الجزء 15

519 27 0
                                    

مر حوالي أربعة أشهر منذ أن غادرت نتاليا الجامعة تعودت مشلين نوعا ما على غيابها وتأقلمت مع الوضع لاسيما أن وجود البنات برفقتها كان يعوض ذلك الغياب الذي لم تكن تدرك أنه سيكون بتلك القسوة لكن بسبب غرورها لم تكلف نفسها حتى في إجراء مكالمة هاتفية تطمئن بها على الدكتورة نتاليا كما كانت تفعل أغلب الفتيات وهذا جعل نتاليا تتأكد أن تلك المتمردة مشلين لا تزال غاضبة منها وربما أصبحت تكرهها أيضا. يوم جديد مليء بالنشاط تجلس كل من مشلين ولارا في القاعة في إنتظار أن تأتي تلك الدكتورة التي أطلقت عليها مشلين إسم المملة  . لحظات وتدخل الدكتورة ليلى وهي تبتسم لأول مرة وتقول: صباح الخير للجميع هناك ضيف قد أتى معي وهو يود رؤيتكم. مشلين بهمس: أوووف لا بد من أن ضيفها يشبهها كم هذا ممل. في هذه الأثناء تدخل نتاليا مبتسمة كعادتها لتركض نحوها العديد من الفتيات يبادلنها الأحضان إلا مشلين التي تجمدت في مكانها كأن جسدها قد تعرض للتخذير فتكتفي فقط برفع عينيها ناظرة لذلك الوجه الذي اشتاقت له، تمضي نتاليا بعض الوقت مع الطلاب وتغادر بحسرة وخيبة لأن مشلين لم تعرها أي إهتمام، أما مشلين فتجلس شاتمة نفسها على برودها وقسوتها مع نتاليا.
قد لا تجمعنا الصدفة من جديد وقد لا نلتقي بعد الآن  لكن ثقي أنني أحببتك بعقل أنثى وقلب طفلة تنهي  مشلين ما تبقى من اليوم رفقة مايا وهند أما لارا فتمضيه رفقة حبيبها لتعود بعد ذلك كل منهم لبيتها. تدق مشلين باب البيت العديد من المرات لكن لا رد يأتيها فتفتح حقيبتها وتأخذ المفاتيج منها  وتفتح الباب، تدخل بخطوات بطيئة وهي تنادي على أمها لكن لا رد يأتيها فينتابها الشعور بالقلق والخوف. تدخل لغرفة أمها بسرعة لتجد فادية واقعة أرضا مغمى عليها. تركض مشلين نحوها وتحاول أن تجعل والدتها تستفيق لكن لا حياة لمن تنادي فتحمل هاتفها وتتصل على أم هند والتي تأتي على الفور وتساعد مشلين في نقل والدتها للمشفى. في مكان اخر تجلس نتاليا في مكتبها غارقة في عملها على بعض ملفات المرضى لتأتيها الممرضة راكضة وتقول: دكتورة هناك حالة مستعجلة. تقف نتاليا في هذه اللحظة وتكرض متجهة لغرفة الإستعجالات لتجد مشلين رفقة إمرأة أخرى واقفتان في حالة من القلق والتوتر فتتخطاهم وتدخل لتقوم ببعض الفحوصات للمريضة. يمر الوقت ببطئ شديد ومشلين تكاد تفقد أعصابها خوفا على والدتها وما حل بها. في هذه الأثناء تخرج نتاليا فتركض مشلين نحوها قائلة بخوف: كيف حال أمي؟ يؤسفني أن أخبرك أن والدتك تعرضت لجلطة دماغية، لقد تجاوزت مرحلة الخطر لكن هناك إحتمال كبير أن تفقد الحركة. تنهار مشلين وتسقط أرضا تبكي بحرقة فيذيب هذا قلب نتاليا والتي ترى لأول مرة مشلين ضعيفة منهارة بهذا الشكل فتقوم بضمها وتطبطب على ظهرها هامسة: أهدئي يا عزيزتي سيكون كل شيء بخير. مشلين بصوت باكي: سأموت لو أصابها مكروه، ترد عليها نتاليا محاولة تهدئتها: تفائلي يا مشلين أنتي قوية لن يصيبها شيء ثم إني أعدك أن أهتم بحالتها الصحية. تهدأ مشلين بعد لحظات بين يدي نتاليا  وتنظر لها بعيون حزينة وتقول: أرجوكي يا دكتورة أنقذي أمي. نتاليا بهمس: اششش إهدئي سيكون كل شيء بخير سأذهب لأطمئن على المرضى وأعود. تجلس مشلين في الممر رفقة أم هند في إنتظار أن تستفيق والدتها ليأتي بعد قليل كل من هند ومايا ولارا وأدم ليطمئنوا على صديقتهم مشلين وأمها. تركض لارا وتلقي بنفسها في أحضان مشلين والتي تبادلها الحضن وتقول: لا تقلقي يا ميشو سيكون كل شيء بخير فقط كوني قوية ولا تنهاري، مشلين بحزن: سئمت أن أكون قوية أنا متعبة فقط أريد أن أرتاح. يمر بعض الوقت وتذهب لارا رفقة أم هند وأدم ليتحدثوا مع الدكتورة نتاليا والتي تخبرهم أن حالة فادية غير مستقرة وانها لا تزال تحت الخطر وتطلب منهم ألا يخبرو مشلين بذلك حتى لا تنهار.
ترى هل ستتمكن فادية من مقاومة المرض والتمسك بالحياة أم أنها سترحل وتترك مشلين وحيدة لا عائلة لها؟ وإن كان قدرها هو الموت فهل ستتقبل مشلين ذلك أم أنها ستحمل الدكتورة نتاليا الذنب؟

الفاتنة المتمردةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن