بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم اخوتي اخواتي الكرام ورحمة الله وبركاته هذا هو القسم الثاني من التصورات التي ذكرناها لكم لاحداث ما يلاقيه الانسان بعد موته والتي تتعلق بعالم القيامة ،بعد ان قدمنا لكم ما يتعلق باحداث عالم البرزخ،سائلين من الله الهداية و الموفقية للجميع وان تكون هذه الكلمات خير موعظة لنا في هذا العالم المادي والذي نرى الكثير من ابنائه قد غرتهم الدنيا بزبرجها وخدعتهم بحيلها.وفق الله الجميع لما يحب ويرضى بحق محمد واله الطاهرين..
أَفِق من نومك يا سعيد، أمَا علمتَ بإقتراب قيام الساعة و القيامة الكبرى؟ كيف تنام رغداً في جنان البرزخ، وبين أحضان الحور، وقد تحقق أول شرط من أشراطها! نداءٌ هزّ كياني كله ولم أكن نائماً، بل غارقاً في بحر من الفكر، سابحاً في أمواج ذكريات عالَمٍ مضى، عالم الدنيا الذي انقضى وكأنه لم يكن إلا ساعة، أو أقل الساعة. كنتُ أتذكر لحظات الموت، وكيف انتقلتُ من عالَم الضيق والفناء، إلى الوسعة والبقاء.. كنتُ أتذكر أيام البرزخ التي قضيتها، ومراحل العذاب والنعيم فيه، وها هي آلاف من السنين مضت وتمضي والجميع بإنتظار القيامة الكبرى. كانت فرائصي تضطرب، وخوفي يتعاظم كلما مرّ على فكري أمر القيامة والحساب، برغم أني أعيش في جنات ونعيم عالم البرزخ، وبرغم القصور والبساتين، والحور والخدم من الملائكة الذين سخرهم ربّي لخدمتي، وليس لديهم شغل شاغل غير ذلك. مرّت سنين وسنين، وكلما تحقق شرط من أشراط قيام الساعة في عالم الدنيا، تحدث ضجة كبرى بين سكان عالم البرزخ، وترى الخوف والإضطراب يغمرهم، وكثيرٌ منهم (حتى أصحاب الدرجات العالية) كانوا يعيشون حالة بين الخوف من الساعة والحساب، وبين الرجاء بالنجاة من أهوال ذلك اليوم العظيم. ومرّت الأيام، وتشابكت الأحداث، وسالت دماءٌ كثيرة على الأرض حتى غيرت لون أنهارها، بل أصبح اللون الأحمر هو اللون السائد فيها... أحسستُ بيقين لا يخالطه الشك بأن الساعة آتية عن قريبٍ ولا ريب فيها، خصوصاً بعد أن كُسفت الشمس في وسط رمضان، وخُسف القمر في آخره، وخرج أقوام يأجوج ومأجوج منتشرين في الأرض، وهم من كل حدب ينسلون. وتوالَت أحداثٌ وآياتٌ عجيبةٌ على أهل الأرض كان آخرها أن أشرقت الشمس من مغربها، وخرجت دابةٌ من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآيات الله لا يوقنون، حينها تحقق مِصداق الآية الكريمة {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا}.. أجل لقد انتقض الشك باليقين، و انتهى تكليف سكان الأرض فانتشروا فيها مرعوبين مذهولين، لا يعلمون ما يفعلون، وإلى أي وجهة يتوجهون! أمّا الأرض فقد زلزلت زلزالها، وأخرجت أثقالها، وقال الأنسان ما لها! و تيقن الناس أنها النهاية ولا مناص منها! كل شيء يُشير إلى قرب حدوث تغيّر شامل وواسع في عالم الوجود، وبات من بقي من الناس حيَارى سكارى، يرتطم بعضهم ببعض، وكل شخص يفكر في مصيره ويتخلى عما سواه.. حتى الأم أذهلَت عن ولدها والمرضعة عن رضيعها، بل لشدّة الخوف من العذاب المرتقب وضعت كلّ ذاتِ حملٍ حملها...
يتببببببببع
أنت تقرأ
امواج القيامه
Spiritualتتكلم عن قيام الساعه ويوم الورود والحساب ودخول الجنه والنار وشفاعة اهل البيت الجزء الثاني من كتاب فوق اجنحة البرزخ للكاتب عبدالرزاق الحجامي