|٢٢|. بُزوغ الحقيقة.

424 22 12
                                    

حين وصل موكب الملك لقصره، ترجل الملك والغضب يكتنف تقاسيمه بحدة، ورغم هذا لم يستطع التخلي عن عاداته النبيلة وساعد هايون في النزول وحمل عباءتها عنها.

هو أمسك بكفها بين كفه قبل أن ينظر للوزير الأول الذي كان يقف قرب باب القصر ينتظر وصوله يقول بنبرة آمرة:

«أرسِل خطابًا لهُوان ليحضر في الحال، واجعل يوسانغ يذهب بنفسه في رسالة لأميرة مملكة الغرب هي ووالدها ليحضروا للعشاء الليلة.»

«أمرُ مولاي.»

وانصرف وويونغ يذهب ليبدأ في كتابة الرسالتين، بينما سمع سونغهوا صوت الأميرة الشمالية تقوم بندائه بنبرتها الرقيقة:

«مولاي الملك، من فضلك انتظر.»

سونغهوا التفت لها بسرعة شديدة وهو يقترب منها ليمنع هرولتها كي تقوم بلحاقه يقول بقلق:

«أوه! أنا آسف، كوني حذِرة أرجوكِ!»

روز تبسمت على مُراعاته، منذ دقائق بسيطة كان غاضبًا كالجحيم والآن الخوف والقلق يحتويان ملامحه وعينيه اللتين تنظران حيث معدتها.

«لا تقلق جلالتك، أنا بخير. لقد أعطاني الأمير مينجي هذه الوثائق وأمرني أن أقوم بتسليمها لك، أخبرني أنه بها ما قد يساعدك على الانتقام من جونغهو.»

سونغهوا نظر لها باستغراب، نبرتها كانت في غاية الحزن، والدمع تلألأ في عينيها الجميلتين، وهو أمسك بكفها بحُب أخوي يقول بنبرٍ حانٍ:

«أعرف أن هذا ثقيلٌ عليكِ للغاية، في نهاية الأمر هو كان شقيقُكِ طوال حياتك وما يزال بالطبع؛ لكن إن لم أبدأ بالتحرك ضده صدقيني هو سيدمرنا جميعًا بما فيهم أنتِ.»

روز تمالكت دموعها ونفسها وقالت بصوتٍ مُختنق:

«أدري هذا، أنا أعلم. لا تكن قاسيًا عليه كثيرًا أرجوك، ليس لأجله بل لأجلي؛ هذا رجائي الوحيد من جلالتك.»

سونغهوا نظر لها بعيونه الجميلة، ومسح على خصلاتها يقول بلُطف:

«سأفعل قدر استطاعتي، الآن لتصعدي مع زوجكِ واستريحي جيدًا لأجل ولي العهد الثاني القادم في الطريق.»

روز أومأت له بطاعة، قبل أن تشعر بكفها يغوص بين كف يونهو الكبير، كأنما يحتضنها بكفه قبل جسده، وراح يصعد بها الدرج ببُطء حتى وصلا لغرفتهما.

حين دخلا سويًا، يونهو أجلسها بهدوء على السرير، يساعدها في خلع حذاءها بلُطف قبل أن يزيل لها فستانها الملكي الثقيل.

«تحدثت بالأمس مع هايون بخصوص حملكِ وطلبت منها بعض النصائح؛ وهي أخبرتني أن أهم وقت في فترة الحمل هذه هم الثلاثة أشهر الأُوَل لضمان تثبيت الحمل. عليكِ ألا تقومي بأي عمل يتطلب مجهودًا ولو كان صغيرًا منكِ، وأنا سآمر إحدى الخادمات اللائي أثق بهن لتبقى بجانبكِ دائمًا في غيابي، وسأحاول قدر المُستطاع البقاء بجانبكِ.»

«بُزوغ الفجر.» ✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن