الجزء 14

523 29 0
                                    

تمر الأيام تتلوها الأيام تنشغل نتاليا قي عملها الجديد إلا أن ذلك الوجه لا يفارق مخيلتها ولو لدقيقة واحدة لكنها تفعل المستحيل لتنساه فتعطي جل وقتها للمرضى الذين تتباع حالتهم وتشرف عليهم. أما مشلين فقد أصبحت تذهب للجامعة مجبرة غير مخيرة ولم يعد لها شغف للدراسة كالسابق فهي لم تكن تعلم أن غياب نتاليا سيشكل لها فارقا. تبدأ فترة الدوام وتدخل الدكتورة ليلى التي تم تعيينها مكان نتاليا لتبدأ بتقديم الدرس، تشرد مشلين مغادرة بخيالها لتتذكر نتاليا التي كانت تقدم لهم الدرس والإبتسامة لا تفارق شفاهها أبدا بطريقة تجعل كل الطلاب لا يملون من حصتها أبدا. تنتهي فترة الدوام ويرن الجرس معلنا نهاية الحصة لينصرف الجميع، تمشي مشلين رفقة لارا في الممر ليأتي جورج بإتجاههم فتراه مشلين فتغضب،يلمس جورج خصر مشلين ويقول بوقاحة: تبدين في غاية الروعة يا مشلين، ترفع مشلين يدها وتصفعه بقوة صارخة عليه: أغرب عن وجهي أيها السافل كل ما حدث بسببك. يمسك جورج وجهه وينظر بغضب لمشلين ويحاول ضربها ليتدخل آدم  ويوجه له العديد من الضربات، جورج بغضب: ستدفعون الثمن غاليا. يوجه له آدم لكمة اخرى ويصرخ بوجهه: إياك أن تقترب منها مجددا أيها اللعين. يتدخل بعض الطلاب ويفصلو بينهم لترحل مشلين لبيتها رفقة لارا. تجلس لارا في الغرفة مع مشلين وتنتظرها حتى تهدأ قليلا وتقول: أخبريني يا ميشو مالذي حدث أنتي منذ فترة لست بخير. تخرج تنهيدة حزينة من مشلين ثم تقول: عديني أن يظل الكلام الذي سأقوله لكي سر بيننا. تعد لارا مشلين بذلك فتروي لها كل ما حدث بينها وبين نتاليا وأنها أصبحت تحمل نفسها ذنب مغادرة نتاليا الجامعة. تصغي لها لارا بإنتباه وتقول: ميشو هل يعقل أنكي وقعتي في حبها؟ تحمر وجنتا مشلين وتقول: تبا لخيالك الشاسع يا لارا أنا لا أحبها أنا فقط أحمل نفسي ذنب ما حصل ثم إني لست مثلية لأحبها. تنظر لها لارا نظرات شك وتقول: امممم لا تحبينها إذن لما تسارعت أنفاسك وتغيرت ملامحك عندما تحدثتي عن تلك القبلة هيا إعترفي. تنظر لها مشلين بطرف عينها وتقول: لايمكن أن يكون حب أنا فقط شعرت وقتها بشيء لا أستطيع وصفه تصمت قليلا ثم تكمل لا أنكر أنها مميزة جدا لدي لكن هذا لا يعني أنني أحبها. لارا بحماس: ستتأكدين من ذلك لاحقا لكن عليكي أولا أن تصلحي ما قمتي بإفساده. مشلين بغير فهم: مالذي تقصدينه؟ لارا بتفكير: يجب أن تعود علاقتك مع نتاليا كسابق عهدها. تضرب مشلين كتف لارا وتقول بعبوس: كفاكي جنونا يا لارا ولا تضخمي الأمر انا لا أحبها  ولا هي تحبني وقد إنتهى كل شيء بأحسن حال فلا تفتحي الموضوع من جديد. لارا بضجر: اوووف حسنا حسنا لن أعيد فتحه إطمئني. حل الليل ناشرا ظلامه في الأرجاء تدخل نتاليا لبيتها وتأخذ حماما منعشا يزيل عنها التعب وتحضر كوبا من القهوة السادة الذي تعودت تناوله كل ليلة قبل النوم فقط لتريح أعصابها، يرن جرس البيت فتفتح نتاليا لتجد ليزا أمام  الباب تستقبلها بوجه عابس وتقول: تفضلي يا ليزا مالذي أتى بكي الآن؟ ليزا بدلع: طبعا أتيت لأمضي ليلتي معكي حبيبتي. تفقد نتاليا اعصابها وتقول بغضب: أغربي عن وجهي يا ليزا أنا لا أحبك ولا رغبة لي بفعل شيء معك فإذا أردتي أن تكوني صديقة لي فعلى الرحب أما إذا كانت رغبتك بشيء آخر  فتأكدي أنه لن يحدث بيننا أبدا. ليزا بغضب: تبا لكي يا نتاليا لقد أصبحت باردة جدا وقد مللتك ثم لما تتصرفين معي بغرور هناك ألف واحدة تتمنى قضاء ليلتها معي. نتاليا بغضب: أخرجي من بيتي أيتها الحقيرة. ترد عليها ليزا بسخرية: انا أصلا لا رغبة لي بالبقاء في هذا المكان المقرف. نتاليا بصراخ: هياااا أخرجي أيتها العاهرة لا تريني وجهك بعد الآن. تخرج ليزا شاعرة بالإنتصار تاركة نتاليا في قمة غضبها. تمسك نتاليا الكوب الذي بجانبها وتقوم بضربه على الأرض صارخة: اللعنة تبااا لكل شيء.
إعترافات ليلية أشد صدقا تضع مشلين يدها على قلبها وتقول: أيعقل أن أحب؟ لالا هذا غباء حتى لو وقعت في الحب فلن أحبها هي. تصمت قليلا وتقول بهمس: هل يعقل أن أكون مثلية؟

الفاتنة المتمردةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن