاجبها شديد و بتجي بيتنا عشانو بس عمر دا فقر خلاص و نهاي ما مديها فرصه ، قال ليها لو سمحتي خاشي انا! ياداب الكلبه انتبهت و زحت ليهو من الشارع ، عمر قال لي اوعك تمشي بعيد أو تقيفي في الشارع و دخل ، أبرار قالت لي اخوك رغم انو فقر و لئيم و غياظ بس عضمه سليمه واحده ما مخليها لي ، ياخ ما يحس بي ، أخوك دا صعب شديد ، ذاتو ما عاين لي 😭
قلت ليها بالجد انا ما عارفه العاجبك شنو في واحد منفسن زي عمر دا! شفتي اهلنا ديل كلهم كدا زي بعض و ما مفهومين و نافخين ريشهم على الفاضي و رغم قرايتهم إلا انهم ناس جاهلين و تفكيرهم رجعي شديد و عمرو ما حيتغير ، قالت لي برضو عايزاهو 😭
قلت ليها اوووكي هداك ليهو خشي ليهو جوه اقسم بالله يدك كف ثلاثي الأبعاد يخليك تشوفي الدنيا دي كلها عمر  عمر ، انتي ما جاده ولا شنو!
قالت لي خلاص اديني ولد عمك السمح داك ، اسمو راشد ولا منو! ضحكت و قلت ليها داك كمان نسخه مطوره و محسنه  من عمر أخوي 🤣لو بنشال ليك شيليهو والله ما عندي مانع ، قالت لي طيب  اديني رقمو و انا بحنك معاهو ، قلت ليها رقمو ذاتو ما عندي والله ، قالت لي يا زوله! قلت ليها والله العظيم ما عندي ، قالت لي اصلك متخلفه ساي و مشت.....
الحمدلله بسبب القروش الأدتني ليها أبرار دي بقيت امشي الجامعه و أديت منها مرام حق المواصلات ، الحاجه الواجعاني شديد كل دا و أخواني الإتنين واحد فيهم جا و سألنا ناقصنا شنو ماف ، بتمشوا الجامعة ولا لا ، عشان كدا انا نهاي ما مشيت شكيت لـ واحد منهم ديل ما الأخوان البميلوا عليهم و يتسندوا بيهم💔
طبعاً أبوي بقى ماف زول فينا شغال بيهو بنجي مارين بجنبو كأننا ما شايفنوا ، من يوم ما عرس و من غير كذب ماف واحد فتح خشمو و اتكلم معاهو ، المهم مرام طلعت لجامعتها بدري شديد بقت تطلع بدري عشان أبوي و عمي ما يناقشوها بتخليهم نايمين و بتطلع ، المهم انا بعد ما جهزت نفسي كنت ح أطلع بس أبوي ناداني ، مشيت ليهو و قلت ليهو نعم ! قال لي ماشه وين؟
قلت ليهو بآخر نفس الجامعه ، قال لي ارجعي ماف ليك جامعه ، قلت ليهو ليه !
عمي قال لي أبوك كلامو واضح و اختك الكبيره ديك برضو ماف ليها جامعه لينا كم يوم ساكتين ليكن ساي و دا ما معناهو انو الوضع دا عاجبنا ، زعلت شديد و في لحظة زعل و قهر قلت ليهو انتوا أصلاً البعجبكم شنو؟ ليه مصرين تكرهونا حياتنا و تقرفونا ليها! أبوي قال لي بنهره يا بت وطي صوتك!
قلت ليهو ما بوطيهو يا أبوي و ذاتي تعبت من السكات و تعبت منكم و من أوامركم الظالمه دي سبب واحد يخليكم تحرمونا من الجامعه ماف لا انت بتدفع لي قروشها لا عمي بدفع لي قروشها ،  حصل مره يا ابوي جيناك و قلنا ليك عايزين قروش للجامعه! طول عمرنا أمي هي البتصرف علينا من ناحية الجامعه و في الآخر بسبب عمايلك طفشتها من البيت ، عمي قال لي يا بت هوي احسن تحترمي نفسك ما تخليني اكشطك كف ينسيك اسمك ، أمك دي في زول طلعها من البيت؟ معترضه يعني عشان عرسوا فيها! هو حر ان شاء الله يجيبهن ميه ، هي لو كان نافعه مع ابوك و بتسمع الكلام ما كان دبل فيها ، قلت ليهو ما نافعه كيف؟ بتغش نفسك يا عمي!؟ أمي الإتحملتو و الشافتو من أبوي ماف مره بتتحملو و طول عمرها صابره عليهو و على نقتو الكتيره و أوامرو الما ليها آخر ، انت بس قول مشكلتك مع امي عشان ما منكم و متأكده فكرة العرس دي فكرتك انت و بسببها خربت بيتنا و دمرتو ، و العروس دي ذاتا ما منكم معناها هدفك بس كان تخلي ابوي يعرس في أمي بأي طريقه  ، ياخ خاف الله يا عمي انت زول عيان و جاي تتعالج ما مفروض تعمل عمايلك دي اقسم بالله بتموت شين و.......قبل ما أتم كلامي أبوي ضربني كف! في نفس اللحظه عمي كان حيضربني بس أبوي سبقو و ضربني يعنى الإتنين كانوا رافعين يدهم علي ، أبوي قال لي نحنا رجال طول و عرض واقفه تشاكلي فينا! و كمان رافعه صوتك علينا و ما باقي ليك إلا تضربي عمك دا كف ، عمي قال ليهو بناتك ديل كلهن ما مربيات بالذات دي انا كلمتك قلت ليك البنات ما برخوا ليهن الحبل و هدي النتيجه قدامك شفتها اتكلمت معانا كيف!؟
قلت ليهم بزهج و انا ببكي لأنو كلامي صاح ما خايفه اقولو بصوت عالي سكتنا بما فيه الكفايه ، من زمان يا أبوي متحملين كلامك الشين و معاملتك الزفته ، يوم واحد ما وقف واحد فينا و اتناقش معاك و علا صوتو عليك مع انك الغلطان و كلنا عارفين الحاجه دي خليك من دا كلو انا ما واجعني إلا البت الجبتها في أمي دي ، اقلاها كان تجيب ليك وحده تنافس أمي كان قدرت ما تجيب ليك شافعه اصغر أو قدر بتك الصغيره ، بالجد لحدي اللحظه دي ما قادره استوعب انو أبوي الراجل الكبير عرس ليهو شافعه! آسفه على جملتي دي بس بالجد "سقطت من نظري " مع الجمله دي تاني لصق لي كيف لمن ختيت يدي على خدي ، هرشني و قال لي طيري من قدامي و ماف ليك أي جامعه، رميت الشنطه بزهج و جريت دخلت جوه و قعدت أبكي قدرتي ، شويه كدا عمتي و العروس الجديده جوا داخلين عمتي قالت لي اها كمان بتبكي مالك! و أبوك دا مالو كان بكورك كدا! عملتي شنو انتي؟
ما رديت عليها ، طوالي طلعت و ساقت البت معاها و انا  قعدت أبكي كدا لمن صدعت ، طبعاً كنت خاته يديني في وشي و ببكي ما سكته إلا لمن حسيت بيدي بتتخت على كتفي ، لمن نزلت يديني لقيتها دي العروس الجديده طوالي قمت منها ، قالت لي عملت ليك عصير ليمون عشان تروقي شويه ، قلت ليها انا ما طلبت منك حاجه ، قالت لي عارفه بس.....قاطعتها و قلت ليها عايزا اقعد براي ، هي طوالي طلعت ، بقدر الإمكان كنت ماسكه اعصابي و بردد في جملة هي ما ليها ذنب ، الغلط كلو من أبوي ، هديت شويه لمن شربت عصير الليمون ، المسا لمن مرام و مشتهى جوا حكيت ليهم الحاصل و قعدوا يبكوا معاي ، مرام قالت لي أبوي دا نحنا عملنا ليهو شنو ليه يعمل فينا كدا ، مشتهى قالت لينا خلينا نمشي لأمي بس دقيقه وحده تاني ما بنقعدها في البيت دا ، مرام قالت ليها خلاص انا بعدين بتصل على امي و بكلمها ، قلت ليها ناسيه آخر كلام قالتو أمي لمن اتصلت علي؟
قالت لي هي في النهايه أمنا و مستحيل تخلينا في الحاله دي ، المهم بليل كدا مرام اتصلت عليها كتير بس الرقم ما خش ، جربنا كذا مره لمن قنعنا ، مرام قالت لي ما مشكله نحاول بكرا و نمنا على كدا ، في اليوم البعديهو ، أبوي منعنا نمشي الجامعه حتى مشتهى ما خلاها تمشي من الصباح نادى عمتي و هي مشت ليهو بهناك ، جات غيرت توبها و طلعت بعد ساعتين أو تلاته جات راجعه و هي شايله معاها حاجات كتيره معاها وحده كدا ما بعرفها ، دخلت الحاجات  المطبخ و جاتنا داخله لقتنا التلاته قالبين خلقتنا و عيونا وارمه من البكى ، قالت لينا خلن البتسون فيهو دا و جهزن نفسكن ، المره المعاها قالت ليها منو فيهم العروس؟ قالت ليها الإتنين ديل ، أشرت علينا انا و مشتهى لمن انخلعنا! مرام قالت ليها دا شنو البتقولي فيهو دا  يا عمتي؟ عمتي قالت ليها زي ما سمعتي و العقد الليله ، أبوكن دا زعلتنوا شديد عشان كدا حالف يعقد ليكن بس من غير أي قومه و قعده و انتي ذاتك لو كان ما خاطبنك  كان عقدك حيكون الليله مع اخواتك ديل ولد خالتك دا لو اتأخر يوم واحد ابوك حيتصرف تاني ، بقيت أبكي و اشاكل في عمتي ، قلت ليها ما على كيفكم و ماف زول فيكم حيغصبني على حاجه ، على حس صوتي العالي  العروسه الجديده و أخوي عمر جوا داخلين ، قال لـ عمتي مالا؟
قالت ليهو اختك و انت عارفها ، عاينت لـ عمر و طوالي فهمت انو كان عارف ، للمره التانيه كان عندو علم و للمره التانيه ما حاول يغير حاجه ، جريت عليهو و انا ببكي قلت ليهو عمر عارف أبوي عايز يعمل شنو صح؟ عليك الله امنعو يا عمر  انا ما عايزا العرس دا والله ما عايزاهو و مشتهى ذاتا صغيره ، سكت و ما رد علي ، مرام برضو جاتو و هي بتبكي ، قالت ليهو اتصرف يا عمر  ما تخلي أبوي يعقد ليهم ، عليك الله يا عمر ، سكوتو بالجد كسرني مسحت دموعي و قلت لـ مرام خليهو اصلاً كلهم نفس الطينه و العجينه و ياتو يوم واحد من الإسمهم اخوني ديل وقفوا معانا؟ ياتو يوم احتجناهم فيهو و لقيناهم جنبنا ، دايماً يا إما غايبين يا إما حاضرين بس ساكتين يا هم حالتين ، شكلهم كلهم لو ما شافونا بنتعذب ما برتاحوا ، انت و حذيفه عاملين نفسكم بتكرهوا أبوي عشان كلامو و تصرفاتو و في الحقيقه انتوا زيو و ماف أي فرق بيناتكم ، قال لي اعمل ليهو شنو طيب و أبوي ادى الناس كلمه من زمان و هسي هم في الشارع جايين على أمدرمان ؟من متين أبوي بستشير زول أو بياخد رايو؟
قلت ليهو ئهه طول عمرك جبان و دا عذرك ، اطلع اطلع عليك الله الكلام معاك ما منو فايده ، عمتي قالت لي عليكن الله عرسن ساي و اسكتن و....خليتها واقفه و مشيت لـ أبوي وقفت قدامو و لأول مره ما أخاف منو ، قلت ليهو انا ما موافقه على العرس دا و العريس الجاي في الطريق دا إلا كان تديهو مرتك الجديده ، قال لي بنهره انتي بت لذينه ولا شنو! جا  ماشي علي بغضب و اندفاع  كدا بس مرام كانت وراي و جرتني ساقتني جوه ، انا قعدت أبكي بس مشتهى ولا دمعه بالغلط ما نزلت منها ، عمتي قالت لي خليك واعيه زي اختك دي هسي لا بكت لا اشتكت و بعدين راشد و توفيق ديل ما غرباء  مش أولاد اعمامكم في النهايه؟ ما اشتغلت بيها شلت تلفوني بس و قعدت اتصل على أمي بس ما ردت علي و انا ما عارفه اعمل شنو ، عمتي قالت لي مفروض تجهزوا بعد دا ، قلت ليها كلامي واضح انا! طوالي مشت كلمت أبوي و عمي اقسم بالله الساعه الجوني داخلين فيها بسوط العنج لمن قلبي ارتعش ، أبوي جاي غضبان و قهران من الكلام القلتو ليهو من غير ما يتردد محطني بالسوط لمن علّم على جسمي ، قعدت على الأرض و بقيت  أبكي و عمي بقول لي قومي جهزي نفسك قبل ما اقطّع السوط دا فيك ، لمن ما رديت عليهم مسك السوط من أبوي و أداني بيهو واحد تاني و بقى يضرب فيني و انا بصرخ و بقول ليهو ما قايمه ما عايزا العرس دا انا ، العروس الجديده و مرام قعدوا يبكوا و ما قادرين يعملوا حاجه فلمن عمي ضربني شديد  جوا قوموني بالغصب ، العروس قالت لـ عمي و هي بتبكي خلاص كفاها هسي حنجهزها ، دخلوني الحمام بالغصب ، و انا ببكي و بصارع فيهم ، مرام قالت لي والله عمي و أبوي ما حيخلوك يا مها ارحمي نفسك و اسمعي كلامهم ديل مستعدين يقتلوك عديل ، المهم اتكلمت معاي كتير و في الآخر دخلوني الحمام و طلعوا و انا جوه الحمام بكيت لمن دموعي انتهت و جسمي كلو كان عباره عن جروح و كلو واجعني و حسيت روحي دي حتطلع من شدة البكى و القهر و الألم  ، ما متذكره متين و كيف طلعت من الحمام ما لقيت نفسي إلا و انا قدام التسريحه و وراي المره البتمكيج و جنبها عمتي و مرام و العروس و يميني مشتهى الكانت بتلم في شعرها بعد ما كوهو ليها!
تاني رجعت أبكي بس من غير صوت لأنو صوتي راح عديل من شدة الصراخ و البكى الكتير ، بآخر قدره عندي و بآخر وتر صوتي قلت لـ عمتي و انا شبه بتوسل ليها: ما عايزا انا يا عمتي ما عايزا العرس دا! أبوي جا داخل مع سوط العنج قال لي أبقي مره افتحي خشمك دا تاني ، بقى واقف معانا لحدي ما البت مكيجتني و رسمت لي في يديني و انا الكلام غالبني ، أبوي قعد قدامي لحدي ما الرسمه جفت و غسلوها لي ، قال لي خمس دقايق بس و ألقاك جاهزه فاهمه ولا لا؟
قلت ليهو ياخ.....قبل ما أتم كلامي محطني بالصوت لمن حسيت ضهري دا انقسم نصين ، عمتي قالت لي هسي انتي كان سمعتي الكلام و بردتي جسمك دا من الدق ما احسن ليك؟ قلت ليها بصوت عالي ما تتكلمي معاي ، قالت لي اصلك قليلة أدب و تستاهلي الدق ....
المهم أبوي طلع لمن جاهو عمي آدم و قال ليهو الجماعه ديل وصلوا ، أبوي قبل ما يطلع هددني و قال لعمتي كان عملت أي حاجه تانيه بس ناديني و طلع ، بالغصب بالغصب جهزوني و لبسوني التوب و قعدونا انا و مشتهى سوا و انا أبكي ساي ، قلت لـ مرام اضربي لـ أمي ، قالت من قبيل بتصل عليها بس ما بترد! قلت ليها جربي اتصلي على خالتي إمتنان  ، قالت لي برضو اتصلت عليها بس ما ردت و خالي عثمان  اتصلت عليهو بس الشبكه كعبه ، شويه كدا سمعنا صوت ناس و سلام و انا قلبي طار من مكانو ، يمكن بعد ساعه تقريباً سمعنا صوت طلق و صوت عمتي و هي بتزغرد ، شويه كدا جاراتنا كلهم جوا و طبعاً كلهم مستغربين حسب السمعتو انو عمتي كلمتهم امبارح و هم ما كانوا مصدقين و بسألوا من أمي ساي ، و انا أي زول جا بارك لي و اتكلم معاي ما رديت عليهو و ما أبديت أي ردة فعل كأني اتجمدت في مكاني أو فقدت المنطق ، شويه كدا عمتي جات داخله و قالت لينا قومن بعد دا ، مشتهى وقفت على حيلها و انا من مكاني ما اتحركت ، وحده جارتنا قالت لي يا بتي انتي ما قبلانه بالعرس دا ولا شنو؟!...لكن خلاص العرس تم و انتي بقيت في عصمة الراجل و هسي هو واقف ليك برا تاني ماف مهرب يا بتي ، بعد كلامها دا انفجرت بالبكى ، هي جات ضمتني و وقفتني على حيلي ، و عشان كنت ببكي و عيوني وارمه من البكى غطت لي وشي و طلعت بي برا وسط زغاريت باهته من جاراتنا مع استفهامات و تساؤلات كتيره منهم ، المهم ساقتني و ودتني للحيوان داك ، و قعدونا نحنا الأربعه جنب بعض، انا و الفقر الإسمو راشد و مشتهى و توفيق و قروا لينا "يس " بعدها بشويه قالوا ماشين ، مرام جات مسكت فينا انا و مشتهى و قعدت تبكي و انا الفيني كلمت تاني كان بكيت كان سكته ماف فايده ، اتحركنا على الباب قبل ما نطلع شفت حذيفه و عمر واقفين جنب بعض ، رفعت الغطى و مشيت عليهم و انا بعاين ليهم بنظره مليانه غضب ، قلت ليهم من اليوم دا اعتبروا انو ما عندكم أخت اسمها مها ، اعتبروني مت عديل و ياريتني لو مت بالجد ، من اليوم انا بنهي أي رابط بجمعني بيكم من اليوم لا بعرفكم لا بتعرفوني ، قلت كدا و اتحركت من جنبهم و طوالي ركبت في أول عربيه لاقتني قفلت الباب بقوه و انا اساساً ما عارفاها حقت منو ، طبعاً عمي آدم بحمر لي ساي بسبب تصرفاتي دي قدام الناس بس ما كان هاميني زول و تاني ذاتو حياتي ما هاماني و ما ح أحاول امنع أي حاجه جاياني و ما ح احاول اعترض على أي حاجه ، بعد دا أي مصيبه جاياني خليها تجي اهلاً و سهلاً بيها.... الزفت داك جا ركب و عمي صلاح يلي هو أبوهو برضو جا ركب معانا هم الإتنين قدام و انا ورا ، طبعاً عمي متردد بين يبارك لي ولا لا لأنو شايفني غضبانه و مقهوره كيف ، يمكن عمي صلاح الدين هو الوحيد الشبه كويس ، شبه بس يعنى برضو زيهم بس ما وصل لدرجتهم دي في القساوه ، في الآخر قال لي ألف مبروك يا بتي و ربنا يهنيكم و يسعدكم ما كنا عايزين العرس يحصل بالطريقه دي و بالسرعه دي بس الظروف جبرتنا ، بس ان شاء الله كلو لـ خير ، ما رديت عليهو و اساساً ما عاينت ليهو ، فجأه الفقر داك ضرب دركسون العربيه لمن انا انخلعت قال لي طرشه انتي؟ أبوي دا مش بتكلم معاك؟
عمي قال ليهو براحه عليها يا راشد خلاص ما حصلت حاجه ، قال ليهو كيف يعني ما حصلت حاجه ! أبوهو قال ليهو هس هس خلاص اسكت ياخ ، عمتي جات شايله لي ملابسي في شنطه ، ختتها ورا في البوكسي جاتني بالشباك و قالت لي بعد دا خليك واعيه و بطلي أمورك دي و امسكي بيتك كويس ، عاينت ليها بنظرة استحقار و كراهيه ، الفقر داك قال لي اكسري عينك دي ، و انا لسه بعاين ليها بنفس النظره ، قال لي بزهج و نبهره عاليه طرشه انتي ؟ اقسم بالله الليله ما أخليك ، كان حينزل و يجيني ما عارفه كان حيعمل لي شنو بس  عمي صلاح الدين مسكوا من يدوا و ما خلاهو ينزل ، إتلفت علي ورا و مسك لي يدي شديد لمن و لواها لي لمن وجعتني و انا نهاي ما اظهرت ليهو انو يدي وجعتني و نهاي ما قلت ليهو فكني و نظراتي لـ عمتي ما اتغيرت و هو بقى كل مره يلوي لي يدي شديد و عمي شغال ليهو لا لا يا راشد فكها يا ولدي....قلت ليك فكها ياخ! طبعاً عمي آدم كان شايف كل شي بس ما جا إدّخل ، عمتي قالت ليهو خليها ساي اصلاً دي من يومها قليلة أدب و ما عندها احترام لأي زول ، بعد كواريك من عمي فك لي يدي لمن لونها بقى احمر و انا اساساً جسمي كلو كان واجعني بسبب الضرب الضربوني ليهو أبوي و عمي بسوط العنج! ، في الوكت داك كانوا ناس مشتهى اتحركوا قبلينا لأنو مشوارهم طويل نحنا حدنا الأبيض بس هم حيمشوا كم كيلو متر كدا بعد الأبيض لحدي ما يصلوا بلدنا يلي هي قريه صغيره من قرى كردفان بس ما بعيده من الأبيض ، المهم اتحركنا من بيتنا الساعه 6 أو 7 مسا ما متأكده و ورانا كانوا في عربيتين ما ركزت ديل منو بس رامي كان معاهم ، على بال ما نصل الأبيض الساعه 12 جات طول الطريق لا اتكلمت مع زول لا أكلت لا شربت لمن عمي يمد لي حاجه عشان أشربها أو أكلها ما كنت بمسكها منو فـ راشد طوالي بشيلها منو و بقول ليهو خليها ان شاء الله حياتها كلها ما تاكل دي قليلة أدب ساي...

وصلنا بليل و الناس كلها نايمه و ماف صوت غير صوت الكلاب ، نزلنا من البوكسي ، عمي عمل مكالمه و قال وصلنا ، ما تمينا دقيقه إلا و الباب اتفتح ، كانت دي عبير ، و وراها بنات اعمامي و عمتي بثينه ، جوا باركوا لي عادي ، عمتي بثينه  قالت لي عشان عندنا بكى ما حنقدر نزغرد ، في سري قلت ليها لو بالجد موت جدي مؤثر فيكم ما كان من الأساس فكرتو في حاجه اسمها عرس ، جدي الـ 40 ما تماها و هم جارين عشان يعرسوا ، انا خشمي ما فتحوا مع زول ، كل وحده تحضني و تبارك لي و تفكني للتانيه و انا لا ابتسمت لا اتكلمت مع زول ، دخلونا جوه و ضيفونا بس ما شربت ولا أكلت منهم أي حاجه ، قعدوا كدا لحدي الساعه 1 بعديها كل وحده فيهم مشت بيتهم. ، عمي صلاح الدين  قال لـ عبير سوقيها معاك غرفتك ، عبير قالت ليها حاضر ساقتني غرفتها عن سكات و هي ما عارفه تقول لي شنو طلعت و جات داخله بشنطتي ، طلعت لي منها غيار عشان ألبسوا بس ما شلتو منها ، كل العملتو رقدت في السرير بتوبي داك ، اتكرفست و قبلت على الحيطه و انا النوم غالبني ، طبعاً هي احتارت و ما عرفت تعمل شنو! بس طفت النور و جات رقدت جنبي ، يمكن انا صاحيه ساعه كامله بفكر في الحصل لي دا كلو و كيف حصل بالسرعه دي و غصباً عني ،  ما عارفه كيف و متين النعاس غلبني و نمت....

أَدركنا أخيراً أنَّ لا شيءَ يبقى عالقاً فينا كالكلماتِ التي قِيلَتْ لنا، فكلُّ كلمة تحملُ في طيَّاتِ حُروفها قصةَ موقِف أو نبضَ شُعور، قدْ نَنْسى مَن قال ولكنَّنا لا نَنْسى أبداً ما قِيل، للكلماتِ مَيِّزةَ الخُلود..للكلماتِ أثراً لا يَزول، فاتقوا فينا سُمَّ أَفواهِكم عندما تَتَحدَّثون !!

يتبع.......

مسكن ألم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن