الفصل الثالث عشر: أداة قياس الوقت - الساعة

96 7 137
                                    

إنَّها عطلة نهاية السنة الدراسية! لا تزال الأجواء باردة. لكن، بدأت الغيوم الكثيفة بالتقشُّع على أقل تقدير، فارتفعت درجة الحرارة قليلًا.


لقد مضت فترة الامتحانات على ما يُرام، للوكا وروزي.. وفِيا أيضًا، ولي بطبيعة الحال. على عكس الطلبة الطبيعيين، الذين كانوا من المفترض أن يستغلُّوا أوقاتهم في استذكار المواد التي تعلموها طِوال السنة الدراسية؛ كنتُ أقضي الوقت في تلكَ الفترة في مساعدةِ أصدقائي على استذكارهم لتلك المواد. كانوا ممتنين للغاية، خصوصًا عندما خرجَت نتائج أدائهم في الامتحانات. إذ انعكَست جهودي في مساعدتهم بشكل واضح جدًا على تلك النتائج. لسبب ما، جعلني ذلك أشعر بالفخر بهم إهه هه. أما بالنسبة لي، فكانت الأوقات التي أقضيها لمساعدتهم في تلك المواد الأولية تمَثِّل أوقاتًا للراحة؛ من الأمور الأخرى التي كانت تملأُ وقتي.


حلول هذه العطلة الدراسية لم يمنعهم من مواظبتهم على التمارين المستمرة لمسارات الفنون المختلفة بالأكاديمية. هذا صحيح.. فالفنون التي نتعلَّمُها في الأقسام المختلفة لا يتم اختبارُها بذات الطريقة التي تتم بها المواد العامة. إذ يكون تقييم أداء الطلبة فيها تقييمًا مستمِرًا.


إذ يستطيع الطالب اجتياز سنوات الدراسة في الأكاديمية بتقاييم متدنِّية في الأداء لتلك الفنون، فوظيفة المعلِّم بها هي تسليحك بالمعرفة والطريقة اللازمة لتمضي في تطوير مهاراتك بها. لهذا، تجد بعضًا مِن مَن يتخرَّج من الأكاديمية مهمِلًا لأدائه في المجالات الأخرى التي لا يكترث لها. ولِتُحافظ الأكاديمية على سُمعتِها، يتم حفر التقييم النهائي لهذا الطالب على الدبوس الذي يثبت تخرُّجه منها.


على أيِّ حال، من بعدِ الحادثة الأخيرة التي تعرَّضتُّ لها برفقة رودولف، والإصابة الخطيرة التي تسببتُ بها لأميليا؛ أيقنتُ أنه ينبغي علَي أخذ صقل مهاراتي لإلقاء التعاويذ بجدِّية أكبر من قبل. هذا صحيح.. فبالإضافة إلى انشغالي بأمور أخرى كتدوين المجلدات العلمية المختلفة، كان كُلُّ ما يشغلُ تركيزي أثناء التمرين على إلقاء التعاويذ هوَ تمكُّني من تحوير المانا الخاصة بي إلى كافة العناصر المختلفة، بالإضافة إلى تمكُّني من بث المانا بها بكمية عمليَّة.


لكن، ومن بعد تلك الحادِثة؛ أيقنتُ أنَّ تلك ليست الأولوية القُصوى كساحر ملقي للتعاويذ. هذا صحيح.. فكُلَّما حدَّقتُ نحوَ راحةِ يدي، لا أستطيع إزالة فكرة احتمالية قيامي بقتل أصدقائي دون قصد بسبب شح خبرتي في هذا الأمر. لهذا، صببتُ اهتمامي الكامل في هذه الفترة عند اجتماعي مع الأصدقاء للتمرين، على التحكُّم بالوتيرة التي أبث بها المانا إلى تعاويذ كُرات النار. لألَّا أكونَ عِبأً، ويُصبِح استعمالها في المواقف الحرجة خطيرًا علي وعلى من يُحيطونَ بي، فكان هذا الأمر يأخذ نصيبًا من وقتي في فترات التدريب، إضافةً إلى ما كنتُ أقومُ بِه سابقًا بتحوير طبيعة المانا إلى الطبيعة المائية برفقة روزي.

꧁ العصر الجديد  ꧂حيث تعيش القصص. اكتشف الآن