الفصل الاول

25.2K 580 40
                                    


الفصل الاول:

البدايات أحيانا تتشابه؛ ولكن دائما ما تختلف النهايات !

وللعشق طريق اخر

طريق الانتقام طويل...

درب ممتلئ بالعثرات...

تنتشي به الروح المظلمة ...تكمل الظلام للنهاية...

ينتقم من يُظلم....يزيد في الظلم...

وينسي الجميع أن الظلم ظلمات...

وقد تكون النهاية سيئة للجميع...

كان التوتر يسود المجلس المقام في منزل عائلة (الشيخ) ,منقسم بين نظرات التحدي والثقة من كبير عائلة (ابو العزم) وقلق ورهبة من كبير العائلة صاحبة المكان...

كان يجلس على إحدى المقاعد في الغرفة الفسيحة بأثاثها الفخم ببرود, يضع قدمه على الأخرى مشعلا سيجاره ينفث باستمتاع لرؤيته تلك الحالة التي تطفو على حالة عبد الله الشيخ..

ذلك الخوف المطل من نظراته, تلك اللمعة القلقة المشبعة بالرهبة التي تثير به نشوة غير عادية تناسب تلك النار الحاقدة المشتعلة بداخله هاتفة تنشد الانتقام والثأر..

....

المكان كان يحتويه الصمت الذي لم يجرؤ أحد على قطعه ,فقط بعض النظرات بين حاقدة غاضبة وبين اخري قلقة واخري مستمتعة وللغاية...!وكأنها ستحصل على الجائزة الكبرى..

والجائزة لم تكن سوي بداية للانتقام.

بعد دقائق من الصمت تنهد هو بملل ليقف في النهاية من مكانه يدور في الغرفة يشملها بنظرات لا مبالية حتي رميً بسيجارته على السجاد الفخم الذي يفترش المكان ,يدعسه بقدمه مخرجاً فيه جزء من غضبه ,ثم التفت يلقى بنظرات غامضة باردة تخالف اشتعاله الداخلي..!

في نفس الوقت الذي يقف هو فيه مشرفاً عليهم بزهو يليق به.. قائلا بعمق وغموض:

-طيب يا عبد الله بيه ...ايه رأيك لو عملنا صفقة حلوة مع بعض , واضمن لك انك هتكسب من العرض ده كويس جداا...

ساد الصمت مرة أخرى بعد ألقى باقتراحه لبضعة ثواني قبل أن يجلي عبد الله صوته قائلا بنبرة خائفة ومهزوزة تشابه تلك النظرات الزائغة المطلة من عينيه.. متوجس من القادم, خائفا من نار قد تحرق الجميع:

-ويا تري ايه العرض ده ,ممكن اعرفه يا بني ...

انفلتت ضحكة غسان مجلجلة بالغرفة الصامتة ليتردد صداه الساخر في أذان الجميع.. وكأنه يود ان يشعل المكان بما فيه , باهتزاز جسده ويده التي تلوح بسخرية وضحكته المشبعة بالحقد كل هذا يحمل مرارة وانتقام يهدد بالظهور...!

وربما حرق الجميع..!

فقط بضع ثواني ثم هدأ قليلاً ماسحاً وجهه بيده ,فهو هنا بالكاد يسيطر على نفسه محاولا اخماد ذلك العنف الذي يثور عليه أن يهب الأن فيفرغ عنفه بالرجل الماثل امامه هو وابنه.. أطلق بداخله تنهيد عله يستطيع السيطرة على حاله ليرفع نظره إلى عبد الله الشيخ هاتفاً بنبرة ساخرة محملة ببعض الاشمئزاز :

للعشق طريق آخر ... للكاتبة أسماء رجائيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن