الفصل الثامن

6.6K 350 11
                                    


الفصل الثامن

يأتي النهار أحيانا ملبد بالغيوم, لا يحمل معه بشرى .. !

بل يحمل صدمات تقتلنا ..

تنحرنا..

تذهلنا ...

وتفاجئنا ..!

استيقظ من نومه شاعرًا بثقل في رأسه, وكأنه يدور في حلقة دائرية مفرغة لا نهاية لها, هز رأسه ثم فتح عينيه بصعوبة غير قادرًا على مواجهة الضوء فأغمضهما سريعا حيث يستوعب ما يحدث! ف

تحهما مرة أخرى ببطيء ثم حاول أن يستقيم من مكانه إلا أنه شعر بيد ناعمة ترتاح فوق صدره العاري براحة تامة وكأن هذا هو مكانها الطبيعي..!!

تشنج جسده ولم يشعر بشيء للحظة..!! وكأنه انفصل عن العالم!

ولكنه بعد ثواني استدار فزعًا وهو يستوعب ما يحدث..!

يستوعب ما يدور حوله, يتذكر الأمس وما حدث به..

يراجع مشاهد الأمس حينما ارتشف من الخمر للمرة الأولى في حياته , يتذكر ذلك الكأس المحرم والذي تلاه العديد والعديد من الكؤوس تجرعهم بشرود وتيه وصورة فريدة تسيطر على عقله أكثر فيشرب أكثر ويغرق لدهاليز القاع أكثر..

يتذكر ضحكتها ودلالها .. رقتها ونعومتها.. خجلها وقوتها..

فتضربه الحقيقة بمرارة الفقد فيشرب ويشرب عله يغرق أو يتوه..

بل لعله ينسى! ويموت..

هز رأسه مرة أخرى وهو يتذكر فريدة وهو يحملها إلى شقته الذي يتشاركها مع صديقه بالعمل..

يتذكر قبلاتها وقبلاته , تجردهم من المنطق والوعي حتى أصابه الغرق معها ..!

ولكن الأمس لم تكن فريدة ,بل كانت الشقيقة لها نورا..!

ألقى نظره حوله مرة أخرى يبحث عن كذبة ما بتلك الذكريات ولكن عبثًا فلقد وجد ملابسه متكومة على أرضية الغرفة وبجانبها ملابس يعرفها جيدًا!! ملابس نزعها هو بنفسه!

التفت للجسد النائم مستكينًا جانبه , وبداخله يبتهل ويدعوا للمرة الأخيرة أن يكن ذلك مجرد خيال مريض أسود يهاجمه بضراوة قاتلة !,ولكنه وجدها بجانبه تنام.. !

غافية.. !

مستكينة..!

بعالم اخر..!

وخصلاتها السوداء تحجب عنه ملامح وجهها الشبيه بشقيقتها..!!

بينما أشعة الشمس المتسللة لغرفته على استحياء تداعب ما ظهر منها..!!!

وعند تلك النقطة اتسعت عيناه فزعًا بعد أن أستوعب ما حدث, وبالنهاية حدث مالم يتخيل حدوثه يومًا, بل لم يتخيل في أسوء كوابيسه أن يستيقظ يومًا فيجد نورا بجانبه عارية..!

للعشق طريق آخر ... للكاتبة أسماء رجائيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن