|٢|.اندلاع الحرب.

488 28 99
                                    

انتهت أُمسية التتويج في وقتٍ مُتأخر، طوال مُدة الحفلة كانت سيلا تتجنب سونغهوا، آلمها موقفه منها ناحية ملابسها حقًا، كما نظراته وشروده في هايون ما يزالون في ذاكرتها، يرفضون مُفارقتها.

كانت تتجنب التقاء أعينهم، بينما هو لم يكف عن مُتابعتها بنظره، كان واضحًا جدًا كيف أن الملك واقعٌ لزوجته بشدة.

وحين صعدت هي غرفتهما، بقي هو بالأسفل، إذ ما حمله له وزيره الأول لم يكن خبرًا يتحمل الانتظار.

«أحضِر لي وويونغ من الخارج، سان.»

حادث الملك قائد الجيش الأول، تشوي سان على عجالة وهو يخبر جميع النبلاء باتباعه نحو غرفة المجلس. بينما خرج سان يبحث بعينيه عن وويونغ الذي وجده يحتسي شرابه بهدوء شاردًا في النافورة الموجودة في القصر الملكي.

«وويونغآه، جلالة الملك يُريدُك.»

«قادم.»

صاح يُجيب نداء صديقه المُقرب وهو يلتفت بامتعاض حتى هسهس لنفسه ساخرًا:

«هل توقعت أن تعود بيتك بلا إصابات سيد أحمق وويونغ!»

واتخذ خطواته حتى وصل المجلس، ينحني باحترام للملك ثم يتقدم ليجلس في جانبه، على يمينه، بينما اتخذ يونهو يساره وجلس قائد الجيش وجميع النبلاء أمامه.

«تحدَّث بما عرفت، أيها الوزير.»

أمر الملك وويونغ وهو ينظر أمامه بهمّ، فراح الوزير يتحدث بنبرة ثابتة:

«يُعلن ملك مملكة الشرق، الملك مين آه هجومه على مملكة الجنوب، وقد أرسل رسوله اليوم بوقت حفل التتويج. إذ ينوي شنّ الحرب بعد يومٍ من الآن.»

ظل المجلس هادئًا بلا صوتٍ، يدري الجميع أن الأمور غير مُستقرة بين الجنوب والشرق، لكن أن تصل للحرب؟

«يقول أن لا أحد له الحق بأخذِ جزية من أي مملكة من الممالك ويرفض كل الشروط التي وُضِعَت منذ تأسيس الممالك منذ الأزل وينوي البدء بمملكة الجنوب، تليها الشمال، أما الغرب فلا .. إذ سبق وتعاون ملكها معه.»

مع استطراد وويونغ بالحديث، أدرك باقي النُبلاء لِمَ أصر الملك على حضورهم مجلسًا خاصًا مثل هذا، إذ لم يعد خاصًا بعد الآن.

«ما رأي جلالة الملك أن تتحد الشمال مع الجنوب ونرسل رسولًا لملك مملكة الغرب ليوالينا أيضًا، ومن ثَمَّ فملُك الشرق لا يملك حلًا إلا الاستسلام أو الموت في معركة خاسرة أمام ثلاث ممالك؟»

صدح صوت الملك جونغهو القوي، ملك مملكة الشمال يعرض اقتراحه على الملك، ليوجه سونغهوا أنظاره له باهتمام حتى أنهى حديثه، ومن ثم نظر أمامه في الفراغ لدقائق ثم أردف:

«سواء باتحاد الممالك أو غيره، مملكة الجنوب هي المملكة الأم، وملكها له كامل الحق في التحكم في باقي الممالك، كما أنها تكافئ الممالك الثلاث الأُخَر العدد والعتاد، وتفوقهم قوةً وبأسًا، لذا فالأقل خسارةً لباقي الممالك هو جانب مملكة الجنوب، غير ذلك .. فتلك معركةً خاسرة بكل تأكيد. الملك مين آه إنما يجني على نفسه وشعبه فقط.»

«بُزوغ الفجر.» ✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن