الفصل الخامس عشر

7K 303 19
                                    


الفصل الخامس عشر..

العشق دائمًا مجرد شعور يقع خارج حدود المنطق والوعي , مجرد عزف صُنع من أوتار المشاعر الوردية.. مختلطة ببعض العبث حاملة بداخلها فكرة القلب الهائم..!!

العشق عند أحدهم وجبة والبعض الآخر يراه حياة!!!

كعادتها الأخيرة اعتزلت العالم أجمع .. بقيت في المطبخ الواسع والمزود بأحدث الأجهزة للطهي ..

تحاول جاهدة تعلم طرق الطهي , من أجل أن يتناوله معها.. , لقد أخبرها أن تتعلم , بل هو جردها من كل شيء ولا تلومه, وبمعنى آخر هي لا تستطيع لومه!

وكيف تفعل وهو هنا من محى آثار دنس شقيقه الذي لعنها ووشمها به دون رحمة..

فكان الوشم بروحها قبل جسدها!!

والآن هي تقف أمام الموقد بينما حاسوبها الشخصي يعرض مقطع فيديو لأحد الأطعمة السريعة , تتبعت الخطوات فصنعت أخيراً المكرونة .. شيء ما أجادته إلا أنه لم يأتي للغذاء..!!

نظرت حولها بعد أن أنهت تحضير المائدة ملتفته إلى الساعة البندوليه وهي تضرب دقاتها مشيرة إلى وقت جديد وتأخير كبير!

أطلقت تنهيدة مبتئسة ..حزينة كما تلك المشاعر التي تصارعت داخل روحها بعنفوان ورهبة من القادم , كانت تفكر في كريم ..

وكريم كان النقيض من شقيقه مازن أو لنختصر المزحة المقامة داخل ذلك العرض الهزلي , هو شقيق زوجها الأول!!

تعمقت بالتفكير فأيقنت العديد والعديد !

هو يحتقرها..

يتجاهلها ..

ينبذها.. !!

وربما هو يراها آفة لزجة ضارة ربما في وقت آخر كان ليقضي عليها بكلتا يديه فيتخلص من لعنتها!

كتمت صرخة مدوية داخلها , حاولت جاهدة أن تتماسك وجينات عائلتها الثلجية تساعد وبشدة..!

جلست على الطاولة بثبات تنظر إلى الطعام البارد بألم..!

أجل هناك ألم بداخلها ولا تعلم سوى أنها منبوذة!

..منبوذة بخطيئتها بشرفها الذي إستهانت به.. بضحايا دفعوا الثمن بسببها..!

منبوذة بل ملعونة هي والخاسر هنا لم يكن سواها!

التفكير لم يتركها أبدًا بل كان مشعلًا الضجيج كفتيل إشتعل دون رحمة , والتفكير هنا أنهكها !

أتعبها واستنفذ طاقتها إن وجدت!

نامت برأسها أعلى سطح المائدة مسترجعة بذهنها أول لقاء مع مازن بعد زيجتهم العرفية ..!أو الملعونة.

كانت بجانبه وهو ممسك بيدها وهي تدخل معه بوجل وتوتر إلى شقته الخاصة به كما أخبرها ..

للعشق طريق آخر ... للكاتبة أسماء رجائيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن