9/12
ثلاثة، إثنان، واحِد..
والآن مَعكم بيل،
أنقلُ لكُم اللحظاتَ الأخيرة قبلَ مُنتصف الليل،
لدينا هُنا صغيريآلِن وهوَ الآن على وشكِ أن يبلُغَ الثالِثة والعشرين فقط!
نمتَلك كَعكة وشموع وألعاب نارية، بالأضافة لِلبالونات والزهور،
والكثير مِن لونِه المُفضل "الأسود"،بالمُناسبة يارِفاق آلٍن يمتلِكُ أجمل إبتسامة رأيتُها في حياتي،
لكِنهُ يبدو مُثيراً أكثرَ عِندما يبكي،هذا الفتى يُحبُِني..
يغدوا ضعيفاً كُلما رآني،
هل كانَ الحُب نقطة ضعفٍ مِن قبل؟
وفي الوقت ذاتِه ينظرُ إليَّ كما لو كُنتُ والِدَهُ!
لكني لستُ والِداً، لِذلكَ لا أعرِفُ لِماذا ينظُرُ إليَّ كثيراً،
أم دعنا نقول بأني لستُ شخصاً يملِكُ قلباً كبير،
ولا تَعنيني مشاعِرهُ.1/12
_عزيزي آلِن ماهوَ تارِيخ هذا اليوم؟
_إنهُ الأول مِن ديسمبر.
_إذاً اليوم عُمريَّ هوَ سنةٌ وثلاثة أشهُر.هل كانَت تغرقُ المَراكِب لأنها رأت سمكةً جميلة فقرَرت اللَحاقَ بِها؟
لأنها في النِهاية سَتغرقُ في قاعِ المُحيط،
وستُشاهِدُ الكثيرَ مِن الأسماك،
لكِنها مُقابِلَ ذلكَ لَن تَستطيعَ العودة إلى السطح،
ستدفعُ ثمنَ هذا بأنها لن تَستطيعَ مُشاهدة النجومَ ثانيةً،
وأنا مَركبٌ غبي قد لَحِقَ بِسمكةٍ جميلة،
وبعدَ أن غرِقَ تماماً وأصبحَ جزءً مِن قاعِ مُحيطٍ مُخيف،
أدرَكَ بأن سمَكتَهُ الجميلة كانَت سامَة،
لكني لازِلتُ أستطيع تَخيُل النجومَ فوقي،
تُغني معي في كُلِ ليلة،
إلمَعي إلمَعي يا نَجمة.._فوقَ العالمِ كَم حلوة..
_بيل كُفَ عن مُلاحقتي لا يُمكِنُكَ أن تكونَ شخصاً،
عُد مِن حيثُ جِئت.يرفَعُ شَعرهُ بِيديه بينمَا يُقلبُ عينَاه،
تِلكَ العيون القاسِية تأسِرُني بِكُل سهولة،
تُبعِدُني عن العالمِ بِثوانٍ عديدة،
بَاتَت تُنافِسُ النجومَ في مَكانِها،
يُجيبُني بِنبرةٍ لعوبة مُستَخدِماً الكَلِمةَ الأقربَ إلى قلبي:
صغيري آلِن صَدقني أنتَ وحدَكَ مَن يَمنَعُني عن العودَة،
أنتَ بِحاجةٍ إليّ، إلى كُلِ جزء مِني.تُظلِمُ الشوارِعُ والأرصِفة،
تقفُ الأشجارُ عن إصدارِ الأصوات،
يموتُ كُلُ شيءٍ عِندَ قولِهِ لِتلكَ الكَلِمة،
فارِغةٌ عينايَّ مِن كُلِ شيءٍ مَليئةٌ بِكَ،
لستَ إلا سرابٌ أستمتِعُ بإضاعةِ عُمريَ باحِثاً عَنهُ،
أتضيعُ لَحظاتيَّ الجميلة في مُحادثةٍ وهميةٍ مَعكَ؟
هل أرآكَ سعيداً معَ غيريَّ وتعودُ الإبتسامةُ على وجهي؟
أم هَل تُريدُ أن أُنهيّ آخِرَ وعودِنا بالبَقاءِ على قيدِ الحياة؟
أُراقِبُ خطواتِي حيثُ أمشي فوقَ أحلامي،
وأدوسُ عليها واحِداً تِلوَ الآخر،
أنزِفُ كثيراً كُلمَا قطعتُ مسافةً أكبر،
تَمنَعُني أيادٍ كثيرة عن التَحرُك،
تُمسِكُ بي بِقوةٍ مُؤلِمة،
تبدأُ السماءُ بالتحولِ إلى فراغٍ مُخيف،
شيئاً فَشيئاً تَختفي الأشجارُ والعَصافير،
يبتَلِعُ اللونُ الأسودَ كُلَ لونٍ آخرَ عداه،
التَلاشي لِكُل شيء هوَ ما أستطيعُ وصفَهُ مِن مَكاني،
كانَ الطريقُ إليكَ مليئاً بالثقوب،
تُحاوِلُ سحبيَّ بعيداً عنكَ،
لكِنهُ طريقُكَ وانتَ مَن صنعهُ،
تقفُ بعيداً هُناكَ وفوقِكَ القَمر،
تعودُ روحِي إلى مَكانِها فورَ رؤيتِكَ،
أيُها الرجُلُ الأناني..
لم تَكُن تَمتَلِكُ دموعاً عِندما كُنتُ في عالمٍ دونَ عالمِكَ،
عِندما كانَت قدمايَّ تخطوا خطواتٍ لأجلي،
ليسَ مِن أجلِكَ،
خُذني بعيداً عن العالَم،
حولي خيباتي ودموعي،
أحلامي المُحطمة وليالٍ كثيرة لَم أنمها،
صرخاتُ أصدِقائي بِالعودة وأجزاءُ نفسي المُبعثرة،
إجمَعني وحدَكَ،
وكُن لي،
أرِني النجومَ داخِلَ عيناكَ فقط،
وأغرِقني في مُحيطِكَ أكثَر،
لم أعُد أتذكرُ طريقَ العودة،
وها أنتَ هُنا ماذا سأحتاجُ بَعد؟12\10
آلِن ريغان
اِثنان وعشرينَ سنة، اليوم هوَ يوم ميلادِه الثالِث والعِشرين،
والِداه توفيا مُنذُ عشرينَ سنة في حادِث سير،
وهوَ يعيشُ معَ صديقة والِدته،
لا يمتلِكُ إخوة،
والِداه ليسا مِن هذِه المدينة،
ليسَ لديه أي أمراض مُزمِنة،
وقد أفادَ العديد مِن أصدِقائه بأنهُ مُنذُ سنة وثلاثةِ أشهُر يتحدثُ إلى شخصٍ خيالي،
كان يحضرُ جلساتِ علاجٍ نفسية،
كما أنَ السيدة مارغريت صديقة والِدته قد قالت بأنهُ يخرجُ لِفتراتٍ طويلة ثُمَ يعودُ مليئاً بالجروح وإبتسامة كبيرة على وجهه،
وجِدَ في صباحِ العاشِر مِن ديسمبر مقتولاً طعناً بآلةٍ حادة في غرفَتِه،
لا توجد أي آثار لأحدٍ آخر قد كانَ مَعهُ في الغُرفة سِوى كَعكة تَحمِلُ صورةً لهُ وبِجانِبِه
بيل كارتر،مففود مُنذُ سنتين.
إنتهى☁