[منظور دينيس]
العطلة السنويَّة هاه؟ [تنهيدة].. كم سنة قد مرَّت يا تُرى على قيامي بالعمل في الأكاديمية؟ على أي حال، هذه الفترة التي أستطيع الالتفات أكثر نحوَ أبحاث التعاويذ الرونية المتقدِّمة من خلال المخطوطات والكتب القديمة. حيث كثير من الطلبة في هذه العطلة يقضونَ أوقاتَهم في اللَّهوِ والمرح، وقليلُ منهم من يهتم باستغلالِ أوقاته في شحذ المهارات التي تعلَّمها خلال فترة تعليمه، خصوصًا من هم بالسنوات الأولية. حسنًا.. ماذا يمكن للمرء أن يفعل بشأنهم؟ لا يزالونَ أطفالُا صِغارًا في نهاية المطاف.
كنتُ مثلَهم فيما مضى، إذ أدخَلني والدي للأكاديمية رغبةً منه في أن أحذوَ حذوه، سالكًا دروب السحرة وعلومهم. أمضيتُ سنينَ تعليمي كطالبٍ اعتيادي، حيث لم أكن بارزًا بين صفوةِ الطلبة أو بينَ متعثريهم. لكن، أزعَجَ ذلك والدي كثيرًا، إذ أرادَ مني أن أغدوَ من صفوةِ الطَلبة. لم يلبث، حتَّى قام بتعليمي بصورة دورية في أوقاتِ فراغه. على الرُّغم من محاولات فراري منه مهما سنحت لي الفرصة، وغضبه الشديد مني عندَ فعلي ذلك. إلَّا أنِّي لازلت أحصدُ ثمار جهوده حتى هذه اللحظة. إذ بدأ المعلمون يلحظونَ تقدُّمي بينَ الطلبة الآخرين.
...بعدَ سنتي الرابعة في الأكاديمية، نمَت براعمُ اهتمامي في علومِ السحر المتعددة. سخَّرتُ أوقاتي وجهودي نحوَ البحث والتَّعلُّم من مختلف المصادر المتاحة. أُبحِر بين المخطوطات والكتب العديدة. العبق الفوَّاح لعرق، دماء ودموع لتلك المخطوطات القديمة. تشعُر به أثناء إبحارك بين صفحاتها العديدة. تسترئي الجهود والمغامرات التي مرَّ بها من قام بنقلها لحفظها جيل بعدَ جيل.
مرَّت سنواتُ دراستي بيُسر، حتى تخرَّجتُ من الكاديمية بتفوُّق في قسم فنون علوم سحر العناصر. اعتقدتُّ حينها أنِّي أحطتُّ بجميع أساسات تلك الفنون الضرورية، فنصبتُ هدفي في الأبحاث المختلفة. كانَ ذلك ما كنتُ أعتقدُه، حتى تعرَّضت قافلةُ مسافرين كنتُ ضمنَ أفرادها إلى هجومٍ من قطَّاع للطُّرق.
كوني أحد خريجي فنون علوم سحر العناصر المتفوِّقين، ظننتُ بأنَّ الفرصة قد أتت لأرى ثمرة مهاراتي التي واظبتُ على بٍنائها طوال تلك السنين التي مضت. لكن، ما كان ذلك إلا مجردُ وهمٍ مخيم على عقلي. إذ شعرتُ بأني جاهلٌ تمامًا. هذا صحيح.. لقد كنتُ عبئًا حقيقيًّا على المغامرين المتمرِّسين، اللذين كانوا يتمتَّعون بسرعة البديهة، التناغم فيما بينهم واتخاذ القرارات الصائبة لتجنُّب اكبر قدر من الخسائر. بينما كانت تعاويذي التي ألقيتها نحوهم تم التنبؤ بها بيُسر وتفاديها. بل كنتُ على وشك أن ألقى حتفي بسبب هجمة مُرتدَّة من نبَّال، والتي عرَّضَت أحد المُغامرين إلى إصابةٍ في ذراعه دفاعًا عني.
"غهه.. عد إلى الخلف أيها الأحمق!.." قالَ لي المغامر المصاب، بينما كان ضاغطًا على ذراعه، ثمَّ أتبع بعدما قامَ بدفعي للخلف: "لا تقف كهدف واضح ولقمة سائغة كفزَّاعة الطيور..".
أنت تقرأ
꧁ العصر الجديد ꧂
Фэнтезиاكتمل المجلد الأول. [مقدمة، ١٣ فصل أساسي، ٣ فصول جانبية] الغلاف وجميع الصور المضمَّنة بالرواية هي من رسمي.. أتمنى أن تحوز على إعجابكم. نبذة: رجل في منتصف العمر، شغوف بالعلوم منذ صغره. أفنى عمره في الأبحاث تحت إشراف بروفيسور، إلى أن تمت سرقة جهوده م...