|٢٤|. حربٌ منزوعة الراء.

356 25 27
                                    

حين رأى يونهو منظر أخيه والدماء تتساقط من حوله وجسده قد احتضن الأرض، هو صرخ بصوته الجهور:

«أعلنوا حالة الدفاع في المملكة. سان، وويونغ، ويوسانغ .. تعالوا خلفي.»

يونهو اقترب من جسد أخيه المسجي أرضًا، ودنى من هايون الجالسة تحاول وقف النزيف يقول بنبرة حزينة:

«أعتمدُ عليكِ.»

هي أومأت له، ومن بعدها أمرت بعض الحرس ليحملوا الملك ليصعدوا به لتستطيع مداواته. يونهو اتخذ خطواته نحو مكتب أخيه وهو يتذكر آخر اجتماع خاضه مع وويونغ وسان ويوسانغ بعد أن وصله خبر مقتل هُوان، الجاسوس الذي أرسله ليبعث له بأخبار الأمير الشمالي.

«إذا ما حدث لي شيء، وصدقني أنه سيحدث. أنتم مأمورون بتولي أمر هذه المملكة، ستعلن حالة الدفاع في المملكة يونهو، أنت تعلم أنه سيهاجم هو لن ينتظرنا لنفعل. سان، أنت تذكر آخر خططنا الحربية، أظهر الجيش الخفي الذي قمت بتدريبه حين يحين الوقت. وويونغ ويوسانغ، عائلتي في حمايتكم.»

هم لم يفهموا وقتها لِمَ يوصيهم بهذا، في بادئ الأمر قبل ستة أشهر حين طلب سونغهوا من سان أن يُنشأ جيشًا سريًا لا يراه ولا يسمع بشأنه أحد هو تعجب من مطلبه، لكن سونغهوا أخبره أنه سيعرف حين يحين الوقت، وتركه لتساؤلاته.

الآن تأتيهم الإجابات الواحدة تلو الأخرى.

يونهو أمرهم بتبديل ملابسهم، وسان ذهب ليعلن حالة الاستنفار في المملكة نتيجة اندلاع الحرب، قبل أن يرى هونج يدخل مهرولًا يقول بسرعة:

«جيش الشمال .. قادم.»

«نحن نعلم بالفعل يا حضرة الدوق، لا تقلق.»

سان ردّه وهو يرتدي درعه الحديدي، حينها خرج هونج ليستعد هو الآخر، بينما دلفت باري مكتب سان بملامح قلقة تقول بخوف:

«ما الذي يحدث سان؟ لِمَ أُعلِنت حالة الاستنفار؟»

«جيش الشمال قادم باتجاهنا ليبدأ الأمير الشمالي حربه على العرش الذي لا يستحقه.»

«أنت لن تذهب وحدك!»

«أنا لن أكرر كلامي مرتين، إذا لمحتكِ في ساحة المعركة لن يحدثُ لكِ ما ترضينه.»

سان قال بلهجة شديدة، قبل أن يضع سلاحه الأخير في غمده ويتركها ويذهب حيث الجيش الذي أعده، هو فتح سرداب كان قد ردم التراب فوقه خلف مكتبه تحديدًا، ونزل بخطوات سريعة للأسفل ليقابله عدد مهول من رجال المملكة الأشداء.

«حان وقتُكم، اتبعوني.»

يونهو أصعد زوجته غرفتها، جعلها تتسطح على سريرها ودثرها بغطاءها جيدًا وقبل رأسها يقول بدفء:

«ابني أمانةٌ في يديكِ، إذا لم أعد سيكن على عاتقكِ مسئولية تربيته وجعله وليًا للعهد بدلًا مني.»

«بُزوغ الفجر.» ✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن