الفصل العشرين
الحب لا يمكن إدراكه بالعقل ،أو شرحه بالمنطق.. هو فقط شعور يضرب القلب بطريقته الخاص.. يجبرك إما أن تظهر شخصيتك الحقيقة أو إظهار جبروت متخفي يولد باللعنة المسماة بالفراق..!
وفراقه لم يكن بيده بل كان فراق مغصوب هو عليه ،وليته استطاع الاعتراض..
ليته استطاع لفظ كلمة لا..!!
ليته يستطيع من الأساس النسيان .. نسيان ذلك الحب..!
لكان الآن متزوج من حبيبته وعشقه (فريدة).. يا له من ضعيف !
هو رجل استسلم لضعفة فأدرك شيطانه الفرصة , يعانق روحه فيغلب الشر وينسي هو الخير!
وصدق هو يا له من ضعيف!
دلف إلى شقته وهو يفكر ماذا لو رفضت هي أن تجهض ذلك الجنين الملعون في نظره .. هل يتركه حينها يأتي إلى الحياة فتقم هي بتربيته؟...!
الصدمة هنا تختاله بينما واقع باحتمالية رفضها يلوح بالأفق رغماً عنه , هو يعلم أنها تريد الطفل , لقد قرأ بنظراته رجاء حقيقي وخوف على هذا الطفل القاطن بأحشائها!
مسح وجهه تباغته تلك اللمحة المشبعة بالذهول و... الفرحة عندما علمت أنها تحمل طفل منه!
يا الله إنها سعيدة بهذا الحمل وهذا الطفل الذي جاء في الحرام.. جاء نتيجة ليلة ملوثة بالخطايا , وهنا كان سؤال آخر يباغته ماذا لو كان هذا الطفل نتيجة ما كان منه من انتهاكها بعد الزواج هل كان وقتها يطالب بإجهاضه؟!, التساؤل كان ملح وضروري ويدور داخله , يطالبه بإجابة !
ولكن موسى ضعيف, موسى هنا يتهرب وفعلها حقا وهرب من الرد !
ولكن رغم كل شيء أصابه الغضب عند تلك النقطة أنها قد تحتفظ بحملها , فكيف ؟ كيف يترك له طفل معها هي , هولا يثق بها ولا يتخيل ابداً أن يكن هناك طفل من صلبه هو.. يتربى علي يد نورا..!
نورا تلك اللعنة التي علقت به, هو لا يستطيع أن يمنحها الثقة فمن تفرط بنفسها مره قد تفعلها مرات..! ومن يدرى؟!
قادته خطواته البطيئة فدخل إلى غرفتها ,وجدها جالسة على السرير بأعين شاردة نظراتها كانت ساهمة .. لاهية بالفراغ بينما يدها تلتف حولها تحتضن جسدها وكأنها تطلب العون والحماية..! تطلب العفو والسماح, تطلب الرحمة!
اقترب منها بتمهل ونظراته لا تحيد عنها ينظر إلي شرودها العميق والذي من شدة تأثرها به لم تلاحظ وجوده , خطواته كانت متمهلة .. بطيئة إلى أن وقف أمامها هامساً بطريقة هادئة مفتعلة تخالف ذلك الغضب والنار.. والتوجس المتفاقم داخله:
-ها قررتي ايه يانورا..
خرجت من شرودها ثم رفعت نظرها له فتبعث له بنظراتها رجاء بأن يقف!
أنت تقرأ
للعشق طريق آخر ... للكاتبة أسماء رجائي
Romanceجميع الحقوق محفوظة للكاتبة ممنوع النقل و الاقتباس البدايات أحيانا تتشابه؛ ولكن دائما ما تختلف النهايات ! وللعشق طريق اخر طريق الانتقام طويل... درب ممتلئ بالعثرات... تنتشي به الروح المظلمة ...تكمل الظلام للنهاية... ينتقم من يُظلم....يزيد في الظلم...