داخل غرفة فسيحة يكسوها السجاد الأحمر مذهب الأطراف وتكسح جدرانها نوافذ زجاجية كبيرة تطل على الحديقة الخلفية لذلك القصر الضخم، جاء رد إدوارد خلافاً لما توقعه والده، فبدلاً من أن يصرخ شاتماً قال ساخراً وقد اعتلى منصّة العرش المرتفعة جالساً على الكرسي الملكي الفاخر بجانب والده:
- أملك أخاً؟ فقط واحداً؟ لا تمزح معي، لا أعتقد بأنهم يحصون.. أبناؤك!
صرخ ريتشارد بنبرةٍ حازمة وقد أحس بإهانةٍ صريحة! ومِن مَن؟ ابنه!:
- احتــرس لما تقوله! إنني لا أمتلك إلا ابنين، أنت وآرثر
قال إدوارد ببرود وعدم اكتراث:
- اسمه آرثر؟
بوتيرةٍ هادئة مشوبةٍ بحزم قال ريتشارد:
- سيحضر اليوم، وسيأتي معنا إلى القصر.
-أتمــــــــــزح مــعي الآن ؟!!
صرخ إدوارد بانفعالٍ بعد أن انتصب واقفاً، نظر إليه ريتشارد بعينيه الخضراوتين باستخفاف قائلاً بسخرية:
- هه.. لتوك تسّخر، ماذا بك انفعلت؟
- أن يكون لدي إخوة لن أستنكر ذلك أبداً، ولكن أن يعيش شخصٌ معي لم أره قط في حياتي.. أبداً لن أقبل حدوث ذلك!
بذات النبرة الساخرة قال:
- وكأن الأمر غريبٌ عليك، ها أنت تقبل بالخدم وإن كانوا جدداً وتتعايش معهم في ذات المكان.
أغمض إدوارد عينيه متمالكاً غضبه وقد شدّ قبضته بقوة ومن بين أسنانه قال:
- بالطبع لا بأس بالخدم، أما أن يأتي شخصٌ يشاركني أكلي وشربي وإمارتي! أبــداً لن أقبل.
أدار ريتشارد وجهه الجَعِد وقد تغيّرت نبرته الساخرة إلى نبرةٍ جدية، حازمة وبينما هو ينظر إلى الباب الضخم أمامه قال:
- هذا أمرٌ لا تملك فيه يداً، سيحدث ما أريد رغماً عنك هل تفهم ؟ - ثم أدار وجهه لابنه وعلى تقاسيمه تعبيرٌ مرعب ليردف بنبرةٍ أكثر حدّة: ولا تصرخ عليّ مرةً أخرى، وإلا سيحدث ما لا تحب!
أبعد إدوارد رأسه وقد نظر بعينيه الخضراوتين كالزمرّد إلى الأعلى وعلى وجهه ابتسامة سخريّة:
- هه وكأنك لا تفعل ذلك يومياً " أن تفسد علي ما أحب" - نظر إلى والده وقد تغيّرت ملامحه الهازلة إلى نظرةٍ منكسّرة تحمل ألماً عميقاً شعر به ريتشارد وأوجس منه قبل أن يتحدث إدوارد بنبرةٍ حادةٍ مشوبةٍ بألم: حتـى أمي حرمـتني منهـا!
اتسعت عينا ريتشارد بغضب ليتحدث بصوتٍ عالٍ ينم عن غضبه:
- لماذا تــأتي بسيرة والدتك الآن؟! انتبه لألفاظك!! إلى أين تلقي اتهاماتك؟ لم أحرمك منها... هي من قتلت نفسها!
أنت تقرأ
[أرجوكِ تزوجيني] - اكتملت
Historical Fictionليست كما يرميه العنوان تماماً، صراعٌ بين مماليك، حروبٌ.. فقد تضحيات، وكذلك حبٌ نبيل.. *الحقوق محفوظة. *نُشرت الرواية قبلاً في مكسات