الجزء 05

563 27 0
                                    

تنظر نحوها نظرات حادة وتقدح شرارات النار من عيونها كأنها ترغب في الإنقضاض عليها وتمزيقها غير أن مشلين تبادلها النظرات لكن بطريقة مستفزة باردة توحي بالإستهزاء  والسخرية، لكن لم يكن بوسع تلك الفتاة سوى أن تجلس بصمت كاتمة غضبها بعد أن طردت من الصف بسبب خلافها مع تلك الوافدة الجديدة التي لم تعرف إسمها بعد. تمر اللحظات تتلوها اللحظات وكلتا الفتاتين تجلسان في المقاعد الخارجية في صمت رهيب تخترقه لارا قائلة: هيا إعتذري مني أيتها الفتاة، تنظر نحوها مشلين بحدة ثم تزيح نظرها للجهة الأخرى، تبتسم لارا إبتسامة خفيفة وتقترب لتجلس بجانب مشلين فهي رغم الخلاف الذي حدث بينهما ورغم كل تلك الركلات التي تعرضت لها لتجعلها في قمة الغضب إلا أنها قد أعجبت بشخصية مشلين، لارا بتردد: حسنا لنقل أن الخطأ خطأي منذ البداية لكنك أيضا عرفتي كيف تنتقمين مني أمام الجميع، ترد عليها مشلين بصوت حاد نوعا ما: هيا عودي إلى مكانك أيتها الصغيرة،لارا بعبوس:  أنا لست صغيرة أنتي لا تكبرينني بكثير، في هذه اللحظة تتذكر مشلين أختها لارا التي كانت تتصنع العبوس مثل هذه الفتاة حين تناديها بالصغيرة فتبتسم إبتسامة مكسورة وتصمت،لارا تدعي الدهشة: ووااووو أنتي تضحكين مثلنا أنا لا أصدق هذا، ترد عليها مشلين: هل كنتي تعتقدين أنني لست بشرية أو أنني من كوكب آخر؟ لارا بضحك: ليس هكذا لكنكي تبدين في قمة الغضب دائما حتى إني ظننتك لا تبتسمين أبدا، تصمت قليلا ثم تكمل: حسنا دعينا نتعرف أنا أدعى لارا وعمري 22 سنة وأنتي؟ يتوقف الوقت في هذه اللحظة ويتوقف معه جل العالم تنظر مشلين نحو تلك الفتاة التي بجانبها نظرات طويلة دون أن تبوح بكلمة واحدة، لأول مرة تتخيل وجه أختها في تلك الفتاة تبتسم بحزن وتقول بصوت هادئ: أنا مشلين وعمري 25سنة، تستغرب تلك الفتاة من ملامح مشلين التي تغيرت فجأة وأصبحت حزينة لكنها لم تتجرأ على سؤالها فقط إكتفت بمد يدها ومصافحتها  ليرن الجرس معلنا إنتهاء المحاضرة. تقف مشلين وتمشي بضعة خطوات في ذلك الممر الطويل ثم تتوقف وتقول: أيتها الصغيرة أنا آسفة. تبتسم لارا وتقول: لا عليكي أنا من أخطأ وليس أنتي، تمد يدها وتكمل هل يمكن أن نصبح صديقتين؟ تنظر مشلين ليد لارا مطولا ثم تقول: لا أنتي ستصبحين أختي وليس صديقتي. تضحك لارا وتقفز في حضن مشلين مثل الصغار وتقول: حقا هذا سيسعدني جدا  يا مشلين، تقطاعها مشلين والتي تضمها بقوة كأنها تضم أختها المتوفية  وتقول: ناديني ميشو يا صغيرتي.
تدخل الفتاتان للقاعة بعد أن غادرت الأستاذة نتاليا والتي وجهت لهما نظرات نارية وتجلسان بجانب بعض في قمة السرور  مما جعل بعض الطلاب يستغربون، فهم توقعوا أن ذلك الشجار العنيف سيولد عداوة بين الفتاتين لكنهم لم يدركوا أن بعض الخلافات تولد علاقات وثيقة وروابط لا تنتزع أبدا.
بعض المواقف تجعلنا نعيد النظر في تفاصيل حياتها مثل ما حدث مع مشلين والتي أحست بتأنيب الضمير لأنها ضربت لارا والتي أصبحت ترى أختها فيها،فهل ستدوم علاقة الأخوة بين مشلين ولارا؟أم أن بعض المتطفلين سيحاولون إنهائها؟

الفاتنة المتمردةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن