تلقائياً إبتسمت و بديهياً عرفت الرساله جايه من منو ، بسرعه جبت ورقه و قلم عشان أفك الشفره و أنا حاسه نفسي متلهفه عشان أعرف هو كاتب لي شنو!؟
لمن فكيت الشفره بقيت أعاين مسافه للكلام الكاتبو لي ، عيوني دموعوا و قلبي عمل شححح ، كان كاتب لي: "اشتقت ليك شديد و غيابك خلق فراغ كبير جواي " بقيت اقرا في الجمله دي مره و مرتين و تلاته ، كل حرف من الجمله دي دخل جوه قلبي ، كتبت ليهو: ما أكتر مني ، عارف اني كل يوم بتخيلك معاي؟ كل يوم بتذكر مواقفنا و كل يوم بجيب مذكره و بكتب فيها صفاتك الكويسه و الما كويسه و على كل الأحوال أنا حبيتك بكل عيوبك ، كنت حـ أرسلها بس ما قدرت ، حذفت الرساله ، خليت التلفون و سرحت بعيد ، ما عارفه مصيري حيكون شنو و ما عارفه شكل مستقبلي حيكون كيف ، بعد مسافه مسكت التلفون و إتصلت على مزن ، بعد ما ردت علي و سألتني عن أحوالي و كدا ، قلت ليها عايزا أقول ليك حاجه ، قالت لي قولي طوالي ، قلت ليها حذيفه أخوي قال عايزك ، سكتت مسافه بعدها قالت لي كيف يعني؟
قلت ليها عديل كدا ، ما ردت تاني بقينا الإتنين ساكتين ، كسرت الصمت دا و قالت لي معليش بس أنا ما موافقه، قلت ليها مزن فكري.....قاطعتني و قالت لي ما تضغطي علي مش عايزا تعرفي جوابي؟ "ما موافقه " دا جوابي ، قالت كدا و قفلت الخط ، مشيت لحذيفه و كلمتو ، رغم الوجع و الخذلان الكان باين عليهو قال لي حصل خير ، بس أنا والله زعلت عليهو شديد ، بعد يومين اتصلت عليها تاني ، و فتحت ليها الموضوع ، قالت لي مها عليك الله ما تضغطي علي! قلت ليها انتي رفضتي عشان خايفه من ردة فعل حذيفه و أهلي بعد ما يعرفوا إنو ابوك و اعمامك مسجونين؟
سكتت ما ردت علي......أنا ذاتي سكته لأني خفت اقول ليها أهلي ما حيكون عندهم مانع و بعدين أهلي يعترضوا! مفروض أنا من البدايه اقعد و اتكلم مع أهلي حتى أفاتحها هي في الموضوع ، قالت لي ما كدا ، رفضت لأني حالياً ما جاهزه لحاجه إسمها عرس ، بعد ما قفلت مني مشيت لحذيفه و قلت ليهو عايزا اتكلم معاك في موضوع ضروري ، قال لي أحكي!
قلت ليهو ما عارفه حتغير رأيك بعد الكلام الحأقولو ليك ولا لا بس ضروري تعرفي الحقيقه دي لأنها السبب الخلى مزن ترفضك ، قال لي بإستغراب قولي!
قلت ليهو أبوي مزن و أعمامها مسجونين! ....هم نفس الناس المسكوني معاهم ، أصلاً الشقه الكنت ساكنه فيها جنب بيتهم و كنت دايماً بمشي ليهم لغاية ما اعمامها جوا و قعدوا معاهم كم يوم لأنو أبوهم اتسجن قبل فتره و أمهم ساقت أخوانهم الصغار و مشت لأهلها ، قال لي اتسجنوا ليه؟ .....بعد مسافه قلت ليهو بتردد سمعت إنهم تجار أعضاء.....سكت سكته طويله بعدها قال لي ما تقولي الكلام دا لناس أمي ، خليهو بيناتنا ، قلت ليهو من حقهم يعرفوا و على كل الأحوال حيعرفوا لأنو أول شي حيسألوك عن أهلها ، قال لي انتي بس خليك ساكته و أديني رقمها ، المهم أديتو رقمها و طلع مني....._____________________________
من غير كذب و لأول مره حـ اعترف و اقول إنو أصعب أيام مرت علي هي الأيام الإختفت فيها مها ، من لحظة عرفتها إنها مشت و ماف زول قادر يصل ليها حسيت إني خسرت جرو عظيم مني ، حسيت كأنو دي نهاية العالم ، احتمالات و هلاويس سيئه شديد خطرت على بالي ، أبداً ما كنت قادر أتقبل فكرة إنها تغيب عني ، فكرة إنها مختفيه و ما لاقينا ليها أثر دي أكتر حاجه كانت مقلقاني و موقفه قلبي ، آخر مكالمه بيناتنا لسه في بالي! و كل ما أطلع افتش عليها و ما ألقى ليها أثر بجي اسمع صوتها في المكالمه السجلتها ليها، كنت عارف إنها متصله عشان تجوط و تتناقش معاي في حتة إني قلت لأعمامي عايز أرجعها و مع ذلك أول ما فتحت الخط عملت تسجيل للمكالمه ، ما للمكالمه دي بس قبليها كذا مكالمه عامل ليهم تسجيل و لو علي أحفظهم جوه قلبي ، كنت متوقع ردة فعلها و حافظ كل حرف حتقولو إلا كلامها الأخير لمن قالت لي ....المهم آخر جمله قالتها ما قادر أنطقها أنا بس متأكد انو نفس الجمله دي بتنطبق علي أنا و دا البحسو تجاها ، حقيقةً كلامها الآخر صدمني و قدر يزيل كل الضيق و الغضب السببتهم لي طريقة كلامها و زهجها ، حتى بعد ما قفلت ما نزلت التلفون ، لسه كنت واقف و بستوعب في السمعتو و إنو فعلاً دي مها القالت كدا!
بكون كذبت لو إنو القالتو ما أثر علي ، بكون كذبت لو قلت إني ما ابتسمت و إنو كلامها ما هماني! لغاية اليوم البعديهو أنا كنت بسمع تسجيل المكالمه ، لحدي ما عرفت من رامي إنها مفقوده ، على بال ما افتشها و ألقى طريقه توصلني ليها أنا روحي مرقت ، كل ما أفقد الأمل في إني ألقاها تاني ما برجع البيت بكون لافي كدا لغاية الصباح و تلفوني خالص ما وقف من الإتصال عليها و تلفونها دايماً مغلق ، بالنسبه لأهلي ما بس مها الكانت مفقوده ، حتى أنا بالنسبه ليهم كنت مفقود بس الفقر إني بتصل و بطمنهم علي بس هي ماف أي خبر عنها ، كنت موكل فريق كامل عشان يبحثوا عنها و بعد جهد قدروا يعرفوا المكان الهي فيهو ، إتصلوا علي و أدوني العنوان و أنا طوالي اتحركت عليها و أنا مستغرب هي شنو الوداها لبيت محمد الفاتح خوجلي أكبر تاجر للأعضاء! في نفس اليوم دا في مداهمه حتكون في بيتو ، وصلتنا أخبار إنو أخوانو و كم نفر من تجار الأعضاء متواجدين هناك ، طوالي اتصلت على أحمد و سألتو المداهمه تمت ولا لا و منو الإتمسك ، قال لي المداهمه تم بس في اتنين هربوا و حسب المعلومات الوصلتني في بت معاهم ، قلت ليهو بضيق دي مها يا أحمد! قال لي شنو!؟....مها الوداها هناك شنو؟
قلت ليهو ما عارف اتصرف سريع و ألحقهم لغاية ما أنا أجيكم بس ما تخليها تشوفك ، بعد مسافه اتصل علي و قال لي انو نبهم ماف زول يسألها أو يسئ معاملتها ، لمن وصلت المقر سمعت أحمد بتناقش مع واحد و كان بشاكل فيهو، قال ليهو أنا بهتك و نبهت الكلاب المعاك ديل مش قلت ليك ما تخلي زول يقرب منها؟ و الزفت الكان معاها جوه دا وينو؟
لمن قال كدا كل شياطين الدنيا بقوا ينططوا قدامي، أنا عارف كيف هم بتعاملوا مع المجرمين و عارف عقليتهم الوسخه ، مشيت على أحمد و أنا ما شايف قدامي من الغضب ، قلت ليهو أي حيوان مد يدو عليها أو اتقرب منها جيبو لي ، قال لي اهدا شويه يا راشد و.....قاطعتو و قلت ليهو ما عايز أهدى، اقسم بالله ما أرحمكم كلكم ، قلت ليهو وين هي هسي؟
وصف لي مكانها و مشيت عليها....داك كان أكتر يوم كرهت فيهو نفسي ، أكتر يوم حسيت فيهو نفسي إني عاجز ، حسيت عروقي حـ تطق من شدة الغضب ، إذا كان أنا ما برضى زول يعاين ليها ساي هي و باقي بنات أعمامي فكيف حـ ارضى يقرب منها واحد من الكلاب الفي فريق ديل ، أنا مهما عاقبتهم أشد العقاب حـ أحس نفسي ما عملت شي و النار الجواي ما بردت ....
بعد اليوم دا حسيت خلاص إنو نحنا وصلنا لنقطة النهايه ، وصلنا لـ طريق مسدود ، رغم إنو كل المؤشرات بتقول كدا بس ما كنت راضي اتقبل الحقيقه دي ، أنا من الناس البعملو المستحيل عشان يصلوا للحاجه العايزنها ، و هي ما أي حاجه هي جزء لا يتجزأ مني ، غيابها خلاني اعرف قدر شنو هي ليها مكانه جواي و حياتي ما ليها طعم من دونها، مزاجي بقى يتعكر بسرعه و أخلاقي الضيقه بقت أضيق ، هديل كانت بتحاول تفهم مني أنا مالي و ليه بقيت الزمن كلو برا البيت! ....دايماً كنت بقول ليها مشغول ، كانت بتسكت و بتمشي و انا عارف إنها زعلانه و عارف إني ظلمتها معاي بس ما قادر أضغط على نفسي ، قدر ما حاولت أقدم ليها أكتر و أخلي علاقتنا تمشي لـ قدام بفشل ، ما بلقى نفسي معاها ، بعترف إنها ما بتقصر مني و بتعمل الحاجه قبل ما أطلب منها بس أنا العاجز عن إسعادها لأنها ما الزوله الأنا نفسي فيها و عارف إنو هي ما ليها ذنب و دا المخليني أضايق من نفسي أكتر ....يوم إتصل علي أحمد و قال لي عاملين قعده في مطعم ()عشان مها حتسافر ، رغم إني كنت متابع اخبارها من بعيد و عارف إنها مسافر إلا إني حسيت نفسي مخنوق لمن سمعت منو الكلام دا كأنو أول مره أعرف....أحمد قدر يفهم إنو في خلافات بيناتنا و اعتقد إنو عارف اننا اتطلقنا بما إنو مرتو صحبة مها ، ما حصل سألني عن حاجه لأنو عارفني ما بحب اتكلم عن حياتي الشخصيه ، ما اترددت طوالي جهزت نفسي و مشيت ليهم ، اتفاجأت لمن شافتني واقف قدامها ، و كويس إنو أحمد و المعاهو أدوني فرصه عشان أتكلم معاها بس هي ما أدتني الفرصه دي! ....أول مره أجري ورا بت و أول مره افشل في الحصول على حاجه أنا عايزها ، كنت خاتي في بالي إنها ما بتحب التعامل القاسي، حاولت قدر الإمكان أضغط على نفسي و اتصرف بطريقه تانيه و اقول كلام أنا ما متعود عليهو ، ردها كان متوقع و مع ذلك حاولت معاها و كنت متأمل فيها خاصة إني اتنازلت و صلت ليها إحساسي بغض النظر عن انو كان بطريقه مباشره أو لا ....
بعد اليوم دا هي سافرت و التواصل بيناتنا كان معدوم بس لحظه ما غابت عن بالي ، مرات كتيره بمسك التلفون و بفكر اتصل عليها بس بتراجع و بتذكر إنها الإختارت تكون بعيده فكوني بعد دا كلو أجري وراها تقيله علي خاصة اني ما متعود أدي أي بنى آدم قيمة أو أكتر معاهو الكلام ، ظنيت إني حـ اقدر اشيلها من بالي و أطوي صفحتها بس فشلت و غصباً عني مسكت التلفون و إتصلت عليها، ما كنت عايز شي غير أسمع صوتها ، لمن قفلت الخط و بقت ما بترد رسلت ليها رساله و كنت قاصد أخليها مشفره ، لو فعلاً هي مهتمه و عايزا تعرف انا كاتب ليها شنو حـ تفك الشفره و اذا اتجاوزتني و قررت تكمل حياتها ما حـ تدي أي أهميه للرساله و فعلاً دا الحصل ، يومها غضبت غضب ما عادي و كرهت نفسي لأني اتنازلت و كسرت قوانيني عشانها ، قررت إنو تاني لا حـ اتصل عليها لا حـ ارسل من اليوم دا نحنا بالجد إنتهينا و أنا شخصياً تعبت من عنادها و غرورها و تعبت من تقمص دور أنا ما متعود عليهو....
_____________________________