Part 2

5.6K 314 13
                                    

Part 2

صعد فوق فرسه الأبيض وقد أخرجه من إسطبله شاداً لجامه ليأمره بالتحرك حيث الغابة.
- إلي أين أنت ذاهب أليكساندر؟!
أوقفه ذلك الصوت الرقيق الذي انبعث من خلفه، أدار رأسه بعد أن ابتسم لمن رأى، فلم تكن إلا والدته الذي ورث منها لون شعره الذهبي، قال بعد أن أدار فرسه ليقابلها:
- إلى كيت بالطبع.
نظرت له أمه بعينيها البنيتين مع كثيرٍ من التساؤلات والاستفهام قالت و لازالت الدهشة باديةً عليها :
- أليكس، مذ متى و أنت تزورها ؟!
ضحك أليكس ، شاداً لجام فرسه ليأمره بِالسّير بعد أن أدار الفرس إلى بوابة الخروج الخلفية المؤدية للغابة ، والتي لا تبعد عن الإسطبل إلا بضع خطوات قال بصوتٍ عالٍ :
- منذ الأمس
شد لجام فرسه ثانيةً ثم ضرب أسفل بطنها برجله قاصداً "أسرع"
خشيةَ أن توقفه والدته أو تبدأ بفتح المحاضرات عن كونها تخاف عليه و أنه مستهدف ... إلخ.
..
دخل أليكس الغابة الشاسعة ذات الأشجار الكثيفة، والتي تجعل في كثيرٍ من الأحيان الظلام شبه دامس بسبب كون أشجارها تحجب ضوء الشمس، لينزل من أعلى المنحدر إلى الوادي الذي يفصل بين مملكته و مملكة "أورتيرا" و التي هي مملكة كيت .
هذه المرة حاول النزول بحذر كي لا تتسخ ملابسه ليقابل كيت بلباس يدل على أنه أمير، وقد كان قد ارتدى عباءةً تصل إلى نصف ساقيّه نُقش خلفها شعار إمبراطوريته : وردة كاميليا بنفسجية خلفها سيف .
_______________
فَتح الخدم باب قاعة الطعام الأبيض الضخم الذي زُين بزخارف نباتية باللون الذهبي، دخلت مُتأخرةً كالعادة، لازالت تتثاءب و تفرُك عينيها، و النعاس يغلبها
- كيت .. ابنتي
كانت على وشك أن تتثاءب إلا أن ذلك الصوت قد أنساها نعاسها و رغبتها في النوم ، لتهَرع إلى حضن والدتها التي قامت من على الكرسي الذهبي فورَ رؤيتها لكيت، قالت و هي تحتضن والدتها بشدة:
- أمي .. لقد اشتقت إليكِ
ابتعدت عن أمها التي ظلّت تنظر إليها بحنان و الابتسامة لم تفارق شفتيها، أدارت رأسها لترى بقية الأشخاص الملتفين حول طاولة الطعام المستطيلة، لم يكونوا سوى إخوتها الأربعة، الذين ما إن رأوها حتى تقدموا إليها مرحبين، احتضنتهم بشدة، معبرةً عن اشتياقها ، وما لبثت إلا وقد أخذت تتناول وجبة الإفطار معهم بسعادةٍ وحيوية، فهي تأكل مع عائلتها كلها،
و هذا الأمر كان نادراً في الآونة الأخيرة.
__________________
طرق الباب ليتسلل إلى مسامع الطارق صوت صاحب الغرفة قائلاً :
- ادخل
دخل متوجهاً إلى ذلك الرجل ذو الشعر الأبيض الجالس فوق عرشه وعلى هندامه يوضح الثراء ليقول الخادم بعد أن مد رسالةً كُتبت في ورقة بيضاء :
- إنها رسالة من حاكم إمبراطورية "كاميليا" ، ... جلالتك سامث
نظر سامث نحو خادمه ببرود ثم استلم الرسالة التي كانت تحتوي على التالي :
" إلى حاكم إيريسنالي الموقر ..
باسم ابني الوريث المستقبلي للعرش : أليكساندر كارل آل كارتون
نفصل خطبة أليكساندر بابنتكم جولي
راجين دوام التوافق و التحالف بين مملكتينا ..
حاكم مملكة كاميليا
التوقيع
الختم"
- فلتختفي مملكة كاميليا و حاكمها .. !!!!!!
صرخ بتلك العبارة و الغضب العارم يتملك جسده ليمزق الرسالة ويضرب بقبضتيه مرافق كرسي عرشه الذهبي.
خاف الخادم بأن يكون دوره التالي فاستأذن للخروج مسرعاً، فهذا الحاكم ينقلب وحشاً آكلاً للحوم البشر عندما يغضب!
____________________

- سيدتي .. هناك من يريدك في الحديقة الخلفية.
جاء صوت الخادمة من خلفها وقد كانت لازالت تتناول إفطارها مع عائلتها، مسحت فمها بمنديلٍ قائلةً:
- حسناً أنا قادمة .
وقفت متوجهةً إلى بوابة الخروج من قاعة الطعام وهي تُنظم هِندامها و تضع شعرها الأسود الطويل على جانب واحد
- من ستقابلين هل هو رجل ؟!
استوقفها صوت أخيها الذي يكبرها بأربع سنين، أدارت نصف وجهها دون جسدها قائلةً:
- اخرس جون !
ضحك جون ذا الشعر البني و العينين الكستنائيتين، قائلاً و لازال يحاول أن يغيظ أخته :
- عرفيني عليه ، أريد أن أرى صهري المستقبلي.
حدقت بغضب في وجهه لثوانٍ، ثم أكملت سيرها إلى الحديقة الخلفية، و مغلقةً خلفها باب قاعة الطعام بعنف .
..
وصلت الحديقة الخلفية، بحثت بعينيها الرماديتين خلف النافورة الكبيرة الواقعة وسط الحديقة، توجهت نحو الجزء الغربي من الحديقة حيث ورد الجوري والياسمين وأنواع مختلفة أخرى، بخلاف الجزء الشرقي الذي كان قد خصص للمزروعات كـالتوت والرمان والفروالة وغيرها.
- كيت .. أنا هنا
أدارت جسدها لمصدر الصوت لم يكن إلا أليكس، لكنه هذه المرة يمتطي فرساً بلباسٍ أنيق و نظيف و شعر مصفف بطريقه مُذهلة حيث أن غرته تتدلى على جبينه و خصلات شعره الذهبية الأخرى مبعثرة يصورةٍ رائعةٍ.
" كأنه أمير!"
قالت في سرّها.
إبتسم لها ثم همَّ بالنزول من فرسه و قد أعطى كيت ظهره، ليظهر شعار مملكة كاميليا منقوشاً على عباءته .
- إنه شعار مملكة كاميليا !!
أدار جسده ليصبح أمام كيت التي تصلبت في حجرها من الدهشة، ابتسم ، ثم ثنى رجله اليمنى لتستقر ركبته على الأرض بينما ثبّت قدم رجله اليسرى فوق الأرض ، وقد أمسك بيد كيت و قبلها .
رفع ناظريه لتلتقي عيناه النيليتان بعينيّ كيت ليبتسم قائلاً :
- أنا الأمير الأول لمملكة "كاميليا" والوريث المستقبلي للعرش، أليكساندر ابن كارل آل كارتون، أعتذر عن وقاحتي بالأمس و طلب الزواج منك بتلك الهيئة الرثة .
..
استقرت خطواته خلف كيت التي كانت متشنجة من هول الصدمة ليقول بصوته الجهوري الذي هز كيت و أيقظها من شرودها :
- لماذا أمير مملكة "كاميليا" هنا ؟!

- انتهى البارت 2-

[أرجوكِ تزوجيني] - اكتملت حيث تعيش القصص. اكتشف الآن