|١٨|. فرط الألم.

287 19 29
                                    

بعد حديث تشار، كارولين حافظت على حدقتيها من الاهتزاز أمامها أو حتى إبداء تأثرها بحديثها، وهذا لأنها تعلم أن تشار الوحيدة المُستفادة من ما تفعله.

وفكرت قليلًا قبل أن تجيبها، علامَ سيحصل وويونغ إذا كذب عليها وزيَّف مشاعره؟ هو ليس زير نساء، ولا يُعرَف بعلاقاته المُتعددة داخل القصر أو خارجه حتى، حتى تستطيع أن تقول أنه يتسلى بمشاعرها، وإن حدث حتى فماذا سيجبر شخصًا مثله تترمى النساء تحد قدميه أن يحبها ويعترف لها هي؟

هي وجدت بعضًا من اللامنطقية في حديث اللعينة أمامها، وفضلًا عن الاحتقان بالغضب والغيرة هي فقط تنهدت بهدوء قائلةً بصوتٍ بارد:

«هلا اهتممتِ بشأنكِ وأخرجتيني أنا وهو من رأسكِ؟ أنا أحبه ولست مستعدة للتخلي عنه تحت أي ظرف ولأي سبب. ابقي بعيدةً عنَّا.»

حذرتها كارولين بالجملة الأخيرة وهي تنظر لها بنظرةٍ نارية، وتشار اتسعت عينيها من جُرأتها وردة فعلها، وراحت تضرب الأرض أسفلها بغضب ترتحل بخطواتها عائدةً من حيث أتت.

بينما زفرت كارولين تطرد مشاعرها السلبية التي تطاردها، وويونغ كان صادقًا للغاية وهو يخبرها بمشاعره، وهي لن تبدأ بالشك به الآن بالطبع.

لكن هذه الفتاة وراءها شيء ما حتمًا، كارولين أحست أنها لن تتركهما وشأنهما أبدًا، لقد بدت مهووسةً بوويونغ بشكل واضح.

وإحساسها كان في محله فعلًا.
______________

مرّ أسبوع على حفل خطبة الأمير الشمالي، منذ وقتها استطاعت باري أن تجتاز التدريبات الصعبة جمعيها بجدارة وبعلامة كاملة، كان هذا مؤلمًا كالجحيم لجسدها، وكانت حين تعود تشتكي لسانا عن مدى سوء ألمها وكم المُعاناة التي تعانيها.

لكن سان يستحق العالم أجمع وهي لن تفرط في شيء ضئيل كهذا. إن تطلب ستخوض العالم كاملًا لتتمكن من قلبه.

واليوم هو آخر يوم في الأسبوع بالفعل وتنتهي معاناتها كلها، لكنها بعدما عرجت لمنزله واطمأنت لرحيله، أخذت خطواتها لتذهب حيث التقته آخر مرة بهيئتها كباري.

رغم أنها تراه كل يوم، وتتنعَّم عينيها بمرآه البهيّ الفاتن، لكنها تشعر بالاشتياق حتى وهي تراه، حتى وهي أمامه طوال اليوم، تريد لو تقترب أكثر، لو تعلمه وتفضح سرها لأن مشاعرها صارت ثقيلةً بشكل يفوق الاحتمال.

لقد صار لها اليوم عامٌ كامل تحبه، عامٌ كاملٌ تهيم به غرامًا. عامٌ كامل لا يتوقف قلبها عن النبض باسمه وحده. عامٌ كامل حتى إنها أضحت تشعر بالتُخمة جرّاء كثافة مشاعرها تجاهه.

كانت تقف أمام النهر، في وقت النسيم الصباحي كما يُحبه هو، وتذكرت كل ما مرت به معه بشخصيتيها الاثنتين وزفرت زفرةً عميقةً تطرد بها كل الثِقل في روحها.

«بُزوغ الفجر.» ✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن