الفصل الثالث:
كان كما هو جالسا على مقعده الوثير ,ظهر الملل جليًا على قسمات وجهه، ينتظر منها تنفيذ ما أمرها به للتو، طلب منها أن تتحرر من ملابسها لكي ينفذ صك ملكيته لها، طلبها منها ببساطة وينتظر منها أن تفعل ما يأمر ببساطة مماثلة..!
لكنها على عكسه؛ فوقع ما طلب منها كان كالصدمة بالنسبة إليها، شيء لم تتخيل في أسوء كوابيسها أن يُطلب منها، لم يبدر إلى ذهنها يومًا أن تكون في مثل هذا الموقف.
كانت نظراتها مثبته على الأرض تجاهد أن تبكي وتصرخ بصوت عالي إلا إنها كانت تنزف وتتألم من الداخل..
تود لو تركض بعيداً, ولكنها لا تقدر لقد انتهي أمرها عند تلك النقطة المخزية, فطلبه وكأنها فتاة هوى..!!!
وهو بنظرها فقط مجرد رجل غريب عنها كتبت على اسمه منذ أقل من ساعة, يطلب منها التعري وكأنها بائعة هوي لا زوجته...!!
زوجته وهل هي حقا زوجته؟!.., هي تحاول أن تستوعب ما يحدث لها , ولكن كل هذا كثير .. كثير لدرجة تؤلمها وبشدة..!
هزت رأسها تحاول أن تقاوم الدموع , تتخلص من داخلها من ذلك الضعف الذي يتلبسها , ثم رفعت نظرها له بأعين دامعة هامسة باستجداء صامت أن يرحمها تناجي ربها من الداخل صارخة بالدعاء أن يخرجها من كل ذلك ولكنه قابل ذلك ببسمة شيطانية ساخرة , يخبرها ببساطة أنها هنا للانتقام وأنه لا مجال للشفقة أو الرحمة التي تطلبها ..
اتكئ بأريحية على المقعد قائلاً بهيمنة وأمر وهو يتشرب معالم جسدها الماثل أمامه:
-ايه يابونبوناية.. انا بدأت أزهق.. وده مش حلو عشانك.. نفذي الكلام..
ساد الصمت لدقيقة أو أقل بينما هي تقف بجسد متشنج من شدة الخوف والرهبة, انتفض هو من مكانه يقترب منها بهدوء حذر يثير الذعر بمحياها أكثر, بينما هي تقف في مكانها لا تقوى على الحركة وكأن نظراته تلك تسيطر عليها فتثبتها بالأرض اكثر ...!
أما هو كان يدور حولها يفحصها بنظراته, رفع يده يمررها على ظهرها ,فترتعش هي من الخوف... وتتجمد اكثر !
ابتعد عنها قليلا ثم وقف أمامها واضعاً يده بجيبه ينظر لها بخبث هاتفا بتهديد اخر:
-هتنفذي إلى بقوله ولا انفذه انا بنفسي وهتبقي دعوة صريحة منك اني اتمم جوازنا النهاردة...وبطريقتي..!
اتسعت حدقتيها بعد حملته الأخيرة لتقع بين نارين لقد وضعها بين طريقين كلاهما نار بالنسبة لها فأي الطرق تختار.
همست بداخلها ليتها تموت هي حقاً لا تقدر على أي شيء , هي تشعر بالتعب وأنها قد تنهار بأي لحظة.. مسحت يدها المتعرقة بفستانها , ثم همست بعد فترة قصيرة بصوت متعب ضعيف مما هي فيه:
أنت تقرأ
للعشق طريق آخر ... للكاتبة أسماء رجائي
Romanceجميع الحقوق محفوظة للكاتبة ممنوع النقل و الاقتباس البدايات أحيانا تتشابه؛ ولكن دائما ما تختلف النهايات ! وللعشق طريق اخر طريق الانتقام طويل... درب ممتلئ بالعثرات... تنتشي به الروح المظلمة ...تكمل الظلام للنهاية... ينتقم من يُظلم....يزيد في الظلم...