|٢٠|. لأجلكِ.

347 20 24
                                    

حين دلف سونغهوا عليهم المجلس، انتفضت سيلا من مكانها كالتي أصابها مسٌّ من الشيطان، وانسحب الدم من جسدها فغدا وجهها أصفر اللون بلا قطرة دم واحدة، وارتجف سائر بدنها بخوف شديد ورُعب مما هو آتٍ.

عيون سونغهوا كانت فارغة للغاية، مُظلمة بشدة، وتنظر لها بشكل سيء لم تراه هي من قبل أبدًا. هي خائفة للغاية، بل مُرتعبة.

يونهو نظر لجسد أخيه الواقف أمامه بصدمة جمّة، وتصلب كافة جسده، تبًا للتقاليد والعادات هو يريد أن ينهض ويرتمي في عناقه الآن!

هو حافظ على مظهره كولي للعهد، ينتظر بفروغ الصبر انتهاء المحاكمة، حين جلس الملك في مجلسه الشاغر إلا منه، بكل سُلطته وقوته ينظر بظلام لكل من هم حوله، خاصةً من تُدعى زوجته.

«لتبدأ المُحاكمة.»

«كيف سنبدأها والمُتهمة الرئيسية غائبة، جلالتك؟»

تحدث الكاتب، لينظر سونغهوا للقاضي بتهكم شديد، القاضي الذي ابتلع ماء فمه يتحاشى النظر للملك حين تحدث ينظر لهيئة القُضاة:

«لِمَ لم يُسمَح لقائد الجيش بالإدلاء بالأوراق التي أتى بها؟»

«سيدي كيف سنبدأ بغياب الدوقـ ..»

«هايون بريئة من كل التُهم اللعينة التي رميتموها بها، مَنْ وراء هذا الهُراء الذي يحدث الآن؟»

سونغهوا خرج صوته غاضبًا للغاية، يهدر بانفعال وهو ينظر لهم بوجه شديد الاحمرار وجسده يرتجف من فرط الغضب، كُلما يتذكر جسد هايون المُدمى والمـمتلئ بالكدمات يود لو ينهض ويقوم بخنقهم جميعًا.

سيلا ازدردت لُعابها للمرة الألف، وسونغهوا نظر لها بعيون مُشتعلة، حتى تحدث بصوتٍ باردٍ للغاية:

«لم يكن عليكِ أن تتولي أنتِ زمام الأمور، فالعاقبة لن تعجبكِ أبدًا.»

«كيـ ..»

قبل أن تسأل هي حتى، صدح صوته ناهيًا النقاش:

«يُحكَم على الملكة بما حكمت على هايون به زورًا وبُهتانًا، سيحدث لها مثلما حدث لهايون، حتى أنظر في أمرها وأرى إذا ما سأعفو عنها أو لا. وسيتم الإفراج عن باقي الذين سُجنوا ظُلمًا.»

سيلا توسعت عيناها بصدمة شديدة، شعرت كأن حبلًا من الحديد يخنقها من فرط الشعور السيئ الذي أصابها، حتى نهض الملك يغلق عباءته يقول بصوتٍ حاد:

«ليتخاذل أي فرد في تنفيذ العقاب وسأريه الويل. هيئة القضاة هذه لتقوموا بتغييرها، أريد هيئة أخرى من اختيار الوزارء بعد أسبوع من الآن ليتم عقد المحاكمة الفعلية ومحاكمة المذنب الحقيقي.»

ولم ينظر لها حتى وأخذ خطواته خارج القاعة، يتبعه يونهو بخطواتٍ مُهرولة حتى أدركه، التفت سونغهوا بملامح مُنعقدة، حتى رأى شقيقه فلانت ملامحه وفتح ذراعيه بشكل تلقائي ليحتضنه. يونهو رمى بنفسه بين ذراعيه، يحتضنه بقوة ويستنشق عبقه الذي اشتاقه، يشعر بكل الثقل الذي كان على كتفيه كأنه أُزِيل.

«بُزوغ الفجر.» ✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن