في شارِعٍ قد دوّنَ خيباتٍ لا تُحصى أقفُ خاوياً،
في طريقي إلى موعدٍ حزين،أتعمدُ التأخُرَ تجنُباً لِأنتظارٍ بِرفقةِ التعاسة...
ولِثُقلِ دقائِقَ وحدةٍ تخلعُ رِداءَ وهمٍ قديم،
على بُعدِ عِدةِ امتارٍ يقفون..وعلى بعُدِ عِدةِ مُحيطاتٍ أرآهم يبتعدون..
تُعلِنُ خيبةٌ أُخرى إنتصاراً ساحِقاً ضِدي، بعدَ ترحيبٍ باردٍ قد شهدهُ الطريقُ بِحُزنٍ معي،
أتنهدُ بِوضوح مُقاطِعاً الهدوءَ بِوقاحةٍ أتلقى نظراتٍ تفيضُ كُرهاً وإنكار!
كيفَ لِكُلِ تِلكَ الذكريات أن تَتلاشى مِن أعيُنِهم؟
كيفَ لهم أن يستبدلوا بِقسوةٍ جذورهم بِأشواكٍ و بأبتذالٍ هكذا!وانا الذي كُنتُ أخافُ خدشَهُم بِصمتي،
أمشي مُبتعِداً فارِغاً وخلفيَّ الكثير...بِنُعاسٍ تستلقي الحروفُ على لساني
وتأبى الخروج،تحتضنُ جيوبُ سُترتي كفوفَ يدايَّ لِمواساتي..
وبِضجيجٍ مُخيف أجرُّ جسديّ إلى المنزِل،أقفُ امامَ بابِ منزلي
امامَ بابٍ يسجِنُ أحلامً مُحطمة، بينما الأقدام التي دهستها تَتجولُ حُرةً في الخارِج،
في منزلِي يُمكِنُ لِلهدوءِ إصدار الصرخات
ولِلجُدرانِ كتابةُ الكلِماتتَتجسدُ الأطيافُ في مسرحيةٍ ساخِرة بِعنوان:
غريقٌ في مُنتصفِ الليلأُمارِسُ التأمُلَ في النهار
ويُمارِسني الضجيجُ في الليل،أُعلِقُ صورةً لأحياءِ شغفيَّ القديم تَتبَعُها عشراتُ الصور،
في منزلِي تنتشِرُ رائِحةُ الفراغ وتستَقِبلُني الوحدة كالمُعتاد..أُعِلنُ في غُرفتي انسحاباً آخر،
تغضبُ الشمسُ قائِلةً: لا مزيدَ مِن التظاهُرِ بِالنوم!وقلبيَّ مُعاتِباً: دَع شُعاعها يُحيي ثقوبي!
وأردُ أنا: إني نائِمٌ ارجوا بعضَ الهدوء.
النائِي.