{رواية عشق وانتقام}
اللهم هَبْ لنا نفوساً راضية،وصدوراً من الهموم خالية،وقلوباً بمحبتك صافية،واتمم علينا ياربنا الصحة والعافية،اللهم افتح لنا أبواب الرزق ويسّر أمرنا،وهون مصائبنا وأرضْ عنا،فلا حول لنا ولا قوة الا بك..اللهم امين"
🔥البارت السابع والأربعون🔥
تجلس فى ذاك المكان الذي اعتادت ان تزوره منذ ذلك اليوم العصيبُ عليها، تري تلك الوردات التى تُشبه اسمُها وهى تُزهر حولها فى مظهرٍ رائع، تتابع ذاك الزرع الذى ينمو كل يومٍ بفضل رعايتها له، انتهت من القراءة فى كتاب الله المجيد ثم رفعت عيناها قليلاً تنظر ناحية القبر من أمامها مُرددة فى صوتٍ مُتحشرج حزين:
-وحشتني ياضي عيني، وحشتنى قوى يا"احمد" وحشني صوتك وكلامك ووحشنى لعبَك حواليا في كل مكان..
صمتت لبرهه تجمع باقي كلماتها:
-النهاردة بقالك ٨ شهور بعيد عن حضني وبعيد عن عيني يانور عيني، أنا عايزاك تكون مرتاح ومبسوط مع سيدنا إبراهيم"عليه السلام" إلعب هناك فى الجنة مع بابا وماما ياحبيبي...
وتستكمل حديثها فى بُكاءٍ شديد ونبرة عالية:
-ماما وبابا اللى مقدرتش احافظ على أمانتهم ليا وضيعتها من ايدى، مقدرتش اصون الوعد اللى بينا، ق قولهم ا قولهم انى حاولت والله قولهم انى كنت بحافظ عليك بعنيا واتمنيت اكون انا مكانك ب بس بس مقدرتش اكون قد الوعد اللى وعدتُهم بيه مقدرتش..
هنا سمحت لذاتها بالانهيار على حال فقيدها الغالي، استمع الآخر لحديثها عندما دلفَ من الباب خلفها واقترب منها فى هدوء مُتحكماً فى زمام أموره بضعف:
-اي يا"ورد" مش اتفقنا مانبكيش تانى عليه عشان يكون مرتاح فى مكانه..
-مش قادرة مش قادرة يا"فارس" قلبي واجعني قووووى..
رددت كلماتِها فى بكُاءٍ ودموعٍ مُنهمرة وهى تُعانقهُ بقوة جعلته يجلسُ أرضاً بجانبها، ظل مُحتضنُها لبضعِ دقائق حتى هدأت تماماً بين أحضانه كما عودها على ذلك من قبل، خرجت بهدوءٍ مُتمتمة:
- ا خلاص انا بقيت كويسه، هتمشى على طول؟.
أجابها بالتأكيد:
-ايوه انا وصلت الجماعة للقصر واستأذنت منهم وجيت اجيبك و نروحلهم على هناك..
-شكراً يا"فارس"..
قالتها بامتنانٍ وهي تنظر لعيناهُ نظراتٍ مُحملة بالعشق ولكن يُغطيها الدمع الحزين، رفع يديهِ على خدها بحنانٍ قائلاً:
-شكراً على اي بس ياقلب"فارس" من جوة..
رددت كلماتها في بسمة صغيرة وعيونٍ لامعة:
-شكراً انك قدرت تكون سند ليا الفترة اللى فاتت دى كلها، شكراً انك دايماً بتحتويني وتحتوي حزني، شكراً انك رجعت ثقتي بنفسي تاني بعد ما فقدها بسبب الوحدة، شكراً انك خليتني اعرف ان الحياة دى لسه قدامي وشيلالي الحلو كله وانا معاك، شكراً انك في حياتي..
قبل جبينها بسعادة وحزنٍ يحاوط تفكيره مما مضى عليهم من فترة كادت أشبه بنهاية حياتهم، ولكن حبهِ لها وإصراره على تعويضها الذى بات مخفياً أمام ما فقدت بسببه جعل بصيص الأمل يدُق بابها من جديد، ثم احتضنها مُردداً بصوتٍ رجولي مُتحشرج:
-انا اللي بشكر ربنا انه قدرنى انى اكون السند اللى اتمنيتيه، الحمدلله يارب...
بادلتهُ العناق وعيناها تسترسلُ الدموع ولكن هذه المرة بفرحة لوجوده بحياتها، تذكُرها رسالة أخيها الاخيرة لها دائماً ما يجعلها تعفي عن معشوقها ما فعله، ربما لن تنسى ذلك بذاكرتها ولكن ما يظهرُ منها حتماً سيكون كل الحب والمودة والقبول لهذا الجزء الذي ينبض بإسمه، خرجوا من ذاك المكان واستقلوا السيارة معاً واتجهوا قاصدين قصر الصياد....
*******************************
التوتر يحوط المكان، دقات القلب صوتها يحتل المرتبةِ الاولى متفوقاً على صوت زِقزاقِ العصافير، الخوف بعيونِ الجميع، ولكن بعيونها هى اكثر واكثر، دائماً كل من يجتهد بشيءٍ ينتظرُ نتيجتهُ وحصاد جهودهِ المبذولة فيه وكأنه يومُ عيد، هذا اليوم الذى ينتظرُه كل الناس بفارغ الصبر، منهم من ينصفهُ القدر ويصِّفُ جانبهُ ويجعله سعيداً، ومنهم من يتغلب عليه الحزن وخيبةِ الأمل القاسية، يومٌ تتبدلُ فيه المشاعر والاحاسيس، يومُ تبكي فيه الأعين فرحةً تارة وحزينةً تارة اخري، يومُ تكادُ تكون فيه طيرٌ فى السماء تطيرُ بأجنحةٍ مظهرها خلاب وتكادُ تكون طيرٌ حزين بلا اجنحة، يومٌ يتساوي فيه الجميع، الغني والفقير، المُجتهد والمُهمل، الذي سهرَ الليالي لينال العُلا والذي قضي وقتهِ فما لا ينفعُه، يومٌ يُسمي بيومِ نهاية رحلة الحياة، يوم نتيجة الثانوية العامة!!!...
-انا حاسة ان قلبي هيُقف!..
رددت"مي" تلك الكلمات وهي تنظر للحاسوب أمامها والجميعُ يجلسُ حولها فى توتر شديد، تُلقي نظرة على الشاشة أمامها وترجع بنظراتها لوالدتها مرة اخرى بخوفٍ شديد، تُحاوطها نظرات المعشوق بخوف فحتماً كان هو المُساعد الأول والأساسي لها هذا العام فلا بد أنه سينال جزءاً من السعادة أو الحزن!!..
دقائق تمُر ببطءٍ وهم بانتظار تحميل نتيجتها، العيون مُسلطة عليها فى ترقُب شديد، ها قد حان الوقت ليردف"إياد" قائلاً بصوتٍ عال زلزلَ أرجاء القصر حولهم:
-٩٧,٨٪ ياروووحي...
انفجر الجميع بأصواتهم بفرحة كبيرة والتهاني والمُباركات لها، ولكن هي بعالمٍ آخر بدموعها التي تنهمِرُ على وجهها بغزارة دون الشعور بها وهى باحضان أخيها التي جعلت رأسهِ عالياً فى السماء، تركها بهدوء وهو يمسح دمعاتها بحنان أبٍ فقدته منذ سنوات طويلة، ثم تركته وتحركت ناحية تلك التي تنظر لها بعيونٍ يملؤها الدمع ووقفت امامها بجسدٍ هزيل ولم تقوى على الحديث؛ فجذبتها والدتها لاحضانها بشدة وفرحةٍ عارمة لطالما انتظرت هذا اليوم كثيراً كأى أم، لتبكي الأخرى بصوتٍ مسموع وهي تردد مُتمتة وشفتاها مُرتعشة:
-او ان انا نجحت انا نجحت ياماما انا نجحت بجد انا نجحت يا بابا نجحت ورفعت راسك ياحبيبي انا نجحت يا ناس نجحت والله العظيم نجحت...
شددت والدتها من احتضانها وهي تُحاول تهدئتها ولكن فرحة ذلك اليوم بعد تعبٍ طال لشهورٍ عديدة ربما لا تُماثلهُ فرحةً عادية لابد أن تكون من نوعٍ خاص ومذاقٍ خاص، خرجت من أحضان والدتها بسعادة وتحول وجهها لقطعةُ من الثلج لشدة برودته وارتعاش يديها وجسمها بالكامل ربما تكون الصدمة قويةً عليها اليوم، اقترب منها مُساعدها الاساسي بفرحة كبيرة لحصادِ ما بذلهُ من مجهودٍ كبير معها هذا العام وأمسك يدها مُقبلاً إياها برومانسية اخجلتها، ولكن رؤيتهُ لها ترجُف هكذا دفعتهُ لأخذها داخل أضلُعهِ بشدة جعلتها تسكن داخلهم فى هدوءٍ تام، وهو يُتمتم بخفوت فى أذنيها:
-مبروك يا بنوتي مبروك...
هدأت الأصوات وسكنت الانفاس للحظات لدقائق وهو يحتضنها ويدفن وجهه بعُنقها، واغمضت الاخرى عينيها بشدة وهى تبكي من فرحتها بتلك النتيجة بعد مُثابرة وجُهدٍ كبير، اقترب منهم اخيها قائلاً فى ضيق مُسطنع:
-ا احمم ما تحترموا نفسكم شويه ولا اي؟!.
انتبهوا له ولما حولهم بعد وقتٍ طال وهم هكذا، تراجعت للخلف بخجل وخوفٍ من شقيقها، بينما اعتدل الإياد بوقفتهِ قائلاً بفخر:
-ا دلوقتي اقدر اقول اني نجحت فى حاجه عملتها فى حياتى، انا فرحان النهاردة بنجاح حبيبتي كإني أنا بالضبط؛ لاني معِشتشْ اليوم دا بتفاصيله دي...
واستكمل حديثه ناظراً لأبيه:
-امتحنت عادى وما افتكرش اني كنت بحل كويس يعنى، بس اخر السنة عرفت انى نجحت طبعاً كان لازم انجح عشان ابويا وفلوسه بواسطة يعنى ودخلت كلية الهندسة دى برضه بواسطة ابويا وفلوسه، بس النهاردة حاسس بنجاحي انا الاول وبعدين نجاح بنوتي القمر دي ف عشان كدا يعني باركولي انا الاول وبعدين هي..
حلَّ الصمت لدقائق ومن ثم تغير هذا الصمت لأحاديث كثيرة بالمُباركات له أولاً ومن ثم هي، لتردف شقيقتها الكبري بتساؤل:
-قررتي بقى هتدخلي أي يا"مي"؟.
اجابتها بتأكيد:
-طبعاً هقدم فى كلية الهندسة مع"إياد"..
ابتسم لها قائلاً:
-قرار صح جداً وربنا يقويني بقى على اللي جاي!..
لكزتهُ فى كتفهِ بخفه وهي تؤنبهُ على قوله ليضحك عليهم الجميع، بعد وقتٍ ليس بكثير تم تحضير الطعام وذهبوا جميعاً بعد مجيء"فارس وزوجته" و "أسد وزوجته وولده وطفلتهُما الصغيرة ذات الأشهُر من عمرها" لهم، انتهوا جميعهم من ذلك وجلسوا جميعاً بالصالون يتناولون المشروب المختلف لديهم، همسات وهمهمات بين كلاً منهم ليردف"مالِك" بتردد واهتمام:
-طيب معلش يعنى بما ان السنة دى خلصت على خير والبنات كلهم نجحوا الحمدلله، هنحدد الفرح امتى بقى؟..
ضحك الجميع على لهفتهِ هذه ومن ثم قالت"فاطمة" بتأييد لحديثه لعلمُها الشديد برغبتهم فى اقتراب اللقاء بين عشاق اخترق قلوبهم العشق:
-من غير ما حد يتريق عليه كلكم زيه، وبعدين انا معاه في كلامه وانا وعدتكم بكدا وجه الوقت بقى اننا نجمع الشمل ونرتاح من ناحية موضوع الجواز دا بقى...
ابتسماتٌ خفيَّة، همساتٌ بين القلبِ والعقل، دقات القلب صوتُها يعد بمثابة مدافعٌ حربية تدُق باب العدو، أسرعت لتستكمل حديثها قبل إثارة الذعر أكثر من ذلك:
-طيب انا بقول شهر بالكتير وتكون كل حاجه جهزت ولا اي رايك يا ام "ياسين"؟؟.
وجهت حديثها لتلك السيدة خاصةً لعلمُها بأن حالتهم الاجتماعية تبدوا بالمتوسطة كما تعلم، ازدادت الهمهمات بينهم والجميع يؤيد تلك الرأي الصائب، لحظات لتُجيبها والدة"ياسين" بترحابٍ شديد:
-اكيد طبعاً والله، كل حاجة جاهزة، و ان شاء الله فى الفترة دى شقة ابني تكون جاهزة على الآخر وخير البر عاجله...
علَتْ الاصوات بالمُباركات مرة اخرى بينهم ليمضي اليوم عليهم هكذا فى جلستهم اللطيفة هذه..
خرجت من المطبخ ونظراتهِ تتابعها، اقترب منها وهى تحاول تبريد مشروبها الساخن بشفتيها بإحداث هواءٍ صغير، أمسك ما بيدها بكفيهِ مُردداً:
-مقولتِيش لحد ليه يجبهولك؟
-مش محتاجة انا بحب اعمله بنفسي.
رددتها وهي تبتسمُ له على مساعدته هذه، ثم أكملت فى هدوء:
-اتمني يكون قرار ماما"فاطمة" صح واني ما اتسرعتش في موافقتي!.
التفت يقابلها قائلاً فى اهتمام:
-اكيد لا، اسمعيني يا"تُقي" انا عارف انه صعب عليكي بس برضه صعب عليا انى اكون فى مكان وانتى فى مكان تانى لوحدك، عارف انى معاكى طول اليوم و اسيبك عند النوم بس لكن ده برضه عندى مش كفايه، عايزك تكونى واثقة انى هكون ليكى امان وسند زي ما اتمنيتِ واكتر كمان..
-وانا واثقة من دا ياحبيبي..
قالتها وهى تُطالعهُ بنظرة فخرٍ لاختيارها الصحيح، قاطع سيل نظراتهم هذا قول رفيقه:
-ا احمم أظن واضح قوي اللى انت بتعمله دا!
أجابه بلا مُبالاة:
-عايز اي يعني يا"سعد"؟
ردد الآخر بتراجع:
-ولا حاجه انا بس بنبهَك يعنى..
-شكراً على النصيحة..
قالها ببرودٍ شديد وهو يمسِكُ يد معشوقته وذهبوا ناحية الجالسين ليستكملوا جلستهم تلك، بينما زفر الآخر فى حنق:
-انا دايماً بحرج نفسي معاه، بس برضه هفضل وراه لحد ما يسامحني!.
-يسامحك ليه؟؟.
استمع لتلك الكلمات المُحددة بصوتٍ يعرفه جيداً فالتفت إليه في توتر:
-ا ا لا اي يعنى، اصل بصراحة يا"فهد" هو زعلان من وقت ما اتخانقت معاه بسبب"ملك" انا معايا حق عشان"مالِك" غلط فى حقها جامد وانا ما استحملتش وضربته، ا انا عارف انه مش هيسامح بسهولة بس مش هسيبه برضه غير لما يسامحني..
قال الفهد بحكمةٍ و ايجاز:
-ياريت تنهوا أي خلافات بينكم فى الشهر اللى فاضل على الفرح دا؛ لان انا تعبت من المشاكل!..
رمقهُ بنظرة مُنمقة ثم تركه وذهب لهم، تابع نظراته بتوتر شديد ثم تمتمَ فى خفوت:
-انا عارف والله ياصاحبي ان الحِمل تقيل عليك لوحدك، بس وعد مني هكون فى ضَهرك لحد اخر نفس فيا..
ثم لفحَ ذاتهِ ناحيتهم هو الآخر ويشاركهم الأحاديث، لينتهي ذلك اليوم عليهم بسعادة وباخرهِ ذهب الجميع لمنازلهم للاستعداد ليومٍ يُسمي فرحة العمر...
**************************
مرَّتْ الأيام مروراً بطيئاً على قلوبهم، بيومٍ منهم نجد هؤلاء على عادتهم بالمُشاكسات العديدة التى تزداد بينهم يوماً عن الاخر:
-ارحميني بقى ياستي!..
-لا يا"ياسين" والله لتقولي مين دي وعايزه منك اي؟.
قالت جملتها تلك بعصبيةٍ شديدة، ليُجيبها بتأفف:
-ياااا حبيبتي قلتلك ما اعرفهاش كانت عندنا فى الشركة وخلاص ما اعرفش عنها حاجة تانية والله صدقيني!..
اردفت بنفي:
-لا انا شوفتك بتسلم عليها بإيدك..
-لا والله بإيدي؟.
قالها بسخرية، لتُكمل الأخرى حديثها:
-ايوة، وكمان روحتوا تغديتوا برا سوا دا معناه اي؟.
اجابها باستياء:
-والله دي بقى ما اعرفهاش روحي اسألي"فهد" باشا عشان دا شغل كلفني بيه وعملتُه وياريتني ما عملته!.
أكملت بنبرة حزينة:
-انا غلطانة اصلاً اني بتكلم معاك، سيبني وروح لحالك يا"ياسين" روح!.
-نعم يااختي!!.
أردف بها بصوتٍ عالٍ مُعترضاً، لتقول الأخرى بتأكيد:
-ايوه، وسيبني وروح لحالك!.
-بعد كل داااا بتقولي كدا، والله ابداً لو انقلبتِ قرد قدامي ما هسيبك..
-قرد انا قرد يا"ياسين"؟!.
يختاااااي، انا اسف والله، عارفه انا غلطان وستين غلطان كمان..
كادت بالرد عليه ولكن قاطعهم رنين هاتفه ليلتقطهُ وهو يرمُقها بغيظٍ مكبوت:
-الووو..
-ايوه يا"ياسين" انا بس بكلمك عشان استأذن منك اخرج مع "أدهم" النهارده!.
-اه ومالو روحي..
-ا يعنى انت مش مُعترض ولا حاجة؟..
-خلاص مفيش خروج..
-اي بس اللي حصل، هى نكدت عليك تانى ولا ايه؟
-مفيش حاجة، انا مع"ساندي" دلوقتي قولي لماما انك خارجه وروحي مع خطيبك وكلميني لما ترجعي واوعي أرجع البيت قبلك انتى حرة!..
-لا حاضر هرجع على طول.. اوكي.. مع السلامه...
أغلق الهاتف وعاد بنظره إليها ليجدها تنظر للأرض فى صمت، تحمحم مردداً:
-ا مش جعانة ولا حاجه؟.
حركت رأسها نافيةً فقال:
-اي دا بجد، احم يعنى كنت فاكر انك هتاكلي معايا من ماكدونالدز!.
رفعت عيناها له سريعاً فلم يُعطيها اهتمام، فقالت بنبرة يعرفها جيداً:
-ا هو يعنى انا مكنتش جعانة عشان زعلانة منك بس يعنى ا ا..
قاطعها بهدوء:
-حبيبتي، هو انا ليه سيبت كل البنات اللى عرفتها واخترتك انتى؟.
-ليه؟؟
-اممم عشان بحبك طبعاً، وبعدين انا لو عايز اخونك هعمل كده مع واحدة من الشركة وانا عارف انك بتراقبيني ال ٢٤ ساعه كلهم؟..
رددت فى أسفٍ وتراجع:
-مهو انا بغير عليك يا"ياسين" وبعدين برضه انا عارفه ان كل البنات بتُعجب بيك وعايزاك..
-بس انا اخترتك انتي..
-بس هما مش مُتقبلين فكره انك هتتجوز واحدة غيرهم..
امسك يدها بحنان ليُنهي تلك الجدال الذى ينال منه يومياً معها:
-عايزك تكوني واثقة انى عمري ما هبُص لواحدة غيرك، انتي غيرهم كلهم يا"ساندي" انتى فاهمه، عايزك تكونى واثقة فى حبى ليكى..
-ماشي يا حبيبي، اا اي هتاكلني ولا غيرت رأيك؟!.
قال بمضض:
-دا انتي فصيلة، ياستار يارب، هلاقيها منك ولا من بتاعك عايزه شاورمااا يا"ياسين"، يلا يا اختي قدامي...
انفجرت ضاحكةً عليه وعلى نبرتهِ العالية بالسخرية على شقيقتهِ وتقليدها فأمسك يدها مُتشابكةً بيده وهو يُطالعها بحب، وذهبوا لتناول وجبتهم معاً ولم تخلو جلستهم من المزاح والمُشاكسات المُعتادة بينهم....
**************************
خرجت من المنزل فى هدوءٍ ووقار بملابسها الفضفاضة، اقتربت منه وجدته ينظر لها بهيامٍ شديد فتحاشت النظر إليه، أصبحت أمامه ويفصلهم مسافة صغيرة ليردف فى نبرة هائمة:
-اي الجمال دا!..
-ا أ"أدهم"!!.
اردفت بها بنبرة مُتلعثمة من احراجها هكذا ليسترشد الاخر نفسه قائلاً:
-اا انا ا اسف، ا ي يلا بينا؟..
تحمحمت بهدوء:
-هو ممكن سؤال؟..
اردف بتاكيد:
-اتفضلي طبعاً..
قالت:
-هو ممكن اقعد ورا وانت تسوق عادي؟..
اعتدل بجسده مقابل وجهها قائلاً بنفي:
-نعم، لا طبعاً مش ممكن، علي فكره يا"نادين" انتى خطيبتي وكام يوم بالعدد وهتكونى مراتي، وأهلك عارفين والدنيا كلها عارفة دا، يعنى عادى تركبي جنبي وتخرجى معايا ونتغدا سوا ونقعد مع بعض عادى براحتنا يا حبيبتي، وبعدين فين الخاتم اللى جبتهولك؟؟
اجابت ببعضٍ من التوتر الذى يترأس نبرتها:
-ا ل لابساه تحت الجوانتي..
-الجوانتي، طب يلا بينا نروح مشوارنا ونيجى كالعادة قبل اخوكى..
اردف بتلك الجملة بسخرية ملحوظة عليها وتحرك أمامها يفتح لها باب السيارة لتجلس بجانبه كما يرغب، فأومأت بهدوءٍ وخجل ومن ثم تحركت وجلست مكانها، وتحرك هو الاخر وهو يُعدل من ملابسه فى سعادةٍ بالغة بوجودها معه واستقل السيارة واستعد للانطلاق، ثم نظر ناحيتها قائلاً بنبرة ضاحكة:
-هو انا السواق اللى جابهولك اخوكى ولا اي؟..
ضحكت الاخري تلقائيًا على جملته المُضحكة بصوتٍ مسموع فقال:
-صبرنا يااااارب...
****************
استوووووووووووب🤚🤚🤚
نكمل الحلقة القادمة😝😝😝
انتظروووووووني في اخر احداث رواية#عشق وإنتقام♥️🔥
بقلمي/عبير سعيد♥️الملاك الصغير♥️
بيرووووووووووووووووووووو♥️🔥
أنت تقرأ
رواية عِشْقْ وانْتِقَامْ ♥️بقلمى/عبير سعيد✍️👑
Misterio / Suspensoنبذه مختصره💕💕 لكل واحد فينا حكاية فى حياته💝 هكذا تحتوى هذه الرواية حكايات كتيره مع ابطالنا وغيرهم من الشخصيات 💖كل واحد فيهم عايش حياة مختلفه عن التانى ولكن هيجمعهم رابط قوى وهو الصداقه💕 وطبعاً ما بتخلاش الحياة بينهم من العند والمشاكسة والتحديات...