42

5.5K 213 51
                                    

أنا هنا بقيت لا بسمع لا بشوف و بالي طوالي مشى لـ راشد ، زينب و مشتهى بقولوا يسألوا في أمي اتوفت كيف و متين و....و....و ...و أنا سرحانه هناك و أصواتهم دي سامعاها بعيد ، ما قادره أصدق والله! عمتي إشراقه إتوفت! ؟
جريت لأبوي بهناك و أنا ما قادره أمسك دموعي وقفت قدامو و أنا بشهق من البكى و غالبني اسألو ، عمي آدم قال لي الدنيا دي زايله و كلنا حنموت ، أدعي ليها بس ربنا يرحمها و يغفر ليها و يسكنها فسيح جناته.....كلامو خلاني أزيد زياده في البكى ، لأول مره أبوي يقرب مني و يضمني عليهو ، لأول مره أجرب حضن الأب ، قال البكى ما برجع الميت الأحسن ندعي ليها بس ، قالت ليهو ما قادره والله ما قادره أصدق إنها ماتت ....أنا ماشه ليهم ، ماشه هسي يا أبوي ما قادره أصبر حاسه في نار جواي ، عايزا امشي ليهم هسي دي ، قال لي كلنا ماشين ، فعلاً أبوي اتصل على عمر و قال ليهو خلي مدثر يجينا بـ عربيتو ، عمر قال ليهو كلمتو يا أبوي و هسي جاين عليكم انتوا بس خليكم جاهزين ، ابوي قفل منو و قال لي امشي كلمي أمك و جهزوا نفسكم، طبعاً حذيفه أخوي و مرتو من سافروا من جوا تاني مع انهم كملوا شهر العسل من زمان بس حذيفه قال بما إنو طلع من السودان عايز يشوف ليهو شغل هناك ، المهم لملمنا حاجاتنا و جهزنا نفسنا لغاية ما عمر جانا ، المره دي حتى زينب و مشتهى مشوا معانا، قفلنا بيتنا و مشينا، و أنا طول الطريق ببكي بس ، و بزيد زياده في البكى كل ما اتزكر آخر موقف بيناتنا و كلامها القالتو في المستشفى، ندمت شديد لأني في يوم رفعت صوتي و قليت أدبي عليها 💔
لمن وصلنا الأبيض و مشينا بيت عمي صلاح الدين لقينا كميه موبالغه من الناس و العربات دي قافله الطريق و أصوات البكى و الصراخ واصله السما ، أول ما نزلنا بقيت أتلفت عشان أشوف راشد بس لغاية ما دخلنا جوه ما لمحتو ، أول ما دخلنا لقينا نسوان عماتي ، أمي سلمت عليهم و قعدوا يبكوا في بعض ، و أنا خلاص هبطت و الأصوات دي كلها وترتني ، عماتي بتول و يثنيه و حبوبه جوا سلموا على أمي و مسكوني مسافه و قعدوا يبكوا فيني و دخلونا جوه ، قلت ليهم عبير وين؟
عمتي يثينه قالت لي يا حليلا في الغرفه ديك ، طوالي قمت مشيت ليها ، لقيت معاها ناس هديل و إسراء و إيلاف و بنات عمتي سندس و إستبرق ، كانت راقده في السرير و بتبكي و هم بحاولوا يواسوها، إسراء لمن شافتني جات حضنتني و قعدنا نبكي و فجأه كلهم بقوا يبكوا ، مشيت قعدت جنب عبير و قلت ليها و أنا ببكي ما تبكي يا عبير و دي سنة الحياه ، قومي صلي و أدعي لأمك ، كانت بتقول ما مصدقه ما مصدقه ، أمي ما ماتت ما ماتت ، واي أنا يا ربي ....بقت تصرخ و تبكي و نحنا المفروض نسكتها قعدنا نبكي معاها....
بعد طلعت منها عشان أشوف راشد وين ، شفت رامي حاضن خالتو و ببكي ، اقسم بالله خالاتو ديل بكوا جنس بكى و رامي ذاتو كان ببكي بحرقه و أول مره أشوفو كدا، أمي مشت سلمت عليهو قالت ليهو ربنا يصبركم و يربط على قلوبكم ، أنا حرفياً ما قدرت امشي و اقيف قدامو ، البيت كان زحمه و محل ما تقبل بتلقى ناس بتبكي ...بقيت لافه و بفتش على راشد بس خالص ما لقيتو ...
قعدنا معاهم أسبوع كامل و طول الأسبوع دا ما شفت راشد ، ناديت إسراء و سألتها عنو ، قالت لي ما عارفاهو وين والله ، مع الضهر كدا كنا واقفين في المطبخ و بنعمل شاي للضيوف مع إنو مره أسبوع على وفاتها بس الناس لسه ماشه في زياده و كل يوم أهلها بجوا، موتتها دي كانت فاجعه بالمعنى الحرفي و صدمت الناس كلها، قلت لإسراء عمتي إشراقه دي تعبت يعني و ودوها المستشفى؟
قالت لي لا كانت كويسه والله حتى إنها قبل ما تتوفى بيوم كانت معانا في البيت جات اتونست و مشت في اليوم البعديهو مشيت لـ عبير عشان اشيل منها عبايه لأني كنت طالعه ، قالت لي كويس مشت الدولاب لقتو مقفول ، قالت لي المفتاح مع أمي إلا أصحيها لأنو ما من عوايدها تنوم للزمن دا ، دخلنا عليها و هي بقت تصحي فيها بس الميت ما بصحى يا مها ، عبير قعدت تصرخ و نادت عمي و أخوانها، عمي صلاح دا من قرب منها و رفع يدها عرفها اتوفت، قعد على الأرض و سكت ، رامي بقى ينده عليها عمي صلاح قال ليهو أمك دي بقت في رحمة ربنا ، راشد رغم إنو عارف كدا رفض يصدق أبوهو و الشايفو، طوالي رفعها مع رامي و مشى ركبها عربيتو و اتحرك حتى إنو ما انتظر زول ، عمي صلاح و رامي إلا جروا لحقوها براهم و انا مشيت كلمت ناس أبوي و راشد من جاب جنازة أمو تاني ما شفتو.....مسحت دموعي و قلت ليها ربنا يرحمها ، شويه كدا جاني صوت راشد و هو بنادي على إسراء في البدايه قلت احتمال دا ما هو بس لمن صوتو إتكرر و إسراء طلعت ليهو لحقتها و مشيت وراها و أنا ملهوفه عشان أشوفو ، لمن جيت وراها سمعتو قال ليها اعملوا الشاي دا سرعه ، رغم انو شافني ما عاين لي مرتين و طوالي مشى الحوش التاني ، إسراء رجعت المطبخ و أنا مشيت لحقتو، البيت الكان حق هديل كان مليان ضيوف بس حق راشد قصدي حقي أنا كان فاضي و هو مشى هناك ، لمن دخلت عليهو و وقفت قصادو عيوني طوالي دموعو، قال لي عايزا حاجه ؟
قلت ليهو بصوت مكسور: راشد ...قال لي عايزا شنو قولي لي؟ ....قلت ليهو أنا أكتر وحده حاسه بيك و أكتر وحده فاهمه انت ماري بشنو ، قال لي تمام معناها ما عايزا حاجه! انا طالع ، لمن اتحرك من جنبي قلت ليهو بكرا نحنا راجعين ، وقف مسافه بس ما إتلفت علي و ما قال حاجه و طوالي اتحرك من جنبي ....لو كنت مها القديمه كان زعلت و اتضايقت من حركتو دي ، بس كويس إني عرفت كيف أعذر الناس و كيف اتنازل عشان حاجه أنا بحبها ....
فعلاً في اليوم البعديهو نحنا رجعنا ، أبداً ما حاولت اتكلم مع راشد في اليوم داك لأني عارفه انو ما بحب يظهر ضعفو لزول حتى لو كنت أنا ، رغم إني هنا بس بالي كلو هناك مع راشد ، بقيت اتصل عليهو كل يوم مرات بسفهني و مرات برد علي و لو اتكلم بقول لي أنا كويس و كفى، مرات بزعل بس تاني بتصرف بوعي أكتر و بعذرو ، بعد أسبوع مرام جات قعدت معانا عشان تولد هنا و زينب ذاتها قربت ، قلت لأمي الله يعينك معاك أتنين على وشك الولاد ، المهم مشتهى لمن خلاص كملت عدتها أمي قالت ليها ترجع تقرا و زينب ذاتها بعد ما تولد أمي عايزا تخليها تقرا،  يومتها أنا كنت بجهز في حاجاتي عشان راجعه الأبيض للجامعه و ذاتي اتأخرت ، يوم اتصلت على راشد مع إنو ما سألني و أصلاً بقى ما بتكلم كتير مع زول ، قلت ليهو على فكره أنا بعد أيام حـ أجي الأبيض ، قال لي قبل اسبوع كنت عايزا اسألك حترجعي متين عشان الجامعه فتحت ، قلت ليهو هسي لو ما أنا كلمتك ما كنت سألتني ، قال لي مها أنا بالجد بقيت ما مركز و بنسى حاجات مهمه ، قلت ليهو ما مشكله بهظر معاك أنا ، قال لي جايانا متين؟ قلت ليهو بري ما جاياكم حـ اقعد في داخليه ، قال لي داخليه! ليه تقعدي في داخليه؟ ...قلت ليهو ما عايزا أقعد في بيت زول أنا ، قال لي حتى بيتك؟
قلت ليهو بيت شنو ياخ نسيت إنو نحنا.....قاطعني و قال لي و هسي ما ممكن نرجع لبعض ؟....سكته و ما رديت قال لي على كل الأحوال أنا قبل أيام اتكلمت مع أبوي في الموضوع و هو ذاتو ما عندو مانع و اتكلم مع أبوك و قال لينا الرأي رايها هي انا ما حـ اغصبها على حاجه و هسي يا أستاذه رايك شنو نعمل عقد و نجدد طقوس الزواج!؟
سكته و قعدت أفكر في هديل و عمي صديق و الباقين ما عارفه حيقولوا عني شنو مع إنهم لمن أدوا هديل لـ راشد ما فكروا فيني ، لمن سكاتي طال، قال لي للدرجه دي خايفه من كلام الناس؟
طبعاً اتخلعت لمن قال لي كدا ، قلت ليهو لا ما كدا ...لكن...قال لي دامك متردده يا زوله و ما عارفه نفسك عايزا شنو ما حـ اضغط عليك و طوالي قفل الخط ، رجعت ليهو كتير بس ما رد علي  ، و أنا زعلت شديد من نفسي ، بعد يومين من الكلام دا أمي قالت لي قبل أسبوع كدا عمك صلاح اتكلم مع أبوك بخصوصك إنتي و راشد و قال عايزك ليهو تاني و أبوك قال ليهو الرأي رأي البت ، هم عايزين يرجعوك ليهو عشان أمهم وصتهم كدا بس انتي أوعك تتأثري بحاجه و الما عايزاهو ما توافقي عليهو و.....قاطعتها و قلت ليها انا ما عندي مانع يا أمي و طوالي غطيت وشي بيديني و قلبي شغال دق دق ، سكتت مسافه بعدها قالت لي يا بت هوي دا كلام شنو؟ قلت ليها جاده أنا يا أمي مش قلتوا لي حـ نعمل ليك العايزاهو؟ قالت لي على كيفك و طوالي طلعت، بعد ساعتين  عمر أخوي قال لي مها إنتي في زول جابرك؟ كلام أمي صح؟قلت ليهو أيوه....قال لي يعني أبوي ما غصبك؟ قلت ليهو لا ما غصبني، قال لي حيرتيني والله هسي لو كان قلنا ليك أرجعي ليهو ما كان وافقتي شغاله لينا عكس بس ، المهم مدام دا قرارك فـ على العين و الراس بس أوعك تنطي و تقومي على جنك داك بعد دا إنتي مسؤوله عن أي قرار بتتخذيهو و ماف زول فيني حـ يتدخل في قرارك عشان كدا فكري كويس ، قلت ليهو فكرت و موافقه، قال لي تمام يا زوله و طلع ، بعدها أبوي و الأسره الكريمه كلهم جوني مستغربين، أنا في البدايه اتوترت بس قلت أنا ما عملت شي غلط أنا قلت رأيي و دا العايزاهو و دي آخر فرصه و أنا ما مستعده اخسرها ، أهلي كل واحد اتكلم براهو، قويت قلبي و بثقه قلت ليهم ما عندي مانع و ماف زول غاصبني على حاجه و انتوا مش قلتوا ما حتعملوا لي العايزاهو؟ أبوي قال لي أبشري ما عندك مشكله ، هسي بتصل على صلاح و بكلموا، قلت ليهم قبل ما تمشوا من هنا عايزا اقول ليكم إني لا عايزا عزومات لا عايزا حفلات ، عقد و بس ، أمي جاطت و قالت لي ما على كيفك و ليه مرخصه نفسك للدرجه دي ، المره الأول عقدو ليك بالغصب و ما خلونا نفرح بيك و....و....و....جاطت شديد ، ردي ليها كان: أنا عايزا كدا ، قالت لأبوي اتكلم مع المجنونه دي! أبوي سكت ساي و ما قال حاجه! عمر قال ليها يا أمي ماف داعي للجوطه دي كلها و الحفلات دي مظاهر ساي ما منها فايده، مشتهى قالت ليها اعملوا ليها العايزاهو عشان ما تهرب تاني 😂😂
أبوي قال لي والله ما عارف اقول ليك شنو! غيتو اعملي البريحك! أمي طوالي حمرت ليهو و طلعت مننا زعلانه ، مشيت لحقتها في المطبخ ضميتها و قلت ليها عليك الله ما تزعلي مني! ...زحتني منها و كانت حتطع تاني ضميتها شديد و قلت ليها شينه في حقي لو عملت شنه و رنه و عمتي إشراقه ياداب ليها شهر متوفيه ، صعبه علي يا أمي افهميني، قالت لي طيب مستعجله ليها! خلوها بعد تتم شهرين تلاته كدا و في الأثناء دي نحبسك و نعمل ليك عرس زي الناس ، قلت ليها انا بعد كم يوم ماشه الأبيض عشان الجامعه و برنامجك دا كلو ما على بالي 😂قالت لي لا والله ، قلت ليها يا أمي! قالت لي لا معناها لا ، طوالي فكيتها و طلعت من المطبخ و أنا زعلانه دخلت جوه  فتحت الواتس و دخلت في قروبنا أنا و شيماء و تسنيم و حكيت ليهم ، قالوا لي دا أحسن قرار و إياك تترددي ، شيماء قالت لي متحمسه شديد لـ عرسكم و من هسي بفكر في لون الفستان الحـ ألبسو ، قلت ليها ما تفكري لأنو ما حيكون في لا عرس لا حاجه بالشكل دا ....عقد بس ، تسنيم قالت لي ليه يا مها!؟العرس دا مره وحده و فرحه وحده و أي بت بتخطط و بتحلم بتفاصيل عرسها و لـ علمك انا لغاية اللحظه دي زعلانه لأنك ما جيتي حضرتي عرسي، قلت ليها واي يا تسنيم اعتذر منك كم مره أنا! قالت لي حـ اقبل اعتذارك لمن تعملي عرس و تفرحينا بيك، قلت ليها لا ما عايزا أي هجيج و حفلات ، راشد أمو متوفيه عشان كدا ما بقدر اعمل عرس و ذاتو التفاصيل دي ما مهمه كفايه إننا حنكون مع بعض و الباقي ما مهم.....
شويه كدا تلفوني رن! كان راشد لمن فتحت الخط قال لي متأكده انتي ولا في زول غصبك و بعدين ليه قلتي ما عايزا تعملي عرس ، انتي العروس و دا عرسك و من حق تعملي العايزاهو ، قلت ليهو بالظبط كدا و انا العايزاهو عقد و بس! ...قال لي فاهمك أنا و عارف إنك محترمه حتة إنو أمي اتوفت قبل شهر لكن دا.....قاطعتو و قلت ليهو ما تغصبني على حاجه أنا ما عايزاها 🙂 لو عايز تجي و تعقد علي تعال و لو عايز تعمل عرس و حفلات خلاص شوف ليك عروس غيري ، قال لي طلباتك أوامر! قلت ليهو بخلعه بالنسبه لـ شنو؟
ضحك ضحكه باهته و قال لي ما تخافي قصدي العقد أنا ، المهم اتكلمت معاهو مسافه و قفلت ، شويه كدا مشتهى نادتني للغدا ، قلت ليها ما عايزا و لمن عملوا شاي المغرب برضو قلت ليهم ما عايزا ، رقدت في السرير و اتغطيت و ما اتكلمت مع زول ، كررت نفس الحركه دي في اليوم البعديهو ، هم قايلني ما قاعده آكل و في الحقيقة أنا بخليهم بعد ما ياكلوا و بخش بالدس باكل كويس و بجي بعمل نفسي زعلانه و ما ماكله شي ، عمر أخوي جاب لي أكل و قال لي إلا تاكلي ، قلت ليهو لا ما عايزا ، أمي جات داخله و قالت لي أصلك كما عملتي الفي بالك ما بترتاحي جننتيني معاك يا بتي! هاك أكلي و ان شاء الله تعقدي هسي دي ما عندي بيك شغله ، قلت ليها زعلانه مني؟ قالت لي زعلي بهمك بشنو؟
رجعت ليها الصحن و قلت ليها ما عايزا ، شكلكم ما حـ ترتاحوا إلا تشوفوني ميته قدامكم ، نفسي يوم تخلوني اعمل البريحني من غير ما تلوموني و تزعلوا مني ، يلا ما مشكله الما بتلقاهو في الدنيا بتلقاهو في الآخره بإذن الله و انا ذاتي حاسه أيامي بقت معدوده ، نفس احساس عمتي إشراقه قبل ما تموت أنا حاسه بيهو حالياً، عايزا اقول ليك يا أمي مشتهى دي بعدين ما تعملي ليها نفس العملتيهو لي و ما تجبروها على حاجه ، عشان ما تموت من الحرقه ، هسي انتي يا أمي لو زعلانه مني أعفي لي و ذاتو لا حيحصل العايزاهو انتي لا العايزاهو أنا لأني ما حاسه إني حـ أعيش أكتر من كدا ....قلت كدا و طوالي رقدت في السرير و اتغطيت ، أمي قالت لـ عمر وحاة اسم الله البت دي حـ تجنني ، قالت كدا و طلعت ، عمر فتح وشي و قال كذبي في أي حاجه بس ما تجيبي سيرة الموت ، قلت ليهو برضو ما معروف احتمال أموت صح؟ ...عاين لي بغيظ و طلع ، في رقدتي ديك نمت ما صحيت إلا على صوت همسات، لمن فتحت عيوني ، لقيت مرام و مشتهى و زينب قاعدات في الغرفه و بضحكوا ساي، قعدت في السرير و قلت ليهم خير في شـ.....سكته و اتخلعت لمن شفت حنه في رجليني و يديني ، مشتهى قالت لي هسي وسختي بيهم الملايه! قلت ليهم دا شنو دا؟
مرام قالت لي ما تسألينا نحنا دي أمي، زينب قالت لي و حالياً هي بتجهز ليك في مفاجأه ، شويه كدا أمي جات و قالت لي قلتي ما عايزا تتحبسي و ما عايزا حفلات قلنا ما مشكله لكن نهاي ما بخليك تمشي غبشه كدا، بعد بكرا العقد و الليله دي تقعدي لي في الدخان، قلت ليها دخاااان بري والله! ناس مشتهى قعدوا يضحكوا، أمي قالت لي اختاري يا تعملي عرس كامل يا تقعدي لينا في الدخان! ....المهم استسلمت و خليت أمي تعمل العايزاهو و في اليوم البعديهو جات بت و رسمت لي ، تالت يوم يلي هو يوم الجامعه ناس راشد جوا و عقدنا كان عادي شديد و لو علي الزغاريد دي ما عايزاها تضامناً مع راشد ، بعد موال طويل عريض من البكى و الوصايه في نفس اليوم رجعنا الأبيض لقينا حبوبه و نسوان أعمامي و بناتهم و الجيران منتظرننا باركوا لينا ، قعدوا معانا لغاية الساعه 12 بليل و مشوا بس هديل ما جات و أصلي ما بلومها ، تاني يوم لمن صحيت ما لقيت راشد جنبي أصلاً هو الليل كلو كان بهلوس و بجيب سيرة أمو ، لمن طلعت برا لقيتو جاي داخل ، قال لي جبت ليك حاجات من الدكان لأني طالع ، مسكتو من يدو و قلت ليهو معقوله؟
قال لي انتي عارفه طبيعة شغلي و حالياً عندي حاجه ضروريه لازم أعملها ، فكيت يدو و خليتو يمشي و أنا زعلانه شديد ، في اليوم البعديهو أنا طوالي مشيت الجامعه حتى ناس تسنيم استغربوا فيني، قالوا لي ليه ما مشيتوا شهر عسل و ...و....ضحكت و قلت ليهم و الجامعه أخليها لمنو؟ إطمنوا نحنا مرتبين أمورنا 😌
المهم لمن رجعت البيت ما لقيت راشد ، مشيت الحوش البهناك و عملت ليهم الغدا ، و حبوبه ذاتا جات قعدت معاهم و عبير دي حالتها خالص ما اتحسنت حتى إنها جمدت السنه ، بقيت اقعد معاها بهناك و اعمل ليهم الأكل و مرات ببيت معاهم و بيتي بقيت نادراً ما أمشي ليهو لأنو راشد ما بجي طوالي و لو جا أنا ما بتكلم معاهو ، يوم كنت مع عبير و اتذكرت تلفوني في بيتي قلت امشي أجيبو، لمن مشيت لقيت راشد في الهول ، اتجاوزتو و دخلت جوه الغرفه شلت تلفوني و جيت طالعه لقيتو قدامي ، عايزا اتحرك كدا منعني ، ما اتكلمت معاهو ، فجأه من غير سابق إنذار ضماني عليهو مسافه طويله، قال لي أنا آسف شديد بكيت و قلت ليهو أنا كل ما أحاول افهمك و أكون جنبك إنت بتبعد عني ، قال لي لو كنت ناوي أبعد ما كان قربت المسافه دي كلها، بقى ضاميني عليهو مسافه لغاية ما تلفوني رن ، زحيت منو عشان أرد على التلفون، المتصله كانت أبرار، كنت حـ أرد عليها بس هو شال مني التلفون و قال لي بالمناسبه أنا مشتاق ليك كتير و بقى يقرب مني أكتر و انا خايفه شديد و متوتره ، فجأه جانا صوت رامي و هو بنده على راشد قال لي هسي العارض دا مالو ياخ! ضحكت و قلت ليهو أمشي ليهو ، راشد بعد ما رجع جا قعد جنبي و ضماني عليهو قال لي أنا بالجد آسف على تصرفاتي البايخه بس بالجد كنت مشغول و حالياً مشغول و إنتي عارفه شغلي بكون محتاج زمن كبير ، قلت ليهو شغلك شنو؟ قصدي مهمتك!؟
قال لي قربت أصل للمكان الفيهو شركاء محمد الفاتح ، ديل لو مسكناهم حنكون أنجزنا عديل، ديل أكبر خطر على السودان و البشريه، قبل أيام قربت اصل ليهم بس هربوا مني عشان كدا ما كنت طايق نفسي و دايماً زهجان ، بستو على خدو و قلت ليهو أنا الآسفه رغم إني عارفه طبيعة شغلك زعلت منك ، قال لي ليك حق ، المهم عايز اقول ليك الأسبوع دا بس حـ أكون مشغول و اغلب الوقت برا البيت حتتحمليني؟
قلت ليهو لو ما كنت حـ اتحملك ما كان وافقت إننا نرجع لبعض مره تانيه.....ممكن في الأسبوع دا أمشي اقعد مع عبير في البيت التاني؟ قال لي أيوه ممكن ، قلت ليهو ليهو عايزا أطلب منك طلب تاني! قال لي قولي ، قلت ليهو ممكن نرحل من هنا و نمشي نسكن في أمدرمان جنب ناس أمي ، بعد مسافه قال بفكر ، قلت ليهو يعني ما موافق؟ قال لي لا حيحصل العايزاهو ، طبعاً انا فكرت في الرحول عشان راشد ، لأنو أول ما يدخل البيت ما بقعد دقيتين و طوالي بطلع لأنو بتذكر أمو و لـ يوم الليله لا نزلت دمعه لا قدر يطلع من الحاله الهو فيها،  المهم مشيت قعدت معاهم بهناك ، شفت اقرب غرفه و قعدت فيها اصلاً بيتهم داك كبير و مليان غرف ، يوم إسراء جات و قالت لي أرح نطلع عبير تشم هوا شويه ، رامي هو الحـ يفسحنا ، قلت ليها تعبانه والله أمشوا انتوا ، قالت لي تمام و فعلاً مشوا ، طلعت عملت شاي لـ عمي صلاح و وديتو ليهو لمن رجعت للغرفه الكنت فيها لقيت راشد قاعد و سرحان ، قعدت جنبو و قلت ليهو : راشد أبكي و غير مفهومك البقول إنو الراجل ما ببكي....أبكي يا راشد و طلع كل الحزن و الضيق الجواك ، انت ما حجر عشان تشيل الحزن و الفراغ دا كلو جواك من غير ما تنزل دمعه وحده ، من يوم وفاة خالتو إشراقه انا ما شفت دمعه وحده نازله منك ما لأنك صابر ، لأنك كاتم جواك ، احساس الفقد دا أصعب احساس خاصة لمن تكون الحاجه المفقوده دي  هي الأم ، نحنا مهمها كبرنا و كبرنا بنحتاج لأمهاتنا جنبنا ، أصواتهم و حركتهم في البيت بالدنيا كلها ، مره حقيقة انك تصحى و ما تلقى أمك قدامك ، تناديها و ما تسمع صوتها ، اختفاء طيف الأمهات من حياتنا حاجه مخيفه شديد و فقدهم جرح عُمرو ما حيطيب و مهما شغلتنا الحياة و مهمها ضفنا ناس جديده لـ حياتنا ماف زول حيقدر يملى خانة الأم و ماف زول حيعوضك حنانها.....الفقد صعب و جلل يا راشد عشان كدا انا بقول ليك أبكي والله دا احساس لا يطاق ، حرام عليك البتعملو في نفسك و كفايه الكتمان دا كلو ، رغم انك بتضحك قدامي و بتظهر لي انك كويس بس ماف حاجه جواك كويسه يا راشد و انا عارفه كدا ، انت من جوه عباره عن فوضى و حطام ، وفاة أمك زيك و زي أي زول فقد أمو واجعاك شديد ، أدي نفسك و الحزن حقو ، طلع كل الجواك عشان تقدر ترتاح.....اذا حابب ممكن انا أطلع برا و أخليك على راحتك اذا محرج مني .....وقفت على حيلي و كنت ح أطلع بس هو مسكني من يدي و قعدني في السرير ، ما كسرتني إلا عيونو الكانت مليانه الوجع و هو بحاول يخفي دموعو ، رفع رجلينو على السرير و خت راسو في حجري و من غير ما يقول حاجه دموعو نزلت ، دي كانت أول مره يبكي فيها عديل و أول مره أشوفو بالحاله دي ، بس ما حاولت اتكلم معاهو ، قلت أخليهو يحس انو قاعد براهو في الغرفه عشان يقدر ينزل دموعو على راحتو من غير ما يتحسس أو يفتكر انو دموع الراجل معناها ضعف ، بعد مسافه مسك يدي و قال لي عارفه أمي كانت عندها جملة جميله كدا لمن اقول ليها فاقد حاجه و ما لاقيها بتقول لي : "الله لا فقدك شيتاً مهم و الله لا فقدك عزيز " و بتفتش لي حاجتي لحدي ما تلقاها لي ، عشان كدا أول ما تضيع مني حاجه بلجأ ليها و دايماً بتفلح في إنها تلقى لي حاجتي الضايعه....بس انا اليوم فاقدها هي ...ما لاقيها هي! فهل حتجي تفتش عن نفسها لحدي ما تلقاها لي!؟ ...مرات كتيره بقول ياريت لو ماف حاجه اسمها موت أو على الأقل الأمهات ما يموتوا أو يا ريت لو بنقدر نشيل من أعمارنا و نديها ليهم عشان يكملوا معانا حياتنا لحدي ما نموت و نندفن سوا....
مسح وشو بيدينو الإتنين و قال استغفر الله ، دي سنة الحياة و الموت علينا حق فـ اللهم لا اعتراض على حكمك .....الزمن داك انا كملت البكى كلو مع اني الفتحت موال البكى و أصريت عليهو يبكي و يطلع الجواهو لقيت نفسي انا الببكي و بحرقه كمان ، اتمنيت لو اقدر اقدم ليهو شي، بس ماف حاجه ممكن تعوض مكان الأم و حنانها ، دي الحاجه الوحيده الما بنقدر نلقى ليها بديل ، راشد قام مني و قال لي لو كنت عارفك حتبكي البكى دا كلو ما كنت منعتك لمن كنتي حتطلعي برا الغرفه.....كنت لسه ببكي و بشهق كمان ، قال لي مها خلاص هسسس ، هندا انا ذاتي دموعي وقفت ...كفايه قلنا! ....برضو ما سكته ، مسح لي دموعي  و ضماني عليهو شديد و كدا ياداب بكيت كويس خاصة لمن دموعو نزلت فيني ، صعب علي أشوفو كدا، دايماً البيأذيهو بيأذيني اضعاف مضاعفه.....

مسكن ألم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن