#ممر_ضيق٢٢
#فرق_توقيت
في قاعه كبار الزوار
جلست تنتظر موعد طائرتها
أمامها بعض الأوراق الهامه كان عليها دراستها دراسه وافيه
هى مديرة قويه جدا ورئيسه مجلس إدارة الشركات الاجنبيه في الشرق الأوسط أعتى الرجال لم يقدر على تحمل هذا المركز لصعوبته
لكن هى تفوقت عليهم فحياتها هى العمل وفقط
أرادت المركز القوى
أرادت المركز المالى
أرادت أشياء كثيرة وتحققت
دائما كانت تستمع لوالدها ووالدتها رحمه الله عليهم عن الرزق الخاص بكل انسان وان الله يعطى لكل شخص رزقه كاملا ٢٤ قيراط كامله
ممكن صحه ممكن مال ممكن تعليم ممكن ابناء ممكن زوج أو زوجه ممكن عمل ممكن راحه بال تعهد الرزق ولكن يأتى كاملا
هى هبه الابنه الكبرى لعائله متيسرة
لها اثنان من الأشقاء وشقيقة واحدة
أكملوا تعليمهم وتزوجوا وسافروا وانجبوا و أصبح لكل منهم حياته الخاصه جدا
في اول سنوات عملها كان يأتى لها الخطاب
لكن كان الرفض حليفهم
اخذت تصعد نفسها من تعليم لتحضير دكتوراه
لاخذ مركز وراء الاخر
حاليا هى في الخامسه والاربعون ولكن لا يظهر على مظهرها هذا السن فهى دائما محافظه جدا على جسدها وعلى وزنها وعلى شكلها الخارجى فدائما تأكل الاكل الصحى
وتراعى اكلها كله بالكاليرى
دائما كانت متميزة
دائما كانت تشعر بأنها مكتمله لا ينقصها شيء
احيانا كانت تفكر لما لا تفكر مثل الفتيات
لما ليست مثلهم في رومانسيتهم
لما لا تشعر أنها تريد مشاركه حياتها مع شخص آخر
لما لا تشعر أنها ناقصه وتريد إكمال روحها مع أحد
بعد وفاه والدها بحوالى سنتين ظهر بعض الخطاب
الذين كانت مكانتهم مختلفه وظروفهم أيضا
مطلق اوارمل بدون اطفال
أو مطلق اوارمل ويعول
أو زوجه ثانية
والغريبه انهم لاقوا استحسان من والدتها بحجه انها تريد الاطمئنان عليها وان الأجل بات قريبا منها وان أباها قد فارقهم وكان يريد أن يطمئن عليها في بيت زوجهالكن هى أصرت على موقفها وكانت تقوم دائما برفضهم
لكن مع تقدمها في المراكز التعليمية والمالية
ارتقت بمستواها وانتقلت إلى منزل خاص بها هى ووالدتها
التى اصرت على قيامها معها بالحج مع أشقائها
ووافتها المنيه بعد أن حجت بيت الله واوصت أشقائها عليهاترقرقت عيونها بالدموع عند تذكرها لوالدتها وهى في اخر لحظات حياتها ومسحتهم بسرعه
من تحت النظارة الطبيه التى باتت تلازمها لقراءة التقارير
أوضحت في ورق خاص معها بعض النقاط التى تريد تعديلها
في الأوراق الموجودة معهالاحظت عيون تنظر إليها من وقت للآخر
فتركت ما بيدها وحاولت أن تعرف لمن هذا العيون
ولكنها لم تعرفه
كان رجل في بدايه الخمسينات على أقصى تقدير محتفظ بوسامته وجسمه إلى حد ما رياضى يرتدى بدله رمادى وقميص اسود بدون كرافاتامال رأسه بتحيه لها من مكانه في أدب
امائت له رأسها لان شكله بات مألوفا ولكنها لا تتذكر اسمه
رجعت إلى تدوين بعض الشروط والأحكام المطلوبه منها تعديلها والتفكير بطريقه أوسع لتحقيق الأرباح للشركهلاحظت وقوفه بجانب الطاوله التى تجلس عليها
فنظرت له في استفهام
وقدم لها الكارت الخاص به وهو يقوم بالتعريف عن نفسه مهندس سيف عبد الرحمن
وطبعا غنيه عن التعريف دكتورة هبه
تطلعت اليه في هدوء وابتسمت في رقة واخذت الكارت الخاص به
وهى ما زالت محتفظه بابتسامه هادئه منمقه تشرفنا باشمهندس سيف
سيف في هدوء لو ممكن اتشرف بالجلوس معك لمجرد دقاىق
دكتورة هبه
باقي على موعد الطائرة حوالى الساعه
دكتورة هبه في عمليه وهى تفكر متى رأته ولكنها لم تستطع منع نفسها من الموافقة وقالت وهى تلملم بعض الأوراق الخاصه بعملها بجانبها
استأذنك في بعض الدقائق فقط وانتبه لحضرتك ممكن تطلب حاجه من البوفيه على بال ما اخلص
سيف ابتسم على موقفها
وقال في تحضر وهو يجلس أمامها من حظى دكتورة هبه
وطلب ٢ فنجان قهوة مظبوط من الجارسون
جاء الطلب ووضع فنجان القهوة أمامها واخذ الاخر بسرعه
تلذذ بمشاهدتها وتلذذ بطعم فنجان القهوة
وتحمحم بصوت منخفض دكتورة هبه القهوة هتبرد
انتبهت اليه ونظرت بخجل اليه اعذرنى كان لازم اخلص قبل ما اطلع الطيارة
أدخلت التقارير واللاب توب في حقيبه خاصه
والنظارة إلى حقيبتها
سيف في مرونه لا طبعا براحتك انا عارف حجم المسئوليه
التى تقع عليكى
نظرت في تفهم فعلا مسئوليه
كان حديثهم قليل ولكنها خرجت من الكلام القليل براحه كبيرة استغربتها في نفسها
جاء موعد طائرتها واستاذنت
ولكن لتكمل استغرابها قال لها انها نفس طائرته
وفعلا أكملوا حديثهم في الطائرة على وعد بلقاء قريب
وتفرقت بهم بعد ذلك المواعيد التى لا تكتمل
ولكن زادتها راحه مرة بعد المرة بعد مكالمه هاتف أو اعتذار أو لقاء بالصدفه إلى أن التقت به مع أسرته الصغيرة
والحديث هنا لهبه داخلها هل توقعتى حب
ردت عليها بارتجاف لا حب ماذا لا طبعا
ولماذا الرجفه الان
ها توقعتى زواج ولما لا
هل تعرفيه حق المعرفه لتوافقى على الزواج
نظرت من بعيد إليه وهو في حاله غريبة
لا طبعا هو لم يعرض زواج على
وما سر المكالمات والاعتذارات الكثيرة
رجل مناسب فقط لا غير
زميل سفر أو شخص مريح
لا يمكن اختصار جميع المشاعر الانسانيه في زوج أو قريب او زميل. ممكن مساعده خارجيه في وقت احتياج من غير تسمية مشروعه
كنسمه رقيقه في حر صيف شديد
نسعد بها وتمر ومن أجل راحتك ثوانى معدودة
وكانت تتقدم من طاولتهم وتسلم عليه ليعرفها على شقيقته وأبنائها التى رحبت بها أشد الترحيب
وكانت تلقي عليها نظرات كادت أن تنساها كتقيم كعروس
أرتجف قلبها بعنف ونظرت باحراج شديد اليه والذى كان لا يقل عنها احراج وقام بمساعدة بسيطه جدا بنظراته المتوعدة لشقيقته التى تجاهلها تماما وما زالت تعمل نفس الحركات المتعارف عليها
بالسؤال عنها وعن عائلتها وعملها وان تعطى لها رقم هاتفها أو عنوان منزلها للتعارف اكثر كل هذا وهى تعطيه لها بهدوء وطيبة ورقي كفتاه في السابعه عشر من عمرها
وبعد التقدم إليها والموافقة عليه منها ومن اشقائها زفت اليه في زفاف بسيط بحضور كل من أشقائها وشقيقته وأسرتها وبعض الأقارب القليله والزملاء من الاتجاهين
وسط كل هذا المفاجآت السعيدة السريعه
حين تم عقد قرانها عليه وشقيقها يسلمها له الان فقط عند النظر إلى وجه ونظرة عينيه إليها التى اخجلتها جدا
والان فقط أتاها الجواب على سؤالها
لماذا لم تشعر مثل زميلاتها في المدرسة أو الجامعه او العمل
لانه ببساطه فرق توقيت حدث
الشخص المناسب لها أتى الان
بغض النظر عن كيفية التعارف
المهم التعارف تم
وكان فرق توقيت
ألقاكم على خير في ممر جديد

أنت تقرأ
ممر ضيق
Short Storyمجموعه من الممرات الضيقه اللى هنحاول نعدى منها في منا من يحالفه الحظ وفي لئه وربنا ييسر لينا الخير كلنا أن شاء الله