Part 12
كانت الأجواء صاخبةً داخل قصر مملكة سيلينيا ووسط سيلينا نفسها، ما إن أذيع خبر زواج وريث عرشها الأول قبل إعلان خبر خطبته أصلاً، الأمر الذي أثار استغراب الشعب بقدر سعادته.
زُيّنت الطرقات بالورد ونظِّفت كل الأحياء حتى لم يبقى حيٌّ إلا وتعاون أهله لتجديد كل خرابٍ به، تعاونت نساء كل حي في إعداد ألذ الحلويات والمعجنات، تلك كانت الطقوس ما إن يتزوج أحدٌ من العائلة الحاكمة، ولأن مرّت فترة طويلة مذ حدوث مناسبةٍ سعيدة لتلك المملكة كانت الأجواء أكثر صخباً.
أما بداخل القصر..
كانت الأجواء صاخبة في أغلب أنحاء القصر بين إعدادٍ وتجهيز، باستثناء عائلتيّ كيت وألكساندر، الذين تقابلوا وسط غرفة المعيشة الخاصة بعائلة " آل آرسيون" والصمت يسود المكـان، الأجواء موترة بشكلٍ سيء.
حملت وجوههم تعابير الانكسار، قهر طغى على المكان محملاً أكهالهم ثقل عجزهم عن حماية ما يملكون أمام جبروت وسطوة الظلمة.
كل ذلك الحماس، تلك الخطط والوعود تلاشت بلمح البصر، كان ليونارد يلوم نفسه سراً على قصر نظرته، لأنه لم يفكر بعمقٍ أكبر، كان يجب عليه أن يتوقع حدوث أمرٍ مشابه، إنها ابنته نهاية المطاف.. ابنته الوحيدة.
لم يكن هو الوحيد الذي يشعر بالحنق فقط، كل من تحلّق على الأرائك البيضاء في تلك الغرفة الفسيحة كان يُحمّل ذاته جزءاً من اللوم والقهر و داخله يشتعل غضباً بالأخص أليكساندر الذي منذ الأمس قد مُنع من رؤية كيت، وعلى الرغم من أن عائلتها مسموحٌ لها أن تراها إلا أن لا أحداً قد ذهب لرؤيتها، لم يستطع أحدٌ أن يواجهها على الأقل.. تُركت منذ الأمس في جناحٍ خاص بعيدٍ جداً عنهم، تصارع الليل لوحدها، دون أن تعلم سبب كل ما يحصل!
نطقت أخيراً اليزابيث الجالسة يسار زوجها بصوتٍ مرتعشٍ من البكاء:
- ليونـارد، أرجوك افعل شيئاً، افعل شيئاً!! لما على ابنتي البريئة أن تعاني من هذه الحروب التي لن تنتهي ؟
على الرغم من أن داخل ليونارد يتمزق ألماً، إلا أن الهدوء اتسم على تعابيره مخفياً كل ذلك، لينطق موجهاً حدقتيه الرمادية نحو أبناءه اللذين توزعوا على الارائك اثنان عن يمينه واثنان عن شماله:
- ما إن نعود إلى أورتيرا، فلتنظموا تدريباتٍ مكثفة، اطلبوا المبارزين الماهرين، وليكن التجنيد من عمر السابعةِ عشر - ثم أدار رأسه إلى اليسار نحو زوجته الجالسة بجانبه والتي تبكي بحرقة مردفاً: العائلة الحاكمة وجدت كي تحمي المملكة والشعب! ، لذا يقع على عاتق كيت كـ أميرة أن تحمي هذه المملكة بكل ما تستطيع، وشاءت الأقدار أن تكون حماية كيت للمملكة بهذا الشكل، لا اعتراض يا أليزابيث.
أنت تقرأ
[أرجوكِ تزوجيني] - اكتملت
Historical Fictionليست كما يرميه العنوان تماماً، صراعٌ بين مماليك، حروبٌ.. فقد تضحيات، وكذلك حبٌ نبيل.. *الحقوق محفوظة. *نُشرت الرواية قبلاً في مكسات