الفصل التاسع عشر.
كابوس أو مجرد حفرة من الجحيم.. و.. و...
وربما هي داخل عالم من بعض الأشكال نصفها بشر والنصف الآخر جُحيم صنع من لهيب الاحتراق لدواخل جرحت وذبلت!
وهي .. هي ذبلت منذ الآن والأمس..!
منذ الصغر والشباب..!
وأي شباب هي تحيا داخله , تستنكر في غفوتها نفسها التي تتولى تأنيبها وجلدها بسواط الواقع والحقيقة العابثة .. المبتسمة بتهكم ساخر بوجهها تخبرها ببساطة عن خسارتها!
وفي تلك الغفوة كان هو يقترب بملامحه الباردة يخبرها أن تمسك به , تمسك بيده الباردة كروحه الخاوية من نبض الحياة العاشقة!
كانت تصرخ بحلمها أو لنقل كابوسها ,ترمش بأهدابها وهي تصحو من غفوتها المرضية ,نظرت حولها تشمل المكان القابعة هي فيه عدة مرات ومرات , تغلق عينيها مرة تلو الأخرى ثم تفتحها لتجد أنها بالفعل لا تحيا داخل الكابوس بل هي تحيا داخل واقع وحقيقة ملموسة!
استقامت واتكأت على الوسادة خلفها فاتخذت وضع نصف جلسة وهنا لم تغمض عينيها بل كانت تتوسع بنظراتها , تتأمل نقطة وهمية والسؤال يتكرر بداخلها .. يتردد صداه بصخب مثير للبكاء والضحك على جد سواء, شهقة فلتت منها وعبرة تمردت رغماً عنها وضربات قلبها لا ترحمها في حالة من الاضطراب الممزوج بعتاب وقسوة تتمرد من خفقات القلب التي تخبرها وتلقي بوجهها الحقيقة (انت حمقاء ..غبية.. لا شيء انت لا شيء)!
ومع ارتفاع الحقائق المشتعلة على اشدها داخل الأعماق تمردت اناملها تهبط لأسفل تمسد بطنها المسطحة.. والسؤال هنا كانت إجابته ملوثة بالفقد والخسارة !
هل فقدت جنينها ..؟..!
أغمضت عينيها بقوة علها ترى شيء آخر وواقع آخر , ولكنها لم تجد سوي جسدها الراقد أعلى سرير بغرفة بإحدى المستشفيات وتلك الرائحة التي تكرهها تتشبع بها , تلك الرائحة الخاصة بالبنج من ملابسها وروائح الغرفة بأدوات التعقيم!! لتغمض عينيها رافضة كل شيء!
أما خارج غرفتها كانت تجلس فريدة بأعين دامعة علي ما حدث لمريم !
الوجوم يرتسم على ملامحها يرافقه الصدمة والألم المتغلغل داخلها!
فمنذ ساعات فقط ساعات كانت البسمة المرتسمة على وجه مريم كفيلة بنشر التفاؤل والراحة في النفس , ابتسامتها كانت تخبرها وتخبر الجميع أن تلك الرقيقة تمتلك العالم!
اتكأت على ركبتها ثم دفنت وجهها بين راحتي يدها وذكريات ما كان من ساعات لا يرحمها ولن يرحمها !
يا الله لقد كانت تكاد أن تقفز من شدت فرحتها عندما علمت بخبر حملها.. فكيف ؟ كيف انتهى كل هذا في غمضة عين ؟ كيف؟!
أنت تقرأ
للعشق طريق آخر ... للكاتبة أسماء رجائي
Romanceجميع الحقوق محفوظة للكاتبة ممنوع النقل و الاقتباس البدايات أحيانا تتشابه؛ ولكن دائما ما تختلف النهايات ! وللعشق طريق اخر طريق الانتقام طويل... درب ممتلئ بالعثرات... تنتشي به الروح المظلمة ...تكمل الظلام للنهاية... ينتقم من يُظلم....يزيد في الظلم...