الفصل التاسع: ڤيتوس

112 8 70
                                    

مضى شهر منذ بدء مسيرتي العلمية في الأكاديمية، تعلَّمت خلالها الكثير. فبالنسبة لعلوم سحر العناصر الأربعة، يجب على ملقي التعاويذ تحوير المانا الخاصة به إلى الطبيعة المناسبة لعنصر التعويذة. لهذا، كان من السهل علي أن أُلقي التعاويذ النارية. حتى زارا، التي لا تملك أي موهبة في إلقاء التعاويذ، تستطيع على الأقل أن تُلقي تعويذة لشُعلة نارية صغيرة؛ بسبب أنها محظوظة لكون طبيعة المانا لديها نارية كذلك. العبء الأكبر يقع على عاتق الذين لا يملكون طبيعة مانا معينة داخلهم. حيث تتواجد المانا بالطبيعة الخام في أجسادهم. هؤلاء، إن أرادوا من أن يلقوا التعاويذ، فعليهم تعلم كيفيَّة تحوير الطبيعة التي بداخلهم قبلَ كلِّ شيء. وهذا ما نقوم به في الوقت الراهن في الحصص الميدانية التي نتلقَّاها. حيث يتواجد عدد مِن زملائي مَن لا يتمتَّعون بطبيعة مانا خاصة. حيث يقوم دينيس بتحفيز ذلك من خلال تعويذة دعم خاصَّة يُلقيها علينا، فتقوم تلك التعويذة بتحوير المانا داخلنا قسرِيًّا إلى الطبيعة المُرَادة. الهدف من ذلك هو فهم كيفية حدوث ذلك داخل أجسادنا والشعور به، لنتمكَّن من الاعتياد على فعل ذلك، إلى أن نتمكن من فعل ذلك بأنفسنا.

حاليا، أقوم بالاعتياد تدريجيًا إلى تحوير المانا الخاصة بي إلى الطبيعة الهوائية. فمن خلال تحفيز دينيس لذلك من بواسطة تعويذته، واستذكارًا للتجربة التي خِضتُّها قبل سنتين مع مارلو؛ لم يستغرق مني التشبث بذلك الشعور وقتًا طويلًا. حتى الآن، لا أستطيع أن أُلقي بالتعاويذ الهوائية بذات جودة التعاويذ النارية. لكن، تحسَّن إلقائي لها كثيرًا، مقارنةً لما كانت عليه سابقًا، مجرَّد زوبعة هوائية خفيفة من راحة اليد. كل ما علي فعله هو التمرُّس أكثر فأكثر على تحوير المانا بكمية وكفاءة أعلى لإلقاء التعاويذ بشكل أفضل.

بالإضافة إلى التمارين الخارجية، أطلَعَنا دينيس إلى أنواع أخرى من التعاويذ التي يُمكنُ للساحر من إلقائها. حيث تتنوع صور تلك التعاويذ ووظائفها مع تقدُّم الساحر في عِلمِه ومهارته، فقد قام دينيس بإلقاء عدة تعاويذ أمامنا ليُرينا ما يُمكِنُنا بلوغه إذا ثابرنا على التعلم؛ فكان ما أثار انتباهي تعاويذ مثل القنابل الهوائية المتفجِّرة والتعاويذ الأرضية المتشكِّلة لطبائع مختلفة. بالنظر إليها، يبدو وكأن تلك التعاويذ تقوم بالعبث في طبيعة المواد الكيميائية والفيزيائية لها؛ من تغيير تركيبتها والحالة المحيطة لها من الضغط وخِلافه من العوامل الأخرى.

من الجهة الأخرى، لا أزال أشعر بتأثيرات حِمض اللاكتيك في جميع أنحاء عضلات جسدي، فممارسة التمارين البدنية باستمرار أثناء الحصص الميدانية في قسم فنون المحاربين ليست بسيطة، مقارنة بما يتم تقديمه في الحصص الرياضية في المدارس بعالمي السابق. لكن بالمقابل، أشعر بنتائج تلك التمارين في ارتفاع قوتي الجسدية ولياقتي البدنية العامة. بالإضافة إلى التمارين العامة على استعمال مُختلَف أنواع الأسلحة. فكما قال المعلم روبيرت، أحد القادة المتقاعدين لحرس العاصمة؛ على المرء القدرة والمعرفة الأساسية لحمل أي نوع من الأسلحة. كان جادًّا للغاية بشأن هذا، ههه هه شعرتُ حقًّا بأني أخوضُ دورة عسكرية بسبب صرامة هذا المعلم.

꧁ العصر الجديد  ꧂حيث تعيش القصص. اكتشف الآن