Part 1
..- أرجوكِ .. تزوجيني .
نطق بتلك الكلمات بعد أن أمسك يديها الناعمتين و في عينيه الزرقاوتين بريق يشع أملاً، لعلّها توافق عليه،
أفلتت يدها البيضاء من بين يديه وعلى وجهها ارتسمت ملامحٌ مرتابة ومشمئزة في آن واحد من مظهره، أشاحت بوجهها الفاتن عن وجهه وقد أدارت جسدها عنه لتعطيه ظهرها وقد أنسدل شعرها الأسود الفاحم عليه قائلةً بتعالي واشمئزاز:
- انظر إلى لباسك الرث ، أهكذا تطلب يد أحدهم؟! ، حتى أنك لم تصفف شعرك
"ابتسمت بسخرية و أدارت نصف وجهها دون جسدها نحوه قائلةً باستهزاء ":
- و لديك الجراءة لتطلب يد أميرة!، إنك شابٌ مخجل .
أدارت رأسها لتكمل طريقها وسط حديقة القصر الخارجية قاصدةً البوابة الرئيسية
وحده ظلَّ في الحديقة بين أشجارها الكثيفة كانت أشبه بغابة!، على الرغم من كونها داخل أسوار القصر إلا أنه تمكن من دخولها، داعب بأنمال يده اليسرى خصلات شعره الأشقر الذهبي قائلاً بخفوت وهو يراقب سيرها :
- حتى أنا أمير .. "نظر إلى لباسه الذي اتسخ بالوحل و أطراف بنطاله التي تمزقت ليكمل قائلاً " : لكنني تعثرت في الغابة و اتسخت ملابسي ..
وكان ذلك السبب -كونه أمير- هو ما جعله يتمكن من الدخول.. وهي لم تدرك ذلك.________________
طرقت الباب .. ليتسلل إلى مسامعها صوت من بداخل الغرفة قائلاً :
- ادخل
فتحته لترى أمامها سيدتها التي كانت تصفف شعرها الأسود الفاحم الطويل أمام المرآه، انحت قائلةً باحترام :
- الامبراطور طلبكِ في غرفته سيدتي كيت .
أومأت كيت رأسها بالإيجاب، ثم همّت قاصدةً غرفة والدها.
طرقت الباب ثم دخلت دون أن تنتظر إذن والدها بالدخول،
لتراه يطل من شرفة غرفته و هو يحتسي كوباً من القهوة، أدار وجهه دون جسده ليرى ابنته خلفه، تبسم ثم ناداها قائلاً :
- تعالي جوار والدكِ عزيزتي ..
تقدمت لتكون بجانبه مسندةً جسدها بسور الشرفة لتطل على الحديقة الامامية للقصر، وقد كانت الشمس ملونةً السماء بشعاعٍ أحمر إثر غروبها.
ظلت كيت صامتة تحتري والدها ليتحدث، بينما كان والدها يرشُف من كوبه بصمتٍ هو الآخر .. حتى نطق أخيراً :
- أنتِ تعلمين أنك في سن زواج الآن، و تعلمين بأن أكثر من أميرٍ تقدم لخطبتك
أومأت كيت رأسها بالإيجاب ، و لازلت صامتة ليسترسل والدها قائلاً :
- تقدم لخطبتك قبل أيام .. أمير مملكة سيلينيا، أنتِ تعرفين العلاقة القوية بيني و بين امبراطور سيلينيا "ريتشارد" لذا " وقد أدار وجهه نحوها " أنا أريدك لإب...
لم يكمل والد كيت "ليونارد" جملته لصراخ كيت باعتراض:
-.لا و ألف لا ، أبي قد أخبرتك مراراً و تكراراً أنا لا أريد شخصاً لا أكن له المشاعر، و أيضاً "إدورد" لم أره إلا مرتين عندما كنت صغيرةً، لا أريده أبداً ! " سالت الدموع على وجنتيها"
ثم انصرفت بغضب تاركةً والدها الذي تنهد بضيق.
..
خرجت من بوابة القصر لتصبح في الحديقة الخلفية له .. توجهت إلى الجهة الشرقية حيث شجر التوت الأسود و أشجار الرمان متخذةً من شجر التوت مخبأً كما اعتادت عندما تكون غاضبةً، أو حزينة.
اخذت تبكي بأنين و هي تضم رجليها لصدرها و مسندةً رأسها على ركبتيها و قد أحاطت يديها حول رجليها ..
أنت تقرأ
[أرجوكِ تزوجيني] - اكتملت
Historical Fictionليست كما يرميه العنوان تماماً، صراعٌ بين مماليك، حروبٌ.. فقد تضحيات، وكذلك حبٌ نبيل.. *الحقوق محفوظة. *نُشرت الرواية قبلاً في مكسات