كلُ من أصيبَ في غيرِ قلبِه مُعافى.
التاسِع عشَر مِن إبريل.
أميلُ بِثُقلٍ مُستنِداً على ابتسامتِكَ الواهِية،
اخطُ حروفً تَتغللُها ثِقةٌ عظيمة،
بأني أولُ مَن سَيقتحِمُ عقلكَ فورَ وقوعِ عيناكَ
على حروفيَّ الباهِتة،المليئة بِشعورٍ أُكابِدُ عناءً مُخيفاً في دَفنِهِ مُنذ اربع سنوات،
اليوم أدركتُ أنَهُ سيُدفنُ أخيراً بِرفقةِ جسدي،
لم تَتسنى ليَّ فرصةُ إعادتِكَ بِكلماتي،
كانت أجبنَّ مِن دموعيّ،لم أكُن بالشخصِ القوي الذي يسمحُ لِدموعِه بِنحتِ ندوبٍ على وجهِهِ،
كَ مُحارِبٍ خرجَ لِلتو مِن معركةٍ خاسِرة،لطالما كُنت خائِفاً مِن تِلكَ الفِكرة،
بأني رُبما أُحاصِرُ نفسي،
بأني رُبما أُحارِبُ مشاعِريَّ و دموعي،كُنتُ صغيراً عِندما أخبروني بأن أمي لم تعُد موجودةً في هذا العالمِ مُجدَداً،
عِندما أحضرَ أبي إمرأةً أُخرى غيرَ امي إلى المنزل وقال لي بأنها ومنذُ هذه اللحظة ستكونُ أمي،
حتى عِندما احترقَ منزِلُنا سالِباً ذِكرياتي،
وجميعَ ما تبقى مِنها،عِندما تجاهلتُ حديثَ الأطفالِ في مدرستي عن كم أني مسكينٌ ويائِس،
كُسِرت ساقُ كلبيَّ الذي أُحبُه،
رسبتُ في امتحانٍ ظُلماً،تخطاني الجميعُ وعبرو مِن فوقي،
بعد كُل هذه السنوات لازِلتُ ذلكَ الصغير الذي يُحارِبُ دموعَه،
مُتشبثاً بِخيطِ ضوءٍ في زاويةٍ مُظلِمة،اتذكرُ تفاصيِلَ وجهِكَ في آخرِ لِقاءٍ بينَنا،
وكأنها لم تَكُن يوماً تفاصيلَ وجهِكَ الذي لطالما رسمَ ابتسامتي بإتقان،أفتقِدُك..
وباتَت جميعُ الليالي التي تخلوا مِنكَ مُؤذية،كانت كلِماتُكَ أشبَه بِأشواكٍ تَخدِشُ لوحةً استغرقكَ العملُ عليها أيامً كثيرة،
تحومُ حولَ قلبيَّ اسئلةٌ كثيرة،ألم ينهشكَ التفكيرُ كما فعلَ بي؟
كيفَ كانت الليلةُ الأولى بِدوني؟
هل ارتكبتُ ذنبً يصعُبُ غفرانُه؟
ذنباً دفعَك إلى إفلاتيَّ مِن أعلى هاوية،أعتقدُ بأنَّ الجميعَ يفتقدُكَ،
كلبيَّ يفتقدُكَ،
الزهورُ التي كنتَ تحبُها على شُرفتي تفتقِدُك،
جُدرانُ غرفتي تفتقِدُ ضحكاتِكَ وتذمُرِكَ المُستمِر،
الفراشةُ التي أسميناها سوياً ايضاً تَفعل،افلتَ يدايَّ بِوداعٍ بارِدٍ ومليٌء بالفجوات،
لطالمَا كُنتُ أنتظِرُ عودَتَك،
حتى وإن إستغرقَ الأمرُ مِئةَ سنة،لكنَ الأمرَ باتَ مُستحيلاً،
قالَ الطبيبُ بأنَّ ما تبقى لديّ هو أيامٌ مَعدودة،لا شيءَ حولي سِوى أصواتُ بُكاءٍ مُختلِف،
لا شيءَ يستحقُ ذرفَ الدموعِ،الجميعُ أتوّا لِرؤيتي عدّاك،
أُحِبُكَ يا ضَوئي..
سأخُبِرُ أمي عنكَ دوماً،هذِه لَن تكونَ حروفيَّ الأخيرة أبداً،
لَن تكونَ نهايةَ قِصَتي،إبحَث عن البِداية في أعماقِكَ،
حتى بينَ حروفي.إنتهى☁