اعتراف ثقيل،...

570 10 0
                                    

{رواية عشق وانتقام}
"اللهم أنَا عبدك الضعيف وأنت القوي،اللهم تقبلنِى عندك من الصالحين،اللهم تقبلنِى عندك من البارين لأهلي،اللهم وفقني في حياتي،اللهم أحسن لي خاتمتي ومماتي"        
                🔥البارت الثامن والأربعون🔥
ضحكاتٌ تملأ جلستهم تلك التي لم يحظي بها الجميع، يضربون كفوفهم على بعضها البعض لضحكاتهم العالية والتى ربما لم تخرج إلا من القلب، يتناولون مشروباً خفيفاً ويترأس جلستهُم هذه المُسليات المناسبة لها،اعتدل "مليكة" بمكانها على طرَف سريرها ومن ثم إلتقطت كوبها الخاص وهي تردد بصوتٍ ضاحك:
-طبعاً انا عارفة ان"ياسين" كان عايز يولع فيها وقتها..
اجابتها"ملك" ضاحكةً:
-اكيد يا بنتي، طب عارفه و"عبير" بتحكي انا كنت مُتخيلة شكلهم بالظبط والله..
ابتسمت"تُقي" مُرددة:
-ربنا يهديهم لبعض ويسعدهم، وبعدين خلينا فى المهم يابنات هنعمل اي؟.
نظروا لها بتعجبٍ كبير؛ لتستكمل في وضوح:
-ا قصدى يعنى هنعمل ايه فى موضوع البيوتي سنتر الكبير اللى"فهد" قال عليه وكلنا هنروح فيه يوم الفرح دا؟..
اجابتها الأخرى بتفاخر:
-انا اعرف بقا اكتر منكم ان احنا مش هنروح لا هو اللي هيجي كله عندنا يوم الفرح ويظبطنَا كلنا..
قالت"ملك" بسخرية:
-طبعاً الست"مليكة" عرفت من حبيب القلب وبتتكلم بثقة كدا، وبعدين هو البيوتي سنتر كله هيجيلنا فين يا بنتي!.
اجابت"تُقي" بتخمين:
-ممكن القصر!!.
أكدت الأخرى حديثها:
-ايوه طبعاً احنا كلنا هنروح يومها القصر، وهيجوا هناك ونطلع من هناك هو"فهد" قالي كدا بالظبط..
رددت"تُقي" بإعجاب:
-يعجبني ثقتك الجامدة دي يا صاحبتي..
أجابت الأخرى بفخرٍ واعتزاز:
-طول عمري يابنتي..
ألقت"ملك" الوسادة عليها بتأفف:
-يختي اسكتي بقى..
قاطع سيل حديثهم المعتاد دقاتٌ خفيفة على باب غرفتها، وضعت"ملك" ما بيدها وقامت متجهةً ناحية الباب وفتحتهُ لتجدُها ماثلةً أمامها ويكسيهَا التوتر والخجل من النظرِ إليهم، تفرُك يدها ببعضها بشدة، تنظر أرضاً غير قادرةً على رفعِ عيناها بعين التى أمامها ولم تعرفها حتى الآن، بدت الأخرى بالابتسامة فى بادئ الأمر ولكنها تحولت فى ثانيةً إلي نظراتٍ مُحتقنة مليئةً بالبغضِ تجاهها مما فعلت فى حقهم وخاصةً هي، أمَّا الجالسون بالداخل هبوا بالوقوف فور رؤيتها ونظروا لها نظراتٍ مُختلفة وامتلكهُم الخوف من ردة الفعل،لتردف"ملك" بنبرة حادة:
-انتي ايه اللى جايبك هنا؟.
رفعت المقصودة عيناها بسرعة فور سماعِ صوتها، علمت أنها بتلك النبرة لم تصفح عنها ابداً مهما قدمت من أعذار، بدت عيناها بتجميع الدمع النادِمُ على ما فعلت مرددة بتلعثم:
-ا اا انا ج ا جاية أصلح غ غلطتي يا"ملك"!..
صرخت الأخرى بوجهها غاضبةً:
-غلطة اييه هو انتي فاكرة انك غلطتي غلطة عادية يعنى مش مستاهله!.
حاولت التحدث أمامها ولكنها لم تُمهلها تلك الفرصة واكملت بنفس نبرتها الصارخة المُحملة بالغضب:
-انتى عندك كلام اصلاً تقوليه، لسه فاكرة ان ليكي مكان وسطينا هنا ترجعي فيه، او لسه اصلاً فاكرة ان فيه كلام بينا بعد اللي عملتيه، انا بنبهك انك تمشي من هنا دلوقتي و متجيش هنا تاني لأي سبب من الأسباب فاهمه!..
أسرعت"تُقي"ناحية تلك الغاضبة والتي يرُج صوتها أرجاء المكان حولهم، امسكت بكتِفها بإحكامٍ قائلة:
-بس يا"ملك" اهدي كده مينفعش، ا تعالى يا"هند" اتفض....
قاطعتها الأخرى معترضة بشدة:
-تعالى فين يا"تُقي" انتي اتجننتي انتي كمان، اي نسيتي اللي هي عملتُه ولا اي، دي مستحيل تدخل فى مكان احنا موجودين فيه مستحيل يا...
-ممكن تهدي يا"ملك" وتسمعِ كلام صاحبتك!..
هتفت"فاطمة" تلك الجملة بنبرةٍ حازمة لعلمُها الشديد بأنها الأكثر أذى فيهم وتضُرراً مما فعلت تلك الماثلة أمامهم من جُرمٍ كبير، رفعت عينها لها فى نظرةٍ غامضة ومن ثم تراجعت للخلف ناحية مكتب رفيقتها لتحمل أشيائها المعدودة والتقطت حقيبتها فى عجلٍ ثم اتجهت للخروج مُرددة:
-طالما وجودها مُرحب بيه؛ انا اللى همشى من المكان..
تحركت تجاه باب الغرفة مارةً برفيقتها ثم تلك المُهددة بالانصراف والغير مرغوب بوجودها ثم مرت من جانب والدة رفيقتها والتي لم تسمح لها بذلك وقبضت على ذراعها قائلةً بحنان:
-ممكن عشان خاطري انا تفضلي وتسمعيها!..
حدثتها بنبرة مُترجيه وتأمل أن تقبل ذلك، مرت لحظات وهى تنظر لها بحزنٍ وعيون دامعة لتقول أخيراً:
-حاضر يا ماما..
وتحركت معها للداخل وجلست بجانب تلك التى أصابها الصمم منذُ رؤيتها لها، تلك التى أخذت أوصالُها وجسدها بتذكُر ذاك اليوم قبل عقلها، تلك التى وضعت فى موقفٍ يُعد من أبشعِ المواقف فى حياتها التى مازالت فى بدايتها، لم تجد من الكلمات ما يصف مشاعرها الآن تجاه من كانت رفيقة للعمر وصديقه للحياة، جلست الأخرى بجانبهم وتبقَت هى الوحيدة الواقفة أمامهم فجلست بعدما أشارت لها"فاطمة" بذلك وتحدثت بتردد:
-ا أن اناا عايزاكم تسمعونِى للاخر وبعدين احكموا، اانا عارفة ان اللى عملته محدش يسامح فيه، بس والله عملته غصب عنى عملته وانا مغلوبة على أمري، اا انا عمري ما كرهت "مليكة" ا بس كنت بغير منها ودا بسبب"عمرو" هو اللى خلانى اغير منها واحقِد عليها بسبب كلامه عليها دايماً بطريقه حلوة وكويسه دايماً يعايرني بحبي ليه انا اا اصلاً ما اعرفش ازاى حبيته...
صمتت تزيل دمعاتها مُستكملة:
-كان دايماً يحسسني اني ملكة بكلامه ليا ويقولي حبي ليكى هيزيد لما تجيبلي اخبار صاحبتك دى اول بأول، رفض"مليكة" الكتير ليه كان بيخليه زي الحيوان عايز ياكل اللى قدامه كان بيكسر أى حاجه قدامة مُجرد ما يسمع منى خبر بانها مع حد غيره، كان دايماً عايزها ليه وبس، وانا كنت مغفلة والحب او اللى كنت فكرَاه حب كان عاميني عن الحاجات دى، ازاى بيقولى بحبك وهو بيفكر فى واحدة تانية وقدامى، أنه ازاى بيقولى عايزك وبيعمل معايا كل..
اغمضت عيناها وهى تأخذ تلك الشهقة بدمعاتٍ مريرة من تلك الجملة:
-ك كان ك كان بيعمل معايا ك كل حاجه كل حاجه عملها معايا ولولا ستر ربنا محصلش حاجه ومخلنيش اشيل منُه حاجه أندَم عليها طول عمري، كان دايماً كلامه عن"مليكة" وبس ويقولي هى أشرف منك وانضف منك عشان كدا كنت دايماً غيرانه منها وحاقده عليها وكنت مفكرة انى لمًا اجيبله اخبارها بيفرح وانا بزيد عنده غلاوة، كان يسمع منى ويعمل اللى هو عايزه وبعدها ضرب وإهانة وقلة قيمة وقدام أصحابه عادى كان بيقلع شعري في أيدُه ويقولى أنتى تحت رجلي واللي زيك بيشتغلوا خدامين عندنا فى الڤِلل بتاعتنا، ك كان دايماً بينى وبينه عشان ياخد اللى عايزه مني يقولي أحلى كلام ويخلينى فى سابع سما وبعدها ينزلني على جدُور رقبتِى ويمسح بكرامتِى الأرض ويقولى انتى اللى جيتى بمزاجك وبرضه قدام أصحابه عادى..
ازالَت دمعاتها وهدأت للحظات ثم ختمت حديثها وهى تستعد للرحيل:
-انا يمكن حكيت نبذة بسيطة عن اللى كان بيحصل معايا، انا بس طالبه منكم تسامحوني انا اتغيرت فعلاً والله وبقيت بصلي لربنا وبذاكر كويس وكمان"هيثم" زميلنا فى الجامعه اتقدملي وهيخطبنِى، بس قُلت لازم أصَفي اللي بينا قبل ما أبدأ حياة جديدة، انا بجد مش عايزاكي تزعلي مني يا"ملك" ومن سوء التفاهم اللى عملك مشكلة بسببي بجد سامحيني، اما انتى بقى يا"مليكة" ف انا بجد معنديش اى كلام أقوله ليكى يمكن غفرانك ليا دا شيء مستحيل بس بتمنى تغفريلي عشان ربنا يباركلي فى حياتى الجديدة اللى هدخلها، وانتى كمان يا"تُقي" مش عايزاكي تشيلي منى وتزعلي انتى كمان"هاني" كان بيدَّعي انه بيحبك وكنتى من ضمن خطة الخطف مع"مليكة" كمان وقتها بس الحمدلله انه محصلش وانك بخير، وانا بشكرك يا طنط انك قبلتيني في بيتك مرة تانيه وانك سمعتي مني وسامحتيني ا يمكن دى تكون اخر مرة نشوف بعض فيها تاني...اا بعد اذنكم...
كادت بالتحرك ولكن توقفت على صوتٍ هزيل يملؤه الدموع الغالبهُ عليه بشدة، صوتُ مُرتعش ظهر على هيئة حروفٍ مُتقطعة:
-انا مسمحاكِ..
التفتت سريعاً لها وجدتها تلك التى فاض بها مما سمعت من حديثها القاسي على مسامعِ أى فتاة، اسرعت تُلقي ما بيدها أرضًا وهى تتجه ناحيتها تحتضنها وتردد ببكاء:
-انا اسفه يا"مليكة" والله اسفه سامحينِى يا أنضف شخصية قابلتها في حياتي، سامحينِي يا أطيب قلب فى الدنيا سامحينى..
بعد دقائق خرجت من أحضانها قائلة:
-ا انا بشكرك انتي ريحتيني قوى والله..
ابتسمت لها بخفة ثم نظرت للآخرين لتردَف "تُقي" بهدوء:
-بعيداً عن اللى عملتيه، بس اعتذارك انك جيتي واعترفتِ بنفسك قبل ما يحصل وكنتى السبب الرئيسي فى إنقاذ"مليكة" من اللى عمله البنى ادم دا، دا كله كفيل انه يغفرلك اى حاجه عملتيها يا"هند" وانا مسمحاكِ...
ابتسمت الأخرى بدمعٍ بعينها وهى تجذبها لاحضانها مُعبرةً عن ندمها الشديد عما فعلت، بعدها ذهبت أمام الثالثة منهم والتى يظهر الغضب منها بشدة ولكنها قالت بتعجب:
-انتى فعلاً كنتى سبب انقاذها واعترفتِ لمين اصلاً؟!!
تحمحمت بهدوءٍ ثم استرسلت حديثها أمامهم عما فعلت بذهابها للقصر قاصدةً الفهد بذاته وعما فعلت لإنقاذ مليكته!..
رددت"ملك" بتساؤل:
-بس انتى عرفتى منين يا"تُقي"؟
اجابتهَا بهدوء:
-بعد ماجينا من لندن مكنتش اعرف حاجه بس فى يوم سمعت"مالِك" بيكلم"فهد" فى الموبايل وبيقوله"يعنى جات واعترفت بنفسها" وسمعت كمان وهو بيقول وكان متعصَب جامد"والحيوان دا كان هيقتلها وانت واقف يا فهد" وقتها بصراحة قلقت لما سمعت اسمه فضلت واقفه لحد ما خلص خالص معاه وبيلف لقاني قدامه، قولتله عايزه اعرف مين عايز يقتل مين وايه علاقتك أنت وصاحبك، وقتها معرفش يخبي حاجه وقالي كل اللى حصل واللى هو اصلاً مكانش يعرف بيه غير وقتها من"فهد" برضه...
نظروا لها بتفهم، ثم نظرت"ملك" لتلك المنتظرة الإعفاء عنها ثم تنهدت فى هدوء وقالت:
-انا برضه هسامح بس عشان اعترافك دا غير كدا لا..
جذبتها الأخرى لاحضانها قبل أن تُكمل حديثها هذا وهي تردد بسعادة:
-أيوة بقى حسسونى انى بني أدمة كويسه، متزعلوش مني انا بحبكم والله..
ابتسموا لها فأكملت بابتسامة كبيرة:
-انا بقى عزماكو على الخطوبة والفرح ان شاء الله هبقى اكلمكُم على الفيس واعرفكُم الميعاد..هستأذن انا عشان ماما مستنياني..السلام عليكم..
ودعتهُم ورحلت وهم ينظرون على حركاتها الغير متناسقة ولكن فرحتها هذه بعد خيبة أملها لا تُقدر بثمن، قاطع نظراتهم المليئة بالأحاديث المفهومة بينهم فقط؛ قول"فاطمة" بأمر:
-خمس دقايق والاقيكم تحت فى المطبخ عشان نجهز العشا بتاع عرسانكم اللى جايين بالليل دول، يلا على طول...
رحلت من أمامهم، ومن ثم دقائق مرت عليهم فى صمت فقالت"مليكة":
-المسكينة دى ظلمها الحب فعلاً الله يسامحه بقى دا عقابه هيكون تقيل قوى، والله فرحتها فرحتنِى انا شخصياً، لما اكلمها هعزمهَا على الفرح ربنا يفرحها يارب..
رددت"تقي" بتأكيد:
-ايوه وانا كمان والله فرحتلهَا من قلبي ربنا يهديها للصح دايماً يارب...
قالت الأخرى بهدوء:
-مش عارفه اللى عملناه صح ولا غلط بس ربنا يهديها وخلاص...
رددت"مليكة" فى صوتٍ عال:
-ماما!..
ردت عليها"تُقي" بانتباه:
-العشَا!..
لتستكمل"ملك" بنبرة مُتذكرة:
-العرسان!....
وأسرعوا مهرولين للأسفل في استعجال آخذين ما معهم من مسليات، ليبدأوا في تحضير أشهى الأطعمة والمشروبات لمن سرقنَ القلوبِ سرقةً حلال وأصبحت تلقبُ بأسمائهم الجليلة، والتي بعد أيامٍ قليلة سوف تُكتب وتُسجل عليها وتصبح أبديةً خالدة لنهاية العمر....
**********************************
ينظر لها نظراتٍ وكأنها ستُخطف من بينِ يديه، الهواء من حولهم يعبس بحجابها خلسةً من الوقت فتزفَر بضيقٍ منه، يبتسمُ عليها عندما يراها تُعدل حجابها فى استياءٍ من تكرار تلك الحركة عدة مرات، تتناول الطعام فى سعادة أمامه لوجوده معها اليوم، ترك طعامه وظل يتخلخل داخل ملامحها البريئة أمامه كي يتشبع منها لما سيأتي عليه من أيامٍ كثيرة سوف يقضيها بدونها، لمحته تلك المرة بعينها فقالت بتعجب:
-هو فى حاجه يا بابا؟
هز رأسه نافياً فأكملت:
-يعنى طلبت نخرج سوا، اخدت اجازة من الشغل، جايبنا المطعم اللى بحبه، وكمان طلبت الاكل اللي بحبه، غريبة يعنى كل دا عشاني!..
فك أصابعه المُتشابكة ببعضها ثم مدَّ يده وأمسك بيدها الصغيرة بحنان مُردداً ببسمه رقيقة:
-أي حاجة أميرتي الحلوة بتحبها لازم تكون واجبة التنفيذ..
ابتسمت بسعادة ودمعٍ حاول التسلل لعيناها؛ فقال سريعاً:
-ليه الدموع دي بس يا"ساندي"؟.
أجابت بنبرة مُفتخرة:
-عشان إنت أعظم أب فى الدنيا وحنية الكون كله فى قلبك..
أجابها بمُغازلة:
-دا بس عشان القمر دا يبقى مبسوط وأشوف ضحكتُه..
خفضت رأسها تجاه يده وقبلتها فى ثناءٍ شديد لوالدها، ثم قالت:
-بس انت مش بتاكل ليه؟.
اجاب باستنكار:
-اصل انا مش جعان..اا اصل لما بشوفك مبسوطة كدا بشبع ولما بشوفك فخورة بيا بيكون قلبي فرحان بحسن تربيتي ليكي، ولما افتكر انك خلاص كام يوم وهتسيبينِى حزن الدنيا كله بيجى فى قلبي..
رددت سريعاً في نفيٍ:
-لا لا بعد الشر على قلبك ياحبيبي، بص خلاص لو هتزعَل انا مش همشي واسيبك هفضل قاعدة معاك على طول...
قال ضاحكاً:
-انت عايزة "ياسين" يولع فينا ولا اي؟..
خجلت من كلماته التي ذكرهُ بها، فأكمل والدها بمُشاكسة:
-دا لو مكنش ملهوف كدا على أميرتي كنت انا اللى ولعت فيه...
ضحكت على حديثه قائلة:
-يعنى حضرتك مبسوط!.
أجاب بتأكيد:
-طبعاً يا بنتي، أنا أسعد واحد فى الدنيا انى بشوفك بتكبري قدامي وناجحة في تعليمك وهشوفِك اجمل عروسه فى الدنيا كلها، اه هكون زعلان على بُعدك طبعاً بس زى ما قولتلك انا بتونس بمامتك طول الوقت وطول العمر هفضل أتونِس بيها...
غمزت"ساندي" بمشاكسة لوالدها:
-ايوه بقى يا عم الحج انا عارفه اصلاً اني همشي وانت هترجع لذكرياتك كلها..
ضحك عليها بشدة، ثم اقترب منها قائلًا فى صوتٍ خافت:
-بيني وبينك كل حاجه فى البيت بتفكرني بذكرى حلوة بينا..
ورجع للخلف مُستكملاً بنظرة حانية لإبنته:
-زي ما هيحصل لما تمشي وكل حاجه فى البيت هتفكرني بذكرياتنا الحلوة كلها يا أميرتي..
-أنا بحبك قوي يا بابا..
قالتها بنبرة دامعة ومليئة بالاحترام والحب والتقدير لهذا الشخص، ليُجيبها في بسمةٍ صغيرة:
-وانا بحبك اكتر يا قلب بابا..يلا ناكل بقي...
و استكملوا تناول طعامهم فى سعادة كبيرة غمرة جلستهم اللطيفة هذه، ولم يخلو الوقت من حديثهم المرح معاً والمليء باللطف والحنان والاشتياق الذي سيفيضُ عليه بعد رحيلها!...
*************************
يجلس كعادته بهيبةٍ كبيرة على مقعدهِ الخاص، تلك الأوراق التي بيده نالت من الشرفِ والبهجة حظاً وفيراً، نسمات الهواء العليل تُداعبُ خصلاتهِ البُنية باحترافيةٍ شديدة، أهدابُه تلك التي تحمي بُنيةِ عينيه الغامضة مازالت فى أداء مُهمتها على أكملِ وجه، ترك ما بيده ثم زفرَ بتنهيدة حانقة والتقطَ كوب قهوتهِ الخاصة ليُمررها داخل جوفهِ بسلام، رفع عيناهُ عن أوراقهِ تلك عندما سمع:
-اي يا عريس قدامك كتير هنا؟
ابتسم بلطفٍ قائلاً:
-والله يا أونكل مش عايز أمشي غير لما اخلص الملف دا كله، التعديلات بعد "إياد" باشا كلها تحت الصفر لا وجاي يقولي بكل ثقة خد الملف ومستني تقييمك!..
ضحك الاخر بخفه:
-معلش "إياد" لسه صغير ومش واخد على الشغل الجامد دا، وبعدين انت مسلمُه صفقة كبيرة على عقله انه يستوعبها اصلاً يا"فهد"!..
اجابه بإقناع:
-حبيت أعمل كده عشان أعرف اذا كان هيعرف بس ياخد خطوة ناحية البداية ولا لا، انا مش قاصد اضغط عليه بالعكس انا بحاول معاه واحده واحده بس هو كان مُصمم ياخُد شغل كبير قال يعنى عايز يبقى زي"ادهم وياسين" يعنى..
قال بتاكيد:
-ايوه فاهم قصدك، تعرف يا ابني أبوك ما غلطش إنه وثق فى انه يخليك تبدأ من هناك، صحيح كان دايماً خايف ودايماً عايزك جنبه بس إحساسه بأنك هتقدر على الظروف وهتطلع منها بنتيجة كويسه كان غالب عليه اكتر، أبوك عمرُه ما فكر انه لما يموت المستقبل اللى بناه ليكم هيضيع لا كان دايماً واثق فيك كل ما يسمع انك عملت حاجه كويسه هناك تزيد ثقته فى انك هتقدر تشيل المسئولية دى وتحافظ عليها، كان واثق فيك جداً انك هتقدر تقوى وتكبر إمبراطورية الصياد اللى بناها وانت فعلاً قدرت...
ابتسم بحزنٍ وهو يردد:
-الله يرحمه ويغفرله، طبعاً من غير وجود"كمال المنصورى" مكنتش انا عرفت اكون هنا دلوقتي ولا ايه يا اونكل؟..
اجابه بسعادة:
-ربنا يخليك يا ابنى، انا برضه من غير ابوك مكنتش هبقى كده، الله يرحمه كان السبب الرئيسي فى تكوين"كمال المنصوري" يا"فهد"..
قال الآخر بحبٍ وامتنان:
- ربنا يديك الصحة يارب وتفضل وسطينا دايماً..
فى تلك اللحظة دلف عليهم رفيقه فى هدوء:
-السلام عليكم..
-وعليكم السلام..
أجابوه بتحية الإسلام، قال مُستكملاً:
-اتفضل دا ملف صفقة كندا لسه واصلي دلوقتي من"آدم" خلصُه وبعتهُولى..
اجابهُ الفهد بإعجاب:
-والله برافوا عليه انه خاصه فى يومين بس ومش كاملين كمان، طب قولي يا"سعد" الملفات اللى جات من انجلترا من عند"چاك" خلصت ولا لسه؟..
اجابه بعمليةٍ واهتمام:
-لسه شغال عليها انا وانكل"كمال" وبالكتير خالص يومين وتخلص..
أكمل بتأكيد:
-ايوه يا ابني يومين ولا حاجه وتكون جاهزه بإذن الله..
اغلق ما بيده بعناية قائلاً:
-خلاص تمام، يلا بينا بقى عشان نلحق العشا زمان طنط"فاطمة" مستنية من بدرى و احنا اتأخرنا عليهم...
ابتسموا له بموافقة وذهبوا ومعهم الباقي للقصر لتجهيز أنفسهم للقاء العشاء المميز لهم، وبعدها ذهب الجميع قاصداً ڤيلا"أحمد الدسوقي"....
***
            استووووووووووب🤚🤚🤚
        نكمل الحلقة القادمة😝😝😝
انتظرووووووني فى اخر احداث رواية#عشق وانتقام♥️🔥
بقلمي/عبير سعيد♥️الملاك الصغير♥️
بيروووووووووووووووووووووو♥️🔥

 رواية عِشْقْ وانْتِقَامْ ♥️بقلمى/عبير سعيد✍️👑حيث تعيش القصص. اكتشف الآن