الجزء 09

527 29 0
                                    

تجلس مشلين في الكافيتيريا رفقة مايا وهند ولارا يتبادلون أطراف الحديث لتخبرهم لارا بما فعلته مشلين بالدكتورة ليزا فينفجرن ضحكا عليها إلا أن هند تقوم بمعاتبتها على تهورها وأن أسلوبها هذا سيجعل الدكاترة الذين يدرسونها يتخذون معها إجراءات صارمة من شأنها أن تجعلها ترسب. ترد عليها مشلين بعدم إكتراث: أنتي تعلمين ياهند أن آخر همي هو أن أنجح، تقاطعها مايا بتعصب: مشلين لا تتهوري فكري على الأقل في والدتك هذا كان حلمك أنتي وأختك، تنظر لها مشلين بغضب وترحل بدون أن تقول شيء. تجلس لارا معهم غير مستوعبة لما يقولونه فتسألهم: بنات مالذي كنتم تتحدثون عنه؟ ولما غضبت مشلين عندما تحدثتم عن أختها؟ ترد عليها مايا مبتسمة: عزيزتي لا تعيري الأمر أهمية إنها قصة طويلة و وحدها مشلين من لها الحق في أن تخبرك عنها، تبتسم لارا وتقول: إذن سألحقها وأسالها.
تمشي مشلين وسط الحشود غير مدركة أين تأخذها أقدامها لتقف فجأة بعد أن سمعت صوت لارا وهي تناديها وتركض خلفها. لحظات وتصل لارا لمشلين فتقف لاهثة وتقول بصوت متعب: ماهذا كله لقد جعلتي الآنسة لارا التي تعودت أن يركض الجميع خلفها تركض خلفكي أنتي. تبتسم مشلين وتقول مداعبة صغيرتها لارا: لي كل الحق بذلك فأنتي أختي. لارا بحماس: أكيد بدون شك. تصمت قليلا ثم تقول: ميشو لا أعلم بالضبط لكن يراودني إحساس غريب إتجاهك، ترد عليها مشلين: ومالذي تحسينه إتجاهي ايتها الصغيرة؟ لارا بتعجب: لا أدري لكني أحس أن وراء صمتك حزن كبير يختبئ خلف ملامحك القاسية، ثم أن كلام الفتيات عن أختك جعلك تغضبين لا أريد أن أجبرك على التحدث لكن لي الرغبة في أن أعرف عنكي كل شيء خاصة أنكي أصبحتي أختي. تبتسم مشلين بحزن وتقول: حسنا يا صغيرتي سأخبرك بكل شيء. تبدأ مشلين في الحديث لتروي قصتها بأدق التفاصيل وتلقيها على مسامع لارا والتي تصغي لها بتمعن وقد بدأت دموعها تنساب على خدودها من شدة تأثرها بما حدث مع أختها مشلين. تمد مشلين يدها وتمسح دموع لارا وتقول بهمس: اششش إهدئي، غير مسموع لهذه العيون الجميلة أن تبكي. ترد عليها لارا بصوت باكي: لهذا السبب تتعاملين معي بلطف لأنني اذكرك بأختك. تبتسم مشلين وتقول: لقد رأيت فيكي تعويض الله لي على خسارتي لأختي، تصمت قليلا  ثم تقول: أنتي حقا أختي وأنا في قمة السعادة لوجودك في حياتي حتى أني أصبحت أخبر أمي عنكي دائما فصارت تلح عليا يوميا أن أصطحبك معي للبيت لتراكي. تبتسم لارا من بين دموعها وتقول: اليوم سأذهب معك للقاء الخالة فادية فأنا متحمسة لرؤيتها أيضا. تنظر لها مشلين والتي تغيرت ملامحها لسرور وتقول: ألن يعترض والدك على ذلك؟ لارا بحماس: أبدا لن يعترض بالعكس سيسر بذلك جدا.
تمر اللحظات مسرعة لينتهي وقت الدوام وتعود مشلين لبيتها رفقة لارا التي أخذت الإذن من أبيها بأن تمضي بقية اليوم في بيت مشلين. تفتح فاديا الباب بعد أن دق الجرس عدة مرات لتجد مشلين رفقة فتاة جميلة الملامح فتستقبلهم بإبتسامة كما إعتادت أن تستقبل إبنتها كل يوم  تمسك مشلين يد لارا وتقترب من أمها وتقول: أمي لقد أحضرت لارا معي. تتسع عيون فادية وتمتلئ بالدموع وتنظر مطولا نحو لارا وتأخذها في حضنها مستسلمة لتلك الدموع التي كانت تخبأها منذ زمن طويل. لأول مرة تحس لارا بذلك الشعور الذي قد حرمت منه منذ زمن طويل إنه شعور الإحتواء والحب فإنفصال والديها وإهمال أمها أثر عليها بطريقة كبيرة. يمر الوقت سريعا لينزل الليل ستائره السوداء، تجلس كل من مشلين ولارا على طاولة العشاء التي أعدتها فادية لهما فتتناول لارا طعامها شاعرة بمذاق فريد لم تشعر به من قبل فالجو العائلي يضفي على حياتنا مذاق جميل يدعى بالسعادة.

الفاتنة المتمردةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن