|٦|. الثمن.

311 31 34
                                    

حين انتهى وويونغ من عمله مع الملك لليوم هو خرج للمكان الذي يستقطبه منذ أمسية التتويج، لا يدري لكن روحه بشكل ما تهفو إلى هناك كلما امتلك وقت فراغ، هـنالك طاقة تجذبه ليذهب كل يوم ويتأمل كارولين وهي تروّض الخيول وتُدربها، منذ أمسية التتويج وصارت هذه عادته ولا يدري حقًا لِمَ أو كيف تولدت.

وحين انتهى اليوم أيضًا وجد قدماه تأخذانه حيث الإسطبل كما العادة، لكن الغريب هو أنه جلس في مكان قريب هذه المرة كي تراه كارولين وتنظر له باستغراب شديد ودهشة، ودهشتها هذه جعلت لِجام الحصان الذي في يدها يتهاوى، لتشعر بعدها بنفسها تُجرَ على الأرض القاسية سحلًا وصوتها علا صارخةً بتفاجؤ.

وويونغ لم يأخذ وقتًا كثيرًا حتى يأخذ رد فعلٍ، ومن فوره نهض يهرول راكضًا يحاول إيقاف الحصان الذي يتنفس بغضب أيضًا. هو وقف أمامه ورفع يديه في وجهه كدفاع، وحينها توقف الحصان لاهثًا حين استقطب وويونغ اهتمامه، ووقتها أتى باقي المُساعدين وأحاطوا بالحصان بينما هو ذهب يساعد كارولين في النهوض.

تبدو كأن روحها أُخِذَت، بشرتها شاحبةٌ كالموتى وشفتاها مُزرقتان فضلًا عن تشنج جسدها بأكمله، الموقف كله لم يأخذ عشر ثوانٍ، ولم تُصَبَ هي سوى بخدوشٍ طفيفة في وجهها وكفيها وذراعيها.

أحاط وويونغ خصرها بحذر شديد، إذ قد تُبعده ولا ترضى قُربه، لكنها حقًا لم تكن تشعر به على أي حال، عيناها كانتا دائختيْن، فارغتيْن وتشعران بالخواء بشدة، وويونغ أرجع هذا لأنها قد تكون تفاجأت بشدة وشخصية مثلها لا تقبل الهزيمة ربما تكون تفاجأت أيضًا من عدم قدرتها على احتواء الموقف.

بيدٍ أحاط خصرها الرفيع بذراعه الطويلة، وبيده الأخرى أمسك بكفها يرفعها برِقة وحِرص عن الأرض وهو ينظر لملامحها يحاول أن يستشف منها كيف تشعر لكنها كانت خاوية كالفراغ تمامًا، لا تعبيرات إطلاقًا.

أجلسها برفق على المقعد الموجود في الإسطبل، أحاط وجهها بكفيه الكبيريْن يجعلها تستدير له، ونظر داخل عينيها الفارغتيْن بعينيْن قلقتين وتحدَّث وهو يمسح على وجنتها قائلًا بخوف:

«كارولين؟، كارولين أنتِ بخير؟، أجيبيني من فضلك!»

لكنها لم تُعطه أي استجابة أبدًا، هو أحضر قارورة مياه فُخارية كانت بجانبه، وصبَّ على كفه القليل ومسَح بهم وجهها، مرة فالثانية فشهقت هي كأنها تغرق وتمسكت بذراعيه باحتماء وعيناها تذرفان الدمع غزيرًا تقول بتوسل:

«لا ترحل، أرجوك لا ترحل .. أنا آسفة، لا تتركني .. لا تفعل!»

هي صرخت آخر حديثها، كانت تنظر في وجه وويونغ تتفحص ملامحه لكنها بدت كأنها تراه شخصًا آخر تمامًا، كأنها حاليًا لا ترى وويونغ .. إنما من ترجوه ألا يرحل.

لذا هو نظر لها بضعف وأحاطها بذراعيه يضمها لجسده حتى طوقها، مسح على رأسها بحنان شديد، وبيده الأخرى مسح على ظهرها برقة وهو يتحدث بصوت متألم هامسًا في أذنها:

«بُزوغ الفجر.» ✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن