Part 4

4.1K 200 13
                                    




تصلب اليكساندر في حجره ليقول مصارعاً كلمات كيت التي ترن بداخله "أهو معقول ؟! ، هي تفكر بتلك الطريقة ؟! ، هل تعتبر كل الأمراء المتقدمين إليها أعداء ؟!! ، كيت التي أحبها .. سطحية التفكير منذ البداية ؟!"
وقف ثم قال و قد أبعد نظره عن كيت :
- حسناً ..
صمت قليلاً ..، أدار جسده معطياً كيت ظهره ، قائلاً بعد أن أدار وجهه نحوها فقط ، و على شفتيه ابتسامه لطيفة :
- ليس هذا يعني أنني استسلمت لكلامك ، أنا فعلاً جاد بطلب الزواج منك ، .. و أيضاً سأثبت لك عكس ما تعتقدينه بي ..
أكمل أليكس طريقه نحو فرسه ، بينما وضعت كيت يديها على قلبها .. و الدموع تجمعت في مقلتيها و كلمات تتردد بين شفتيها المرتعشتين :
- إنه .. مؤلم ! ، إنه مؤلم .. لماذا نبضي سريع جداً بصورة مؤلمة ؟!
- لماذا قلتِ كلاماً جارحاً للأمير أليكساندر ؟!
قال تلك الكلمات بعد أن جلس بجوارها واضعاً يده على رأسها و يمسح شعرها فاحم السواد بلطف محاولاً تهدئتها ، لتقول و الدموع قد أخذت سبيلاً على وجنتيها :
- لا أعلم .. لا أعلم .. كان يجب علي قول ذلك .. يجب أن أكون قوية و لا أقبل بسرعة ، إن أصبحت لطيفة .. سأكون فريسةً سهلة .. ، أليس كذلك جون ؟!
- بهذه الطريقة ستكونين متعجرفة ، و لن يقبل بك أحد
- لكن جميع الأمراء يتقدمون إلي لإنهم يطمعون لثروات مملكتنا !!
صرخت بتلك الكلمات و الدموع تنهمر من عينيها و قد عكست بريقاً يحكي الكثير من الألم ،
ابتسم جون و هو ينظر إلى أخته ثم قال :
- لقد قال أمام والدي بإنه لن يتزوج إلا "الأميرة كيت" ، و قال بإنه طلب من والده الانفصال عن خطيبته السابقة .. إن كان صادقاً .. سيفصل خطبته فوراً من دون أن يختلق الأعذار .. أنزلت كيت رأسها ليكمل جون قائلاً :
- سنعرف ذلك قريباً ، أما الآن .. لنذهب لأمي و أبي و إخوتي ، مرت فترة طويلة منذ آخر لقاء بيننا ..
________
انطلق فوق فرسه بداخل الغابة .. ، كان يمضي دون أن يعلم إلى أين سيذهب ، غاص في أعماق ذكرياته ..، متجاهلاً كونه لا يعلم أين يسير به فرسه... ،
أخذت تمر أمام عينيه مقاطع و صور من ذكرياته ..، حتى توقفت عند صورتها .. كانت تبتسم و ترتدي فستاناً أبيضاً و يلتف حول خاصرتها شريط أحمر ... شعرها الأسود الفاحم كان يصل الى كتفيها فقط ..، أما الآن أصبح طويلاً يصل إلى نصف ظهرها .. أحبها منذ ذلك اليوم .. ، حيث مملكة "دورسنا" تحتفل بزفاف ابنها ولي العهد ... "بين الحضور لم تجذبني سوى ابتسامتها ، .. كانت مفعمة بالحيوية ، رأيت والدي همَّ بذهاب ليلقي التحية على والدها ، اغتنمت الفرصة و ذهبت معه ، صافحتها و قبلت يدها .. إبتسمت لي و انحنت مرحبة ، كانت في الخامسة عشرة تلك الأيام .. إن كان حدسي صحيحاً أنا كنت في الثامنة عشر ، .. أقسمت بعد ذلك اليوم أنني لن أتزوج غيرها ، أصبحت اتردد على مملكة "اورتيرا" كل يوم أحد .. فقد كان والدها الملك "ليونارد" يخرج بصحبتها ليلقي نظرة حول مدينته ، هذا من الأعمال الخيرية التي عُرِفت عنه ..، و كنت أنا أتخفى لأراقبها .. أتأملها و هي تحادث شعبها بلطف ، أستمع لصوتها العذب عندما يطلب منها الأطفال الغناء لهم ..
لكن ... ،
- ستذهب لتقابل ابنة الحاكم "سامث" من مملكة "ايسنالي" ،منذ الآن .. الاميرة "جولي" خطيبتك ،
صُعقتُ عند قول والدي تلك الكلمات ، بل تحطمت كل آمالي و تلاشت في أن أجعل كيت عروساً لي .. ، كان والدي صارماً، منذ أن كنت صغيراً لم أعصه في شيءٍ أبداً ، و اعتقدت أنه سيستخدمني و يأمرني كما يريد .. ، لكن سيجعلني أنا من أقرر مستقبلي .. و مع من أشاء ، كرهت والدي بعدها .. أصبحت أفعل ما يروق لي ، إلى أن أثبت نفسي ..
كيت ..، كنتِ من سكن قلبي منذ 4 سنين فلا تجعلي كل تلك الآمال تذهب مع الريح .. " خرج من أعماق بحار ذكرياته ، و هو يتفحص ما حوله .. هو فوق هضبة .. خلفه أشجار الغابة المتراصة تُكَوِّن حصناً .. و أمامه يرى أنوار مملكة تمتد أرضها إلى الأفق .. ، لا تكاد تُرى نهايتها ..
أخذ اليكس يتأمل تلك المملكة .. قائلاً و الحيرة تتملكه :
- كيف وصلت لمملكة سيلينا ، يبدو أنني سلكت الطريق الآخر ، وهو غرب مملكة "اورتيرا"،.. و مملكتي شرقها
تنهد بضيق .. ، ثم شد لجام فرسة لينزل من المنحدر قائلا بداخله:
- "بما انني وصلت إلى هنا ، فلا مانع من إلقاء نظره "
_________
سأل خادمه الواقف خلف كرسيّ عرشه الذهبي بصوته الاجش :
-هل أرسلت رسولاً لكل مملكة ؟!
انحنى ذلك الخادم لسيده باحترام قائلاً :
- أجل .. جلالتك ريشارد
- أخبرني ماذا كُتب في الدعوات ..
نطق بتلك الكلمات و صدى صوته الأجش يرن في أُذُنيّ ذلك الخادم المسكين ، المكفل بطاعة سيده و إلا قُتل .. ،
إنحنى ذلك الخادم مرةً أخرى قائلاً :
- عذراً سيدي .. ، و لكنني لم أطَّلِع على الدعوات ، فقد كانت مهمة الملازم ويليام ..
صرخ الحاكم معاتباً خادمه :
- ماذا تفعل .. !!؟ ، إذهب و استدعه
- حسناً سيدي ..
توجه الخادم بخطوات سريعة قاصداً الباب البنيّ الضخم الذي يوازي عرش الامبراطور ريتشارد ..
كاد أن يمسك الباب ليفتحه .. و لو فعل لتلقى صفعة قوية على وجهه تنسه من يكون ، إلا أنه تداركها ليرجع بخطواتٍ إلى الخلف .. ، ثم ينحني لرؤيته لشاب ذو شعرٍ كستنائي و قد اتضح للخادم بأنه الوريث المستقبلي للعرش الأمير ادوارد ..
و أخيراً خرج ذلك الخادم متوجهاً إلى الملازم ويليام ، بينما تقدم ادوارد نحو الكرسيّ الذهبي بجوار والده

[أرجوكِ تزوجيني] - اكتملت حيث تعيش القصص. اكتشف الآن