꧁ العصر الجديد ꧂

الفصل الثالث: كفاح مارلو

مؤخرا، أمضي معظم أيامي برفقة اوليفر في الورشة مع بيلدون ومارلو. مارلو رجل في منتصف العمر، هزيل البنية وطويل الشعر. من النظر إليه يبدو أنه في أواخر الثلاثينات. اعتذر مارلو مرارا وتكرار من اوليفر على عدم مقدرته على العودة إلى العمل في ذلك اليوم حيث أنه ما إن وصل الى بيته ليُحضر طعامه حتى سقط مغشيا عليه من استنزاف المانا. لكن اوليفر لم يلمه او يعاتبه، وقال له انهم استطاعوا تدبر الأمر. لا اعرف كيف اصف هذا، فعلى الرغم من اني فعليا اكبر من أوليفر عمرا. لكن، استطيع الشعور بالفخر عند مناداة شخص مثل هذا بـ أبي. أتمنى أن أغدو شخصا رائعا مثله يوما ما.

حاليا، أقوم بالتناوب مع مارلو على إلقاء تعاويذ النار في الأفران. يوما بعد يوم، تزداد قدرة تحملي وجودة القائي للتعاويذ. مع تكرار قدومي الى الورشة، بدأت الاحظ عيوب الإنتاج في الورشة في تقنيات معالجة الحديد وشحذ النصال، خصوصا ان شحذ النصال يتطلب الكثير من الوقت على الحجر، بالإضافة إلى الكثير من التركيز لألا تتلف حواف النصل. سيكون من الرائع إيجاد حل لهذه العيوب. لكن، أتساءل من أين ابدأ.

شارفت الشمس على المغيب، واستعد الجميع على المغادرة. أثناء ذلك قدم نحوي أوليفر، اخرج من جيبه كيسا وناولني إياه ثم قال: "هذه لك يا بني". تساءلت ما الذي قد يعطيني إياه اوليفر، اخذت افتح الكيس. تفاجأت بوجود خمس فروبيات فضية بالداخل. "لما اعطيتني هذا المال يا أبي؟" سألت مستغربا. "هاه؟ تلك أجرتك لهذا الأسبوع". أجاب اوليفر، ثم اتبع، واضعا يده على رأسي: "احذر من ان تهدر مالك على أشياء تافهة حسنا؟" ثم مضى ليجمع اغراضه.

سكتُّ قليلا وانا انظر الى المال، ثم قلت: "لكن يا ابي، لم اطلب منك المال. في الحقيقة، انا من يجب ان أكون مدينا لك لسماحي للقدوم هنا والتعلم كل يوم." نظر أوليفر نحوي عند قولي هذا بذهول لفترة وجيزة، ثم أطلق ضحكة عالية وقال: "هل انا حقا اتحدث مع فتى في السادسة من عمره؟" تبا، علي ان أكون حذرا في حديثي، لا اريد تكرار ما حدث عندما كنت رضيعا. "حسنا. لما لا تستعمل مدخولك الأسبوعي هذا في تعلم ادارتك له والحفاظ عليه؟ فكما تعلم، بعد سنتين من الآن ستذهب الى الاكاديمية وحدك، وسيفيدك هذا "الأمر كثيرا. أليس كذلك؟

لم يخطر لي هذا الأمر من قبل. أوليفر محق في هذا. قد أكون متفوقا في الدراسة سابقا، لكن مهاراتي الأخرى متواضعة للغاية. ففي حياتي السابقة لم اكن افكر بالمال وإدارته اطلاقا، كنت أعمل في دكان بعمل جزئي فقط لِأؤمن قوت يومي وامضي طوال الوقت غارقا في ابحاثي. بعد سنتين من الآن سأذهب الى الاكاديمية وحدي كما قال أوليفر. هل سأكرر ما فعلته سابقا هناك؟ حتما لا، آمل ذلك على الأقل. فهذه المرة املك من اهتم لأمره حولي. ولهذا، سأحرص على تطوير ذاتي.

...

ذات يوم، بينما كنت في الورشة. رأيت أوليفر وبيلدون يحمّلون بعض الأسلحة والدروع الجاهزة على العربة. "حسنا، هذه اخر قطعة". قال أوليفر، ماسحا على جبينه. صعد مارلو على منصة العربة، واستعد للرحيل الى فرع نقابة المغامرين. انتابني فضول شديد حول هذه النقابة. اريد ان اذهب اليها وارى ما هي، قد اجد فيها ما يثير اهتمامي ويثري معرفتي عن هذا العالم.