الفصل الثاني

9.2K 412 24
                                    


الفصل الثاني...

عندما تشعر بشيطانك وهو يتوغل بداخلك يزرع نفسه أكثر....!

يتعمق بك ,يحتلك يقاومك ويقاوم أنفاسك النقية , يزرع بدلاً منها أنفاس بدلائل عَتِمَة...!

في تلك اللحظة تطلق مقاومتك تحاول أن تبحث عن سماء أخرى غير تلك الملوثة ...!

إلا أنه بالنهاية تجد أنه قد تمكن منك, أصبح مكان تلك الروح النقية التي كانت تميزك يوما ما....!

خرج من غرفة شقيقته بروح مثقلة بالهموم لأجلها غضبه يتفاقم , ولا يعلم كيف له أن يخمده..؟

كيف أن ينسي هذا الكابوس يوما؟!,

نيرة صغيرته ربت على يده كان سعيدًا بها عندما وُلدت وكأنها ابنته لا شقيقته ...!

كان يُحَمل نفسه مسؤولية ما حدث لها عندما انقطع تواصله معها خلال فترة سفره إلى الخارج, فقط ثلاثة أعوام وكانت شقيقته كالغريبة عنه...!

تتجنبه..

تتحاشاه..

, ولا تتقبل منه أي كلمة فقط ردود مقتضبه, وليته وعى لها أكثر من ذلك.. ليته..!

ولكن لا عودة بالزمن..!

كان غارقًا بأفكاره عما مضى متحسراً على شقيقته الصغرى وما أصابها حتي وصل إلى جناحه الخاص به ...

أمسك بمقبض الباب يفتحه بهدوء ينافي ما بداخله قاصدًا غرفة بناته حتى وقع نظره عليهما ,يراهم نائمين كالملائكة على أسرتهم الوردية, وهنا تحولت نظراته المتعبة الغاضبة إلى أخرى تشع حنانًا وحبًا لأجل ملائكته..

اقترب منهم طابعا قبلة حانية على جبينهم, شاردًا في توأمه تلك النقطة البيضاء التي نتجت عن زواجه بريتا...

وهنا دارت أفكاره بريتا أو الخائنة.. تلك المخادعة زوجته وأم بناته..!

ابتعد عنهما بعد أن دثرهم جيدًا يمنحهم مرة أخرى قبلة أبوية ,ثم ذهب إلى غرفته المشتركة مع زوجته..!

بعد ثواني كان يدخل إلى الغرفة يراقبها .. ينظر لها بجمود فتبادله النظرات بين ساخرة وباردة.. !

وكأنها لا تهتم..! لا تكترث..

هائمة هي بعالم آخر , شاردة بأفكارها الخاصة, والتي لا يعلمها أحد..

تلكأ قليلا قبل أن يجلس على إحدى المقاعد الموجودة بالغرفة هاتفًا ببرود :

-انا هتجوز كمان يومين ....

لم تهتم لمَ يقول بل لم تلتفت بالمرة جامدة هي بلا انفعالات.

ساد الصمت قليلا قبل أن يتبع حديثه بابتسامة باردة وبداخلها يتمني استفزازها فتغضب ولو لمرة واحدة:... تثور ولو مرة واحدة..:

للعشق طريق آخر ... للكاتبة أسماء رجائيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن