|٨|. شك الملك.

308 26 29
                                    

أثناء الحفل كان سان يقف بجانب وويونغ وهو يرتدي حُلته السوداء وكان في غاية الجمال، كأنما أمير خرج من رواية خيالية.

كان يمسك بين كفه كأسًا من الخمر، بينما يتضاحك مع وويونغ وأحد الجنود الخاصين به في الجيش، لكن الجندي تحدث ينظر بذهول ناحية إحدى النساء:

«يا إلهي! أهذه باري شقيقة هيون؟ إنها جميلة حقًا! وتشبهه لحد مُذهل!»

سان كان يعرف أنه سيلتقيها عاجلًا أو أجلًا، ولكن فضوله كان سيقتله إذا لم يراها الآن؛ لذا التفت حيث تقف الجميلة، وتلاقت عيناه بعينيها وشعر أنه لا يلتقيها لأول مرة، كأنما يعرفها منذ زمن. كانت جميلة بحق كما قال المجند الخاص به، بل كانت ساحرة .. عيناها المسحوبة تشابه خاصته، كما شبهها من هيون يجعلها نسخة طبق الأصل كأنما الفارق طول الشعر، وحينها سان استأذن وتحرك بخطواته كالمسحور ناحيتها.

قدّم كفه لها مُنحنيًا بنُبل يقول بصوتٍ رخيم:

«هلّا تسمحين لي بهذه الرقصة؟»

باري شعرت بقلبها يكاد يتوقف، طريقة انحناءه، يده التي تهوى تفاصيلها وهو بحد ذاته في حُلته السوداء المرسومة على جسده المثالي، عيبه أنه لا يُعاب!

هي ازدردت لُعابها بتوتر ومدت كفها ليستقبلها دفء كفه الخشن، وهي شعرت بأناملها تغوص بين طيات كفه الكبير. يده الأخرى تمركزت على خصرها، ومع وضع كفه هي شعرت أنه يسلبها روحها، وشعرت بمكان لمسته يلسع كالجمر .. ياللهول!

لكنها تحكمت في تعابير وجهها، أما خطواتها فلم تستطع وأول خطوة داست قدمه، لكنه ابتسم بحنان ولم يعلق، وهي أحست بالراحة تتسرب داخلها من ابتسامته التي تعشقها كما تعشقه، وأمسكت كفه كما يمسك كفها وكفها الآخر على كتفه، وأصبح الفارق بين وجهيهما إنشاتٌ لا تُعد. باري حقًا كانت في أوج مشاعرها، وتود لو يخلو العالم من حولهما إلا منهما.

«كيف حال هيون؟ لِمَ لا أراه؟»

«هيون بخير، لكن الوقوف والمجهود الكبير سيؤذيه لا شك، لذا فضّل البقاء في المنزل.»

هي قالت بصوت هامس، حينها ابتسم سان ولم يعلق وود إكمال الرقصة لكن رؤيته لبقعه حمراء تكبر على معدتها وتفسد نقاء ثوبها الأبيض جعله يوسع عينيه بخوف ونظر لوجهها ليجدها شاحبة وتتعرق بغزارة كأنها لا تشعر بما في معدتها.

«أنتِ تنزفين!»

هو قال بذُعر، وهي تمسكت بكتفيه حين شعرت بقدميها تخذلانها، بينما هو أحاط خصرها يضمها لجسده يمنع سقوطها، وشعر بالخوف الشديد يجتاح قلبه كالعاصفة؛ لذا حملها يضمها لصدره كما لو يود حمايتها، وحينها رآه وويونغ وصحب معه طبيب القصر وهايون كذلك وذهبوا وراء سان دون أن يشعر أحد.

حينها سان شعر بهم، وزاد من وتيرة خطواته حتى دلف بها إحدى غُرف القصر المُخصصة للضيوف، لكنها كانت جناحه حين يود البقاء في القصر بالفعل.

«بُزوغ الفجر.» ✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن