|٥|. عيناه تقسوان.

335 27 48
                                    

تم تغيير اسم إليزابيث إلى باري.

في اليوم التالي استيقظ الأمير يونهو وجسده كله يصرخ بالألم، يشعر بالحرارة تضرب كل جسده ضربًا، كأنه مازال في المعركة ولم يعد بعد!

«اللعنة!»

لَعن بغضب وبصوت خافت، خرج صوته ضعيفًا قسرًا حاول النهوض لكنه لم يستطع.

«لا أريد أن أطلب منها المساعدة، بالتأكيد ستحاول ذُلِّي والانتقام مني!»

حادَث نفسه داخليًا وهو ينظر ناحية رُوز التي تنام بنصف جسدها على الأرض وبرأسها على الأريكة وبجانب رأسها كتاب يبدو أنها كانت تطالعه ونامت بلا أن تشعر.

لكنه تأوه بصوتٍ عالٍ حين حاول النهوض ولم يفلح بل وآلمته كل خلية في جسده؛ مِمَّا جعلها تستيقظ من نومها القلق بطبيعتها منذ جاءت هذا القصر كأسيرة وليست كأميرة.

ورفعت عينيها وأدارت رأسها ليُصبح هو في محيط نظرها، ترى صدره العاري حيث انحسر الغطاء عنه، وجسده الذي كان شاحب البياض الآن تشوبه حُمرة طفيفة. هو يُعاني من حُمَّى، هي كانت مُمرضة من قبل تساعد أسرى الحرب وخبيرة بهذه الأعراض وكيفية مُداواتها.

نهضت من مكانها تتقدم نحوه بخطوات قلقة، هي لم تضع في رأسها أية اعتبارات، إنما هو شخص مريض الآن ليس إلا، ويحتاج مساعدتها.

«صِف لي ماذا تشعر من فضلك؟»

قالت بهدوء وهي تجلس على قدميها بجانبه، تتلمس جبهته وتتحسس حرارته ونبضه. ويونهو وقتها طالَعَها بنظرة مُختلفة، كأنما صورة الفتاة المُدللة والمتعجرفة قد غادرت رأسه الآن ووَعَى لشخصيتها الحقيقية.

لكنه تحدَّث بصوت مُنهك:

«كأني ما أزال أحارب في المعركة، جسدي يشتعل كأني أجلس على جمر من نار، عينايّ ضبابية ورأسي يُفتَك من الصُداع، كل مفاصلي وعظامي تؤلمني ولا أستطيع الحراك، بالإضافة لآلام معدتي.»

«إنها حُمى شديدة، سأُحضر لك كمادات باردة، وسأعد لك حساءً يساعد في تخفيف آلام معدتك وجسدك، كما سأعد لك خلطة تخفف من أعراضك. فقط انتظرني دقائق.»

يونهو نظر لها وهي تتحدث كـ شخص خبير، بثقة وراحة كبيرة، وكأنها ليست مرّتها الأولى. ولم يسمح للفضول أن يقيده إذ حرر أفكاره مُردِفًا:

«أنَّى لكِ هذا، رُوز؟»

نبَض قلبُها نبضةً خافتةً، صغيرةً لكنها هدمت كيانها هدمًا فور سماعها اسمها بهذا الصوت الرجولي، واستشرت الحُمرة خديّها كأنها فراولة يانعة وقت تبرعُمها، لكنها تحدثت بصوت خجل وهي تفرك كفيها برداءها الملكي الطويل:

«كُنت مُمرضة وقت الحروب، وهذه ليست مرّتي الأولى بالفعل.»

وتركته راحلةً قبل أن يُبعثر كيانها أكثر. كيف لقلبها الأهوج هذا أن ينجذب لمن تسبب في سبيها؟
هذا نقاش ستخوضه مع نفسها الليلة، هذا لا يجوز.

«بُزوغ الفجر.» ✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن